الحوار الهاديء

تناقضات وتشويهات ومغالطات في محتوى رد تنظيمات شعبنا السياسية لبيان الرابطة الكلدانية

الكاتب: الدكتور عبدالله مرقس رابي
 

تناقضات وتشويهات ومغالطات في محتوى رد تنظيمات شعبنا السياسية  لبيان الرابطة الكلدانية
د. عبدالله مرقس رابي
باحث أكاديمي
                   أصدرت الرابطة الكلدانية في 21/ 5/ 2017  بياناً أكدت فيه تبني  تسمية “المكون المسيحي” بدلا من التسمية المركبة ” الكلدان السريان الاشوريين” في المرحلة الراهنة. والتسمية المركبة تبنتها أحزاب شعبنا عام 2011 بناءاً عى مقترح قدمه المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري. وعلى أثر بيان الرابطة أصدرتجمع التنظيمات  السياسية الكلدانية السريانية الاشورية رداً بعنوان “نرفض المغالطات الواردة في بيان الرابطة الكلدانية حول التسمية” في 23/5/2017 .وبعد قراءتي البيان والرد استشفت أن رد التجمع لايقتصر فقط محتواه على المغالطات وأنما التناقضات والتشويهات، وبعد ربط تحليل الرد بالمعطيات والمتغيرات والاحداث تبين ما يأتي:
1 – اللغة التي أستخدمها كاتب الرد لا يرقى الى مستوى تجمع أحزاب سياسية تمثل شعبنا الكلداني والسرياني والاشوري في العراق وخارجه وقد، تبين من لغته كأنما أحد الاشخاص كتب الرد له مواقف وأحكام مسبقة تجاه الرابطة والكلدان وكنيستهم بشكل عام مما يدل بوضوح أستخدام لغة تسقيطية بدلا من مناقشة الفكرة أو البيان بجدية وحجج دامغة منطقية يمكن الاعتماد عليها لاعتراض ما جاء في بيان الرابطة. وسيتبين من النقاط التالية بوضوح أكثر طبيعة اللغة المكتوبة في الخطاب وما أحتوى من المغالطات والتشويه والتناقض.
2 –  من المغالطات والتشويه (هنا نود القول الى ان الرابطة قد ناقضت نفسها بنفسها من انها اعتمدت التسمية في الدستور العراقي وهي اساساً تسمية قومية لشعبنا دون ذكر السريان فيها وهذا له دلالات اخرى.)
أين التناقض ؟ بيان الرابطة يؤكد على الالتزام مبدئياً بالتسمية الرسمية في الدستور العراقي التي هي الكلدان والاشوريين ،أي جلياً ترفض التسمية المركبة ، بينما للتبريرات التي قدمها البيان يؤكد على تبني تسمية ” المكون المسيحي” في المرحلة الراهنة ،ألا تميزون عبارة “المرحلة الراهنة” عن لو ذكر المدون مبدئياً أو على الدوام؟ فالعبارة واضحة جداً .فهي قناعة أعضائها ومؤازريها وجاءت للتأكيد فيما أدرج في مواد نظامها الداخلي الذي يؤكد على أحترام خصوصيات كل أثنية من أثنيات شعبنا وقبول الاخر وتنمية الوعي القومي الكلداني والتعبير عن الهوية الكلدانية .مثلما كانت قناعة الاحزاب التي تبنت التسمية المركبة التي أقترحها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري ،وثم أعتبرت مرحلية بعد أن تعرضت الى عدة انتقادات، فالتناقض هو واضح عندكم لاغفالكم المقارنة بين موقف الرابطة وموقفكم من التسمية المركبة باعتبارها مرحلية.
ويبدو واضحاً تشويه ردكم لموقف الرابطة من الاخوة السريان، نعم كان من المفروض أن يذكر البيان ماهي التسمية المعتمدة في الدستور العراقي ، وفي كل الاحوال القول: نعتمد التسمية الرسمية كما هي واردة في الدستور العراقي لا يعني عدم أحترام وقبول الاثنية السريانية وخصوصيتها، فموقفها واضح من نظامها الداخلي ، فهي لا تعترض على أية تسمية اثنية ،لو كانت التسمية السريانية واردة الى جانب التسميتين الاخريتين لكان موقف الرابطة هو نفسه اطلاق الكلدان والسريان والاشوريين ،وثم للعلم وبحسب معرفتي أن أحد المطالبين بدرج السريان في الدستور الى جانب الكلدان والاشوريين هو غبطة البطريرك مار لويس بعد أن أعترض السريان على المسألة لدى الحكومة العراقية.
فهنا أحدى مؤشرات التسقيط والتشويه للموقف بين الرابطة والاخوة السريان، والا لما ذكرتم عدم وجود السريان ؟
3 – مما هو جدير بالذكر، رسمياً يجب أعتماد التسمية التي وردت في الدستور العراقي ،لان ما يورد في دستور الاقليم غير ملزم في جميع أنحاء العراق وأنما حدوده القانونية هي المناطق الخاضعة للأقليم ، فعليه أيها السادة عليكم الانتباه الى هذه المسالة ، طالما التسمية المركبة لها وجود في دستور الاقليم ، يعني ذلك قوتها القانونية هي مع حدود اقليم كوردستان. وهذه معلومة عند السياسيين والقانونيين ،فالتدريس باللغة الكوردية  مثلاً قُرر في الدستور الكوردي ويشمل حدود الاقليم فقط .أي للاقليم خصوصيات قانونية لتنظيم الحياة في الاقليم ولا يمكن تعميمها على العراق. فأذن فرضكم التسمية المركبة مخالفة للقانون العراقي وفقاً للدستور العراقي الذي يعتمد تسمية الكلدان والاشوريين وأتمنى بل أدعو يوم أضافة السريان أيضاً لتكتمل مسألة أحترام وقبول الاخر.
4 – بالرغم من أن دعوة الرابطة لتبني مفهوم” المكون المسيحي” في المرحلة الراهنة ، فهي لا تعني ألغاء الانتماء الوطني والقومي كما ترون وأكدتم في ردكم ، فالمواطنة لا تكتسب بأطلاق التسمية الاثنية على المواطن فقط ، فالمسيحيون هم مواطنون عراقيون ولا تُلغى وطنيتهم بتسميتهم ” مكون مسيحي ” كما تُسمي المسلمون والصابئة والايزيديون والكاكائيون ،فهل هؤلاء لا انتماء وطني لهم؟ الانتماء الوطني هو شعور الفرد بالانتماء الى الارض الذي يمتلك مقومات الوطن سواء كان كلدانياً أو سرياناً أو اشورياً أو كوردياً أو عربياً. فالمواطنة تُكتسب بالجنسية وثم قوة الشعور بالانتماء .ووفقاً لردكم طالما لا نُسمي أنفسنا كلدان سريان اشوريين نفقد الانتماء الوطني والقومي!!! تصور لا يُرقى لاحزاب سياسية تمثل شعبنا.
5 – قولكم سيكون تعامل الحكومة مع شعبنا على أساس مفهوم ” أهل الذمة ” يا عقلاء شعبنا المحترمون واسألكم ،وهل تتعاطى الحكومة مع شعبنا منذ 2003 على أساس الاثني أو القومي بمفهومكم؟ هل تحتاج المسألة الى أيضاح أم باتت معروفة للجميع ؟وهي معروفة أنما هنا قولكم ليس الا للتشويه والمغالطة المتعمدة.
أخوتي السياسيين : أنتم تمارسون العمل في ظل حكومة طائفية دينية مئة بالمئة تستحوذ على السلطة أحزاب دينية كبيرة من السنة والشيعة ولها مرجعياتها الدينية ، ومن اليوم الاول لسلطتهم يتعاطون معكم على أساس المكون المسيحي شئتم أن ابيتم ومن يوم ” بول بريمر” الذي كان له الدور الكبير في خلق هكذا نظام طائفي ديني .فماذا تعني المحاصصة الطائفية ؟ بماذا ينعتون ممثليكم في البرلمان ؟ أ ليس ممثلوا المسيحيين؟ لم نسمع يوما وقيل ممثل الاشوريين أو السريان أو الكلدان أو بحسب التسمية المركبة.وحتى الاعلام العراقي الرسمي وغير الرسمي يتعامل هكذا معكم .ممثلوا المكون المسيحي في البرلمان ومجالس المحافظات ، المدارس المسيحية ، تاريخ المسيحيين في العراق ، القرى المسيحية ، التواجد المسيحي ، الاضطهاد المسيحي ، الرموز المسيحية، الاثار المسيحية، تحرير البلدات المسيحية، بيوت المسيحيين…. وهناك المزيد، هذه جملة من العبارات والمفاهيم المتداولة في الاعلام العراقي وعند الساسة العراقيين وحتى عند العامة من العراقيين ،ولم نر يوما يقال الممثل الاشوري أو وجود الكلدان أو القرى السريانية او القرى الكلدانية. 
من اليوم الاول لتغيير النظام السابق تعد مشورة رجال الدين هي الاساس عند الحكومة العراقية ، كونوا على ثقة أيها الاخوة لا يمكن تمرير مسألة ما تخص المسيحيين في البرلمان أو الحكومة وحتى لو سعى أليها ممثلوا شعبنا ما لم تؤخذ بنظر الاعتبار مشورة رؤساء الكنائس ، ولكي أكون أكثر دقة معظمها.
لمن توجه الدعوات للمشاركة في المؤتمرات والندوات وطلب الموقف تجاه مسالة ما ؟  توجه الى رؤساء الكنائس وأخص بالذكر غبطة البطريرك مار لويس بطريرك الكنيسة الكلدانية ، لم يطلب البطريرك مار ساكو من السيد عمار الحكيم الاطلاع ووضع مطاليب المسيحيين في وثيقة التسوية ،بل هو الذي جاءه ولم يمر عند غيره وحتى الدعوات الرسمية من قبل المسؤولين في الخارج موجهة اليهم .يأتي رئيس دولة أو وزير أو سفير أو أي مسؤول آخر في زيارة للعراق ويوجه الى صومعة البطريرك مار لويس للتشاور مع غبطته ، ولا يتوجه الى مكاتب أحزابكم لا في الاقليم ولا في أنحاء العراق .ليس التع-اط*ي مع شعبنا كمكون مسيحي على مستوى العراق فحسب بل على المستوى الاقليمي والعالمي أيضاً.
اخوتي هذه الامور لا تغيب عن معرفتكم وانتم تعيشونها ميدانياً، فالتع-اط*ي مع شعبنا شئنا أم أبينا كما ذكرت هو تع-اط*ي طائفي ديني خالص وليست الرابطة هي السبب فلها من العمر سنتان ،بل السبب هي الحكومة العراقية نفسها ،فأعترضوا على أساسياتها أي الجذور ولا تعترضوا على الرابطة.
الرابطة تفهمت منطقياً المرحلة التي يمر بها المجتمع العراقي حكومة وشعباً وطبيعة الاحداث المتسارعة، فترى بقناعتها أن تداول مفهوم” المكون المسيحي” في المرحلة الراهنة هو الافضل لتفادي التهميش والخلط ولاجل توحيد الكلمة لشعبنا. فأرجو منكم الاعتراض لدى المجتمع العراقي شعباً وحكومة.
6 – لماذا لايحق للرابطة ابداء رأيها بالتسمية؟ التسمية ليست حكراً على أحد فهي تعتمد على قرار ذاتي من الفرد شخصياً ومن أية مؤسسة أو منظمة مجتمع مدني أو أية كنيسة، أو اي باحث أو رجل دين أو سياسي وحتى من البسطاء في الشعب، فالتسمية لو تُرك تحديدها على الفكر السياسي للاحزاب سوف بدون شك تتأثر بالايديولوجية التي تعتمدها في فلسفتها الحزبية. فالتسمية ليست حصرا في تحديدها على السياسيين ، بل منطقياً في مثل هذه الحالات يقرها الباحثون المستقلون واكرر المستقلون الذين لا يرتبطون بأيديولوجيات سياسية. فيتوهم من يؤكد على أن مسألة التسمية هي سياسية توهما كبيرا.
7 – التشويه المتعمد والمغالطة الصريحة ألاعتماد في تبريركم بأن لا يمكن أن تتدخل الرابطة بالشؤون السياسية حسب الفقرة 10 من المادة الثالثة . حيث شوهتم الفقرة لكتابتكم المتقطعة لها بهذه الصيغة” تعنى الرابطة بالشؤون الانسانية والاجتماعية  ،،،،،، ولن تتحول الى حزب سياسي). أليس هذا تشويه عزيزي القاريء، قارن مع اصل الفقرة” تعني الرابطة بالشؤون الانسانية والاجتماعية والثقافية والقومية والسياسية، ولن تتحول الى حزب سياسي.” لماذا حذفت القومية والسياسية ،بالطبع هو تعمد لتشويه أهداف الرابطة والايحاء للقراء بأن ليس من أهداف الرابطة الاعتناء بالشوؤن السياسية والقومية.
نعم الرابطة لا تتحول الى حزب سياسي، وانما من حقها كمنظمة مجتمع مدني الدفاع والاعتناء بحقوق الشعب الكلداني الذي تخصه، الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والقانونية والدينية مع احترام وقبول والدفاع عن حقوق الاثنيات الاخرى والمذاهب الدينية الاخرى كما تعمل كل منظمات المجتمع المدني ، فماذا تسعى اليه مثلا منظمة حمو رابي ،ومنظمة شلومو ، ومنظمة الدفاع عن الاقليات؟ أ ليس الدفاع عن هذه الحقوق ؟ والرابطة لا تقوم خلافاً لذلك. بل يدعوها نظامها الداخلي الى القيام بهكذا فعاليات وأنشطة. ففي المادة الثانية يؤكد المشرع لنظامها لتعريفها ” هي رابطة مدنية عالمية غير حكومية، تعبر عن الهوية الكلدانية وعن الانتماء الى الشعب الكلداني ( الامة الكلدانية) في كل مكان ” .وتشير أيضاً الفقرة 2 من المادة الثالثة الى ” العمل على تشجيع وتنمية الوعي القومي الكلداني” وفي الفقرة 4 من المادة نفسها ” العمل من اجل الحفاظ على الحقوق الاجتماعية والثقافية والسياسية للكلدان والدفاع عنها” مواد صريحة تخول الرابطة للدفاع عن الحقوق السياسية والقومية بما فيها التسمية الى جانب الحقوق الاخرى. ومن حقها الاعتراض على تشويه تسمية الشعب الكلداني. وهذا لا يعني أنها تحولت الى حزب سياسي، لان كما أشرت كل الوكالات والمؤسسات في المجتمع ممكن ان تسعى الى ما تسعى اليه الاحزاب السياسية .
8 – الرابطة الكلدانية تتوخى الدقة في بياناتها ولا مؤشرات للازدواجية في عملها وفكرها ، فهي تؤكد على تسمية المكون المسيحي في المرحلة الراهنة ومبدئياً تداول التسميات الثلاث منطلقة من مبدأ قبول واحترام الاخر وبما تمتلك من خصوصيات ، أنما الازدواجية تبدو واضحة جلية في مساعيكم ،كيف؟ تبنى المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري التسمية المركبة وثم لاقناع الاحزاب التي لم تكن مقنعة بالتسمية المركبة اضافة الى الانتقادات التي تعرض لها بدأ المسؤلون في المجلس الشعبي بطرح فكرة أنها تسمية مرحلية للظروف الراهنة ولتجنب الصراع الفكري حول التسمية. هنا لا أعتراض شخصي عليها ، ماهي التسمية المبدئية التي يتبناها المجلس الشعبي وتجمع الاحزاب السياسية ؟ لا يتجرأ أحد لذكرها لغرض تمرير الاجندات السياسية والمصالح الحزبية والشخصية على شعبنا من الاثنيات الثلاث. بل نجد الرابطة على العكس تدعو لتبني تسمية مكون مسيحي مرحلياً بينما مبدئياً التسمية المنفردة لكل أثنية بحسب الدستور؟ فأين الازدواجية لدى المجلس وتجمع الاحزاب أم لدى الرابطة؟
كما أن النظام الداخلي للرابطة واضح جداً وتؤكد انها لا تتحول الى حزب سياسي وأهدافها محددة. بينما المجلس الشعبي ، بالرغم من اهمية الاهداف التي يسعى اليها كما جاءت في نظامه الداخلي الا أن النظام الداخلي له لا يشير الى طبيعة المجلس هل هو منظمة مجتمع مدني أم حزب سياسي ؟ فاذا كان منظمة مجتمع مدني كما هي الرابطة فلا يحق له التدخل بالسياسة والشؤون القومية والتسمية كما تدعون في ردكم بان هذا من اختصاص الاحزاب السياسية ،بينما هو الاول من مؤسسات شعبنا أثار موضوع التسمية؟ فهل يحق للمجلس الاعتراض ولا يحق للرابطة؟ ولا اعتراض شخصي لو ثبت المجلس الشعبي أنه حزب سياسي ،فادعو المجلس من التخلي عن موضوع التسمية لكي ادعو الرابطة الكلدانية أيضاً لانهما في نفس القياس المؤسساتي. أ ليس هذا تناقض آخر يا سياسي شعبنا عندكم؟
9 – الرابطة الكلدانية لا تتدخل بشؤون الاخرين ولا تُلزم الاخرين بدعواتها ومقترحاتها كما أشرتم أليه في ردكم ، بل دعوتها صريحة للشعب الكلداني في تبنيه المكون المسيحي مرحلياً ومبدئياً التسمية الكلدانية كما وردت في الدستور العراقي .وهذه مغالطة اخرى لتشويه البيان .
10 – من المؤسف جدا أن يحتوي بيان صادر من احزاب سياسية تمثل شعبنا من وجهة نظرها ومن أعلى قيادات لها على تسقيط وتشويه سمعة مؤسسة أخرى. فعبارة ( تمويل من أموال المؤمنين)ولو أنها عبارة ركيكة في تركيبها الا انها تشير الى التسقيط ، وفما هي أدلتكم لكي تتهمون الرابطة الكلدانية بأستغلال أموال المؤمنين، متى سمعتم وقرأتم ان الرابطة طلبت وألزمت المؤمنين بدفع الاموال ؟ ويمكن ان تدخل هذه المسألة في المساءلة القانونية ومقاضاتكم عليها ؟فكونوا حذرين أيها الساسة لاحزاب شعبنا في بياناتكم ولابناء جلدتكم. فالاتهام الباطل تعرفون نتائجه. فنظامها الداخلي بالشأن المالي واضح فأعتمادها على التمويل الذاتي والهبات والتبرعات من أي مؤسسة أو شخص .
10 – جاءت كلمة ” حشر” غير المقبولة لغوياً في الخطاب في ردكم ، وهذه ناقشتها بمقارنة مع المجلس الشعبي في الفقرة 8 أعلاه .انما كيف تعتبرون بيان صادر من مؤسسة لها نظامها الداخلي وأعضائها الذين بلغوا في فترة قياسية أضعاف أعضاء أغلبية أحزابكم باستثناء الحركة الديمقراطية الاشورية ومؤازريها في مختلف بلدان العالم من العلمانيين ورجال الدين الكلدانيين ولها تسجيل رسمي في الوطن والخارج ،كيف تعتبرون أنها توجهات ” فردية” وماهي الشرعية التي تخولكم بأن تقبلون أو لاتقبلون ما تدعو أليه الرابطة الكلدانية ؟ كما لتجمع السياسي مواقفه وارائه تجاه الاحداث القومية والوطنية والسياسية فكل المؤسسات الاخرى بما فيها الرابطة الكلدانية لها مواقفها. الا ترون هذه محاولة لتسقيط الاخر؟ كما يتماشى مع أهدافكم فكم من بيانات أو ردود أفعال صدرت من التجمع السياسي لشعبنا تجاه حركة آشور مثلا التي تعمل في وادي وانتم في واد اخر انكم تبنون في الوطن وانهم بالاتجاه المعاكس، وبالطبع يستثنى تصريح الاستاذ يونادم كنا الذي نفى تمثيلهم لشعبنا في الداخل. وكم من تصريح صدر بشأن الحزب الارامي الديمقراطي الذي يعد الكل سريانأ بحسب أيديولوجيته  ولا يعتبر وجود وطن من ايران والى لبنان الا وطن السريان؟ والا يعتبر البيان الاخير للسادة المطارنة السريان الاخير من فئة الافعال الفردية؟ أ اليست زيارات البطاركة الاجلاء في الكنائس الاشورية والسريانية  الى المسؤولين الحكوميين هي فردية؟ أ ليس حضور ممثل المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري في كندا السيد مظلوم مروكي الى اللقاء المنظم مع مسرور البرزاني في العاصمة الامريكية من الافعال الفردية ؟ وهناك العديد من الامثلة.
ولكن لماذا تتصاعد وتيرة الاعتراضات والاستنكارات واعتبارها تدخلا بالسياسة عندما يصرح أو يلتقي أو يشارك في فعالية ما ، غبطة البطريرك مار لويس  رئيس الكنيسة الكلدانية  وهكذا تعملون عندما تصرح أو تقوم بفعالية ما الرابطة الكلدانية ؟هل هناك لُغز ؟ اسعفونا به .أم ماذا هل االكلدان يعملون من اجل انفسهم فقط ؟ والاخرين من أجل الكل؟ لا اظن والمؤشرات لا تدل على ذلك.
وختاماَ: أقول  أن أعمالكم ونشاطكم مثمن ومقدر عندي شخصياً وانتم تعملون في ظل ظروف سياسية واجتماعية ودينية واقتصادية قاسية وشاقة جداً وتحملتم الاهانات والاضطراب الامني ومشقات العمل السياسي ، الا أنه وفي ضوء هذا الرد المتشنج وذو لغة خطابية لا ترتقي الى مصاف أحزاب سياسية تمثل شعبنا الكلداني والاشوري والسرياني ،ففيه أشارات التسقيط والاتهامات والتشويه والتناقضات كما بينت اعلاه وفقاً لاساسيات ومبادىء تحليل الخطاب، فاتمنى أن يرقى خطابكم الى مستوى نفتخر به جميعاً خطاب قبول الاخر بخصوصياته وتقبل المواقف والاراء كما لكم من مواقف واراء يجب أن تُحترم من قبل الاخرين. تجنبوا العمل الازدواجي فهذا مؤشر للضعف وعدم امتلاك الحجج الفكرية لمخاطبة الاخرين وتفسير انشطتهم، فلا تتهموا الاخرين بالتناقض والتناقض شاهد في اعمالكم وافكاركم .
اتمنى لو تكلفت أحدى منظمات المجتمع المدني في العراق أن تنظم دورة تأهيلية للقادة في مختلف مناحي الحياة بما فيها السياسية، فبرامج أعداد وتأهيل القادة قائمة في البلدان المتقدمة وتقدمها معاهد خاصة وأقسام علمية متضمنة برامج علم الخطاب والحوار والتفاوض والتغذية الراجعة والعلاقات العامة والتكيف مع المتغيرات والمستجدات. ليس الكلام موجه اليكم فقط بل الى كل القادة في العراق من مختلف الاثنيات والاتجاهات من العلمانيين والروحانيين، وهذا ليس أنتقاصاً منكم أبدا،بقدر ما هو حرصي على متابعتكم ما يستجد في عالم القيادة في عصر المعلومات، عصر السرعة، ففي كل يوم يخرج المفكرون لنا بنظرية واسس على القادة ان يتعاطى بها ،انها تتغير لان المتغيرات والاحداث المتسارعة تتغير فكل شيء وظاهرة في المجتمع مرتبطة ارتبطا عضوياً بالاخرى فأية تغييرا جرى في الصحافة او الاقتصاد او التكنولوجية مثلا يستوجب متابعته من قبل القادة لكي يتمكنوا من التواصل . وهذا أحدى اسرار تقدم البلدان الغربية وتأخر البلدان النائمة، وليست النامية لان النامية تنمو ولكن بلداننا نائمة.ولا أقصد هنا الدورات التـاهيلية تخص القادة فقط وأنما جميعنا بحاجة مستمرة لها كل وبحسب مجال عمله وأختصاصه.
أرجو أن لا يُعد أو يُفسر ما كتبت تخويلاً من جهة ما ، فالمقال والتحليل هو التعبير عن الرأي الشخصي، أنطلاقاً من دعمي لنظرية قبول وأحترام الاخر . كما وارجو عدم تغيير اتجاه المقال فهو عن تحليل رد خطابي وشكرا.
تحياتي مع تمنياتي لكم بالموفقية.
 
 رابط رد التجمع السياسي
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=841065.0
   رابط بيان الرابطة الكلدانية
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,840863.0.html..
يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!