دراسة: مستخدمو السجائر الإلكترونية أكثر قابلية للإقلاع عن التدخين

كشفت دراسة جديدة نشرت في مجلة أبحاث النيكوتين والتبغ أن المدخنين الذين يتحولون إلى السجائر الإلكترونية هم أكثر عرضة للتوقف عن تدخين السجائر العادية.

وتتناقض الدراسة مع النتائج التي أظهرتها الدراسات السابقة، والتي تؤكد أن المدخنين الذين يبدأون باستخدام السجائر الإلكترونية في الغالب يستمرون في التدخين.

قارن الباحثون اتجاهات العالم الحقيقي في معدلات الإقلاع عن التدخين على مستوى السكان بين المدخنين البالغين الذين يستخدمون أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية مقابل أولئك الذين لا يستخدمونها.

تسلط هذه الدراسة الضوء على المشهد المتطور لاستهلاك التبغ وسط سوق متوسعة للسجائر الإلكترونية، وذلك باستخدام بيانات أمريكية تمثيلية من دراسة التقييم السكاني للتبغ والصحة.

وركز التحليل على البالغين الذين تبلغ أعمارهم 21 عامًا فما فوق والذين أبلغوا عن تدخين السجائر خلال الشهر السابق.

أنماط مثيرة

وكشفت البيانات، التي يتم جمعها كل عامين، عبر 6 موجات، عن أنماط مثيرة للاهتمام في معدلات الإقلاع عن التدخين.

في البداية، بين عامي 2013 و2015، بلغت معدلات الإقلاع عن التدخين 16% لكل من مستخدمي السجائر الإلكترونية والسجائر التقليدية.

ثم ظهر فرق كبير في السنوات اللاحقة. وبين عامي 2018 و2021، ارتفع معدل الإقلاع عن التدخين بين مستخدمي السجائر الإلكترونية إلى نحو 30%، بينما استقر عند نحو 20% بين مستخدمي السجائر العادية.

ويشير هذا الاتجاه إلى وجود تفاعل كبير بين الوقت واستخدام السجائر الإلكترونية، مما يدل على وجود علاقة متغيرة بين استخدامها والتوقف عن منتجات التبغ خلال فترة الدراسة.

ربما يكون ظهور منتجات وتركيبات جديدة في سوق السجائر الإلكترونية، بما في ذلك البطاريات ذات السعة الأكبر وتركيبات النيكوتين ذات التركيزات الأعلى والنكهات المحسنة، قد ساهم في هذه الاتجاهات المتغيرة.

في حين أن الأبحاث السابقة قد أسفرت عن نتائج متضاربة فيما يتعلق بالارتباط بين استخدام السجائر الإلكترونية والإقلاع عن السجائر، فإن هذه الدراسة توفر رؤى قيمة حول نتائج العالم الحقيقي، مع التركيز على أهمية النظر في الطبيعة الديناميكية لمشهد منتجات التبغ والسياق التنظيمي.

أشارت بعض الأبحاث إلى تحسن نتائج الإقلاع عن التدخين باستخدام السجائر الإلكترونية، بينما أشارت أبحاث أخرى إلى عكس ذلك.

وقد ترجع النتائج غير المتسقة إلى الاختلافات في العينات والمقاييس التي تم النظر فيها، أو الاختلافات في الأساليب التحليلية التي استخدمها الباحثون، أو بيئة المنتج سريعة التغير، أو سياقات السياسات.

تطوير السوق الأمريكية

ظهرت أنظمة توصيل النيكوتين الإلكترونية لأول مرة في السوق الأمريكية عام 2007، وكانت السجائر الإلكترونية الأولى تشبه السجائر التقليدية في المظهر وتستخدم بطاريات منخفضة الجهد.

ابتداءً من عام 2016، قدمت الشركات المصنعة السوائل الإلكترونية التي تحتوي على تركيبات مختلفة من النيكوتين، وأصبحت السجائر الإلكترونية الجديدة متاحة على نطاق واسع.

تحتوي تركيبات النيكوتين هذه على درجة حموضة أقل من التركيبات القديمة، مما يسمح للمصنعين بزيادة تركيز النيكوتين مع تجنب المرارة في الطعم.

تمتد آثار هذه النتائج إلى عملية صنع القرار في مجال الصحة العامة، مما يدعو إلى إجراء استجابات بحثية وسياسية تتوافق مع سوق السجائر الإلكترونية المعاصرة والظروف المجتمعية.

ومن خلال فهم التفاعل المعقد بين استخدام هذه المنتجات والإقلاع عن التدخين، يمكن لواضعي السياسات والمهنيين الصحيين تطوير استراتيجيات أكثر فعالية للتخفيف من الأضرار المرتبطة بالتبغ وتعزيز جهود الإقلاع عن التدخين بين السكان البالغين.

تؤكد هذه الدراسة أيضًا على الحاجة إلى الرصد والتقييم المستمر لتدابير مكافحة التبغ في سياق تطوير المنتجات، مما يضمن بقاء تدخلات الصحة العامة قابلة للتكيف والاستجابة للاتجاهات الناشئة في سلوكيات استهلاك التبغ.