شكل العلاقة الامريكية مع العراق في عهد ترمب
محمد رجب
لعل مم اهم العوامل التي ساعدت إيران للتوغل في اكثر من دولة عربية واعطت نظام الملالي في طهران الضوء الأخضر لبسط نفوذهم في أربع عواصم عربية هو وقوف الحكومة الأمريكية في عهد اوباما مع النظام الإيراني وبشكل صريح ومعلن ضد العرب بصورة عامة … ( العرب مجاميع من البدو متخلفين وبدون حضارة ، بينما الفرس لهم حضارتهم وتاريخهم ) … هذا ما كان يردده دائماً اوباما في جلساته الخاصة مع اقرب مرافقيه.
ورغم ذلك فالسياسة الأمريكية تعمل ضمن أسس وأهداف تؤمن مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الاقتصادية ونفوذها السياسي وأيضاً العسكري اذا تتطلب ذلك وفق ما تقتضيه المرحلة ذلك الوقت .
كلنا يتذكر الفتور الأمريكي السعودي في عهد اوباما والتغير المفاجيء لعلاقات حميمة مع نظام ترامب.
انها المصالح .
و امريكا تتحرك وفق مصالحها.
فأين نحن من مصالح امريكا ؟
و كيف لنا كقوة وطنية ان ندمج مصلحة العراق وأمنه مع مصالح امريكا بالمنطقة و في العراق على وجه الخصوص؟؟
كان لأيران ولا يزال لوبي إيراني قوي في واشنطن يعد من أقوى اللوبيات بعد ( AIPAC ) يتكون من نشطاء ومحامين وتجار وإعلاميين ومحللين وغيرهم متغلغلين في داخل اروقة البيت الأبيض و الخارجية الأمريكية والكونغرس، استطاعوا هؤلاء في وقت من الاوقات ان يؤثروا من خلال علاقاتهم القوية مع اصحاب القرار في واشنطن بالتأثير على القرار السياسي الأمريكي كما رأيناه في عهد اوباما حيث استطاعوا من خلاله بسط نفوذهم الفارسي على عدة دول في الشرق الأوسط من ضمنهم العراق .
إذن من اهم أهداف القوى الوطنية في الوقت الحالي هو تكوين لوبي عراقي قوي في واشنطن يستطيع من خلاله دعم المشروع الوطني العراقي وهذا لا يتم اذا ما لم تقوم جميع القوى الوطنية بنبذ الخلافات فيما بينها التي من اكثر مسبباتها هو روح الاستقصاء والشخصنة وأحياناً كثيرة سوء فهم الطرف الآخر الذي يسعى كما تسعى القوى الوطنية الأخرى …نحو نفس الهدف النبيل الذي نحن نسعى اليه …فعلى ماذا الاختلاف والتفرقة ؟
عامل مهم اخر هو المشاركة بالعملية السياسية . فالولايات المتحدة مصرة على الاستمرار بالعملية السياسية التي صنعتها في عام ٢٠٠٣ رغم انها تعرف جيداً ان هذه العملية كانت عوجاء منذ البداية أنتجت كوكتيل من العملاء والجهلة والفاشلين لاستلام الحكم . ولكن امريكا لن تقف مع بيان رقم واحد جديد في العراق رغم رغبتها الملحة في تغيير هؤلاء الموجودين حاليا في المنطقة الخضراء .
وعليه اعتقد ان الولايات المتحدة ستبدأ بتغيير( ولاء) المؤسسات الحكومية العراقية تدريجياً من إيراني الى أمريكي …أي انها تدعم وزراء جدد يجدون ان مصلحة العراق هي ان تكون دولة مستقلة ذو سيادة ولها علاقات متميزة مع امريكا تستطيع من خلالها ان ترعي مصالحهم في المنطقة وبالتأكيد معادية للنفوذ الإيراني والهيمنة الفارسية في المنطقة .
اعلاه لا يمكن ان يتحقق بوجود ميليشات مسلحة تستطيع تقويض مصالح امريكا وعليه ستكون الخطوة الأولى لدى امريكا (دخلت الحرب ام تفاوضت مع إيران ) سيكون هو حل المليشيات المسلحة في العراق والمنطقة بالعموم .
إذن نحن قادمون على متغيرات جديدة سوف تلقي بظلالها على الوضع السياسي في العراق .
الولايات المتحدة الأمريكية لن تنسحب من المنطقة بأسرها وستبقي على قواتها في المنطقة حتى تقوم إيران بتطبيق ما تمليه امريكا والمجتمع الدولي عليها .
العراق يملك الان الفرصة الذهبية لكي تميل امريكا بكل ثقلها لصالح العراق .
نحتاج الى الحكمة والشفافية المطلقة والنية الحسنة عند تعاملنا مع قيادات الحكومة الأمريكية الجديدة .
فكسب الثقة بين الطرفين هي المرحلة الاولى والاهم .
الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت وبالتأكيد الصيف سيكون ساخن .
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.