صداقة المصلحة…أم مصلحة الصداقة !!! وبئس الصداقة .. صداقة المصلحة !!!
الشماس عوديشو الشماس يوخنا
صداقة المصلحة…أم مصلحة الصداقة !!!
وبئس الصداقة .. صداقة المصلحة !!!
=====================
ما نسمع أن الأمر من رابع المستحيلات, فإذا ما سألت عن المستحيلات الثلاثة ما هي,قد تجد من يجيبك:الغول والعنقاء والخل الوفي..
فهل أصبح الخل الوفي أي الصديق في زماننا هذا بالفعل من المستحيلات فالصداقة باتت كالعملة المزيفة لا تكتشفها إلا حين تتعامل معها,هذا يسبب ندرة الأصدقاء الصدوقين..فمعايير احترام الصداقة تراجعت وتحولت إلى مجرد علاقات الهدف الأساسي منها المصلحة,
فاختلفت العلاقات الاجتماعية بذلك وأصبح من الصعب أن يجد المرء شخصا مخلصا يتخذه صديقا له بعيدا عن المصلحة… فإذا كان لفظ الصديق مشتقا من الصدق أو كما يقولون:صديقك من صدقك,فقد بات الكثير من البشر يضعون تصنيفا للأصدقاء خاصاً بهم, فهذا صديق للمنفعة وذاك صديق لوقت الأزمات المالية..وآخر للمشاركة في الترويح عن النفس..وذاك للوصول لهدف معين,و…و…فصديق المصالح تجده في جميع مفاصل حياتك اليومية,ولا ينكشف إلا في الشدائد فصديق المنفعة شخص طفيلي يعيش على قاعدة شهيرة (الغاية تبرر الوسيلة) وهذا الأسلوب غير أخلاقي لأنه نفعي بحت يشجع على الوصول إلى المنفعة الذاتية الضيقة،بغض النظر عن تأثيراتها السلبية في الآخرين،وعندما يكتشف الشخص أنه يتعرض للخديعة والاستغلال ممن يفترض أنهم من أقرب الناس إليه وهم الأصدقاء،فإن ذلك يعني اهتزاز ثقة ذلك الشخص بكل المحيطين به..
وهناك من يرتبط بصداقات مصالح مع العديد من الأشخاص ممن يستفيد منهم في تسهيل أموره،فكل واحد يجامل الآخر ويدعي صداقته على الرغم من تأكدهم أن المصلحة هي التي تجمعهم،وهذا النمط في التعامل أصبح هو السائد إذ باتت العلاقات محكومة بالمصالح ومقدار الفائدة المرجوه منها..وهناك من كان يرفض استغلال الأصدقاء ومكانتهم العملية،ويرفضون التملق لهم ليحصلوا على مبتغاهم وهدفهم وهذا كان في بداية معترك الحياة فقد شعروا بأنهم مثاليون في ذلك..وانقلبوا رأسا على عقب حيث باتت أغلب صداقاتهم مبنية على المصلحة والمنفعة الشخصية التبادلية.
وبالمقابل فإن هناك أشخاصا لا يتذكرون أصدقاءهم إلا عند مصلحتهم وحاجتهم لخدماتهم لذلك نجدهم يفكرون في قطع حبال هذه الصداقة الكاذبة،فالصديق هو الذي يعرفك في شدتك وليس في شدته،هو الذي يعينك في أزمتك ويخفف آلامك وليس آلامه فقط ونجد الكثيرين يتأسفون لانتشار ظاهرة الصديق الأناني الذي يأخذ دون أن يعطي..
فالصداقة أسمى ما في الوجود..والصديق الوفي هو من يصارح صديقه بحقيقة عيوبه،وهذا مالا يتقبله البشر..فهناك العديد من الأشخاص فقدوا صداقة الكثيرين بسبب محبتهم الصادقة لهم وصراحتهم معهم..فالصراحة لدى البعض تجعلهم يتخلون عن صداقة من أحبهم فعلاً لأنهم لا يحتملون الصراحة ويفضلون المجاملة والخداع..وقد نرتاح لصديق دون الآخر وهذه طبيعة بشرية بين الناس ولا عيب في ذلك..لكن من الصعوبة أن نجد صديقاً مقرباً وموثوقاً به بالمطلق، ويفيد المختصون بهذا المجال بأن الصداقة تبنى في الأصل على الارتياح الشخصي أو الانسجام الفكري أو الارتباط الاجتماعي أو المصالح الشخصية ولا ضير فيها كلها مجتمعة ولكن الذي يحدث هو الفتور بين الأصدقاء لعدم الانسجام أو الحرص على بناء علاقة جيدة وخصوصاً أن هناك العديد من البشر تكون أهدافهم مقصودة للنفع فقط وهؤلاء أقرب إلى الوباء..وتبادل المنفعة بين الأصدقاء يؤدي إلى استغلال أحد الطرفين للآخر..الأمر الذي يؤدي إلى التنافر لذلك الصداقة بدأت تفقد معناها الحقيقي بمعاناتها لمرض المنفعة والمصلحة وبذلك تتحقق مقولة الاستحالة في إيجاد الخل الوفي.
انني أتمنى أن نحسن كسب الاصدقاء..
وأن نجعل الرباط مع هؤلاء رباطا أخويا انسانيا نعتز به
غير أن نبنيه على مصلحة ما..
مع خالص تحياتي