مقالات دينية

من البوذية إلى راهب وكاهن للمسيح

من البوذية إلى راهب وكاهن للمسيح

إعداد / وردا إسحاق قلّو

( كنت مريضاً فزرتموني )

           ولَدَ نيهال رانا تونغا سنة 1966 في قرية صغيرة قريبة من كولومبو عاصمة سيريلانكا . توفي والده وهوصغيراً ، وله خمس أشقاء ، والعائلة بوذية عاشت في فقر مدقع على عائلة الوالدة المعيلة . ولما بلغ سن الرشد رحل إلى قرية أركالا ليكسب لقمة عيشه كخادم لدى عائلة كاثوليكية في أركالا ، ليدخل في عالم جديد لم يكن يحلم بوجوده ، فقال : في أركالا شرعت بالبحث عن الله ، فكنت أذهب سراً إلى كنيسة الرعية المقامة على أسم القديس مكسيميليان مع سبيل الفضول ، لكني كنت أشعر بالسعادة وأنا في داخلها . ولم أكن أعرف شيئاً عن إله المسيحيين هذا . ولكني واظبت على التردد إليها دون أن أطرح على نفسي الكثير من الأسئلة حول ذلك . كم أضاف وهو يقارن بين دينه والمسيحية ، فيقول :  لا أعلم بالضبط ما الذي حملني من البوذية إلى المسيح ، أشعره على نوع ما ، بأني مختار لذلك ، بدأت أصلي بطريقة عفوية ، فالأيمان كالحب يولد دون أن نجد له تفسير . أن ما جذبني إلى المسيحية إنما هو جمال المغفرة والفرح بخدمة الآخرين في البوذية ، عليك أن تسعى وحدك إلى خلاصك ، وليس لديك أي ضمانة للحصول عليه . أما عندنا نحن المسيحيين ، فالخلاص هو يسوع المسيح القائم من الموت . وفي الساعات الحرجة في حياتك هو يساعدك على الثبات .

الخلاص في البوذية يقوم بملاشات الرغبات من كل نوع لبلوغ النيرفانا ، هذا التعبير المبهم الذي لم يحدده الحكيم بوذا بوضوح . أما المفسرون فيرون أنه يعني الملاشاة في العدم بعد الموت . فهي بالتالي ديانة تبشر بالغناء ، بالعودة إلى اللاشيء ، إلى اللاوجود ، إلى العدم المطلق ، أما المسيحية فتعد بالخلود ، بالسعادة الأبدية في الملكوت ، إنها ديانة الرجاء .

  بعد خمس سنوات شعر بأن هناك دعوة له من الله . بدعوة إلى المسيحية ديانة تلك العائلة التي استضافته سابقاً . فشرع يقرأ في التعليم المسيحي بأشراف كاهن الرعية ، الذي شرع بتهيئته ولمدة ستة أشهر ، بعدها تقدم من قبول سر المعمودية ، فعمرةُ فرح يعزّ عن الوصف بأنه أصبح مسيحياً كامل الحقوق والواجبات . ولم يعد يعرق شيئاً عن والدته وأشقائه وسائر ذويه .

   تولد في داخله إحساس عميق بأن المسيح يدعوه إلى الكهنوت ، فهو لا يكتفي بأن يكون مسيحياً علمانياً فقط ، فأستغرق في الصلاة والتفكير وقهر المصاعب التي أعترضت طريقه ، منها تعرضه لحادث افقده أحدى عينيه .

   في عام 1992 ، غادر الشرق الأقصى نهائياً إلى روما يفتش فيها عن طريقة . ونعرف هناك على رهبانية القديس كميل دي لينس ( آباء الميتة الصالحة ) وغاية هذه الرهبانية تكريس الذات الإهتمام بالمرضى والمحتاجين .

أنضم إلى هذه الرهبنة وبعد سنة الإبتداء القانونية باشر يدرس العلوم اللاهوتية . وسنة 2004 قبل رسم الكهنوت المقدس وأتخذ أسم الآب مكسيميليان تيمناً بالشهيد الفرنسيسكاني الذي كان يتردد سراً على تنشئة في بلاده الذي كان يبحث فيها عن الله الحقيقي .

    لا يزال الأب مكسيمليان يمارس نشاطه الرسولي في خدمة الفقراء والمرضى ، وعلق على ذلك : ( طوال هذه المدّة ، لم يفارقني الألم لحظة واحدة ، ولكني دائماً ، ودون أن ندري كيف ولماذا ، وجدت الفرح وغنى الإمان والكهنوت ) . ترك أهله وديانته وبلاده ، وخلع الإنسان العتيق ولبس الإنسان الجديد لكي يقتدي بالمسيح الذي كان يتحنن على المرضى ويشفيهم من إسقامهم ، محققاً كلام رسول الأمم .

   ( إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة ، إن الأشياء القديمة قد زالت ، وها كل شىء قد صار جديداُ . وكل شىء هو من الله الذي صالحنا مع نفسه بالمسيح ، ثم سلمنا خدمة هذه المصالحة ) ” 2 قور 5: 17-18 ” .

التوقع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 “

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!