مقالات دينية

تساعية الميلاد 22 ك1 (نجم من المشرق)، و 23 ك1 (قلوب قاسية)

الكاتب: المطران سعد سيروب
تساعية الميلاد
22 كانون الاول (نجم من المشرق)

كلمة الله وبينما هم في الطريق إذا النجم الذي رأوه في المشرق، يتقدمهم حتى بلغ المكان الذي فيه الطفل فوقف فوقه. فلما رأوا النجم فرحوا فرحاً عظيماً جداً، ودخلوا البيت فوجدوا الطفل مع أمه مريم. فركعوا وسجدوا له، ثم فتحوا أكياسهم وأهدوا إليه ذهبا وبخورا ومرّاً. وأنذرهم الله في الحلم أن لا يرجعوا إلى هيرودس، فأخذوا طريقاً آخر إلى بلادهم (متى 2/ 9-12).

تأمل
لقد جاؤوا من بعيد، من المشرق.
راقبوا السماء، وحسبوا حركات النجوم، وراهنوا عليها. فقادهم النجم الى الغرب، الى أرض العبرانيين لكي يلتقوا بالملك الجديد.
فهم متشوقون ومتلهفون، كأبائهم. يبحثون ويتسالون والجواب يأتيهم بوسائل العلم والمعرفة.
ولكن في أورشليم تنتظرهم مفاجأة كبيرة! المولود ليس ملكاً، والملك مضطرب لما يقولون. ما هذا الذي يحدث؟
نجم يقودهم، فيبتعدون عن القصر الملكي وشيء ما يهديهم الى مدينة صغيرة بعيدة عن العاصمة. وهنا كان يجب على عقلهم ان يقوم بقفزة تذهب ما وراء الواقع، وعليهم أن ينفتحوا على العجيب الغير المتوقع.
يحدث أن نحن أيضا نصل الى الايمان من خلال رغبتنا بالمعرفة. نجوم عديدة، وأصدقاء كثر، وقراءات مختلفة، وجماعات متنوعة، تساعدنا للوصول الى الله.
أمام ذلك الطفل، يحنون ركبهم وقلبهم. ويفتحون كنوزهم، رمز ايمانهم الوليد حديثاً: ذهبا، ولبانا ومرّا. فالذهب ليعلنوا ان المولود هو ملك؛ واللبان ليعلنواا ان المولود هو الله؛ والمرّ لينبؤوا بصلب وموت وقيامته من أجل خلال العالم.

صلاة لقد انطلقنا من ديارنا لنبحث عن جواب على اسئلتنا، وفي نهاية الطريق التقينا بك. إله اليهود وإله كل انسان. لقد تملكتنا شجاعة البحث، فما توقفنا. ما ترددنا، وظللنا نتبع النجوم، التي قادتنا الى حيث لم نكن نتوقع، قادتنا اليك. فالمجد لك، أيها المصلوب. أمين.

التزام فلنبحث. فلنقترب الى ما هو جميل وخيّر وحقّ. فلنقترب من الله. فلنقرأ النجوم التي يضعها الله في حياتنا ولنبحث عن الكنز المخفي خلفها.
———————————————————————————–
 
تساعية الميلاد
23 كانون الاول 2014 (قلوب قاسية)

كلمة الله “سمع هيرودس الملك، فاضطرب هو وكلُّ أورشليم. فجمع كل رؤساء الكهنة ومعلمي الشعب وسألهم: “أين يولد المسيح؟” فأجابوا: “في بيت لحم اليهودية” (متى 2/ 3-5). “فلما رأى هيرودس أن المجوس استهزأوا به، غضب جداً وأمر بق*ت*ل كل طفل في بيت لحم وجوارها، من ابن سنتين فما دون ذلك، حسب الوقت الذي تحققه من المجوس” (متى 2/ 16).

تأمل لا يعرف الكثير، عن الايمان. لقد اعتلى هيرودس العرش بواسطة السيف والحيلة، لم يعترف اليهود به حقيقة كملك. وقد حاول ان يتحبب الى الناس ولكن من دون جدوى. وقد عمل ما لم يعمله أي أحد أخر، لقد بنى الهيكل. عندما وصل المجوس، كان الالاف من الناس يبنون الهيكل والمدينة ومنذ سنين طويلة، واستمر العمل حتى بعد مماته بسبعين سنة.
الهيكل انجب الطبقة الكهنوتية، وصار مكانا يعج بالحجاج والغنى.
ميلاد المسيح هو نقمة كبيرة بالنسبة لهيرودس. فالدين هو في خدمة السلطة السياسية. كان الكتبة يعرفون أين سيولد المسيح، فقد درسوا الكتب المقدسة. وكان الكهنة في الهيكل بانتظار المسيح منذ ألف عام.
المسافة بين اورشليم وبيت لحم لا تتجاوز عدة كيلومترات، و لكنهم مع هذا لم يخرجوا ليروا المسيح ويبحثوا عنه.
اورشليم مدينة تعرضت الى شتى انواع المصائب: حروب ودمار، وجاء إليها العدد من الملوك والانبياء. ولكن فكرة ظهور المسيح تخيف الناس. إننا نخاف من الجديد. إننا نخاف من الله.

صلاة القلوب القاسية أننا نمجدك يارب، ونصلي إليك أجمل الصلوات، ونبني لك أجمل الابنية المزينة والمزغرفة. ولكن، نطلب منك، أنت تبقى حيث أنت، لا تتعب نفسك بالمجيء الى حياتنا. (وإذا جئت فليّن قلوبنا وأجعلنا ندرك انك لست منافسا لنا، بل صديق).

التزام لندخل الله الى حياتنا، لا نغلقه في الاماكن المقدسة.

..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!