مقالات دينية

الأيمان هو سبب الشفاء

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

 

 

الأيمان هو سبب الشفاء

 

في إحدَى القُرَى الفقيرة، كانت هناكَ أرملة مسكينة،لها ابنٌ وَحيدٌ، لا يتَعَدَّى العاشرة من عُمره.
وكانَ ابنُها يلعبُ خارجَ المنزل بالكُرَة.. فَدَهَسَتْهُ سيّارة، كانت ترجع إلى الخلف،ولم يُشاهده السائق أثناء رجوعه.. ولم يتوقَّف إلاَّ بَعدَ سَماع صُراخ الناس وهي تقول له بأنْ يتوقَّف!!.

خَرَجَتْ الأرملة مُسرعةً لترَى ما سرّ هذا الصراخ…
فوَجَدَت صغيرها مُلقًى بجوار السيارة ولا يتحرك والدّماء تسيلُ من كلّ جسمه!!.. 
صَرَخَتْ الأمُّ مُرتعبَةً على صغيرها، وأسرَعَت وأخَذَتْه في أحضانها، وهيَ تبكي وتصرخ .
فأخَذها أهالي القَريَة مع ابنها وأسرعوا إلى المستشفى..
وفَورَ وُصُولهم.. أخَذَهُم الطبيب إلى العناية الفائقة لخطورة الحالة…
وَظلَّت الأمُّ تبكي على صغيرها، وهيَ لا تَعلَمُ إنْ كانَ سَيُفَارق الحياة أَمْ لا… 
وبعد دقائق قصيرة قاطعها الطبيبُ بخُرُوجه قائلاً لها: إبنُك حالته خطيرة جدّاً، وعنده نزيفٌ داخليّ وتَهَتُّك في عظام الجُمجُمَة، ونسبَة نجاح العمليّة ضَعيفٌ جدّاً!…
لكنَّنا اتَّصَلْنا ببعض الأطبّاء المتَخَصّصين، وبعدَ نصف ساعة منَ الآن سَنُجري لهُ العمليّة..

*في أحد أركان المستشفى، كانت تجلس سيّدةً عجوز، إبنها كَسَرَ قَدَمَهُ أثناء العمل، وكان بنفس المستشفى. فاقتَرَبَت العجوز منَ الأرملة وقالت لها: يوجد بجوار المستشفى كنيسةً كبيرة، بها كاهنٌ معروفٌ عنهُ أَنَّهُ بَرَكَة، وصلاته مسموعة منَ الله. وعندما أتيتُ هُنَا بابني، كان يزُورُ أحد أقاربه، وصَلَّى لإبني، وَهوَ الآن بحالةٍ جَيّدَة.. إذهبي إليه، وَاطلُبي منهُ أنْ يُصَلّيَ لابنك .

في هذا الوقت كانت كل الكنائس ممتلئة بالشباب، يَستعدّونَ للإحتفالات الدّينيّة،
منهم من يحفظ ألحان، ومنهم من يحضر محاضرات عن دراسة الكتاب المقدَّس، ومنهم من يستعدّ للتمثيل المسرحيّ…
وفي إحدَى غُرَف الكنيسة المجاورة، كانَ هُنَاكَ فريقُ تَمثيلٍ مسرحيّ، يَستعد لعمل مسرحية عن الكنيسة ودورها في حياتنا، وكان كل فريق العمل موجوداً، ماعدا “بيتر” الذي كان سَيَقُومُ بدَور الكاهن، بسَبَب سَفَره المفاجئ…
فَقَرَّرَ مُخْرجُ المسرحيَّة أنْ يختارَ أيّ شخصٍ آخر ليُمَثّل دَور الكاهن بَدَلاً منهُ .. ولكنَّه لم يجد غيرَ “باسم”.. وكانَ “باسم” شَابٌّ بَعيدٌ عن الله… لا يُقَدّس ولا يتناول… مُعتقداً أنَّهُ مازالَ في عُمره الكثير… وَسَيَتُوبُ في الوقت المناسب..
وبسَبب ضيق الوقت، لم يجد المخرج سواه كي يقُومَ بدَور الكاهن.. وأعطاه ملابسَ كاملة للكاهن كي يرتديها ويقوم بالتّمثيل معهم .
وَدَخَلَتْ الأرملة إلى الكنيسة كي تسأل عن الكاهن، فقال لها أحد الخُدّام بأنَّ الكاهن غادر الكنيسة. فَلَمْ تُصَدّقه، وَظَلَّتْ تَصرُخ وتقول: أُريدُ الكاهن.. إبني سَيَمُوت!!… وَتَبحثُ عنه في كلّ أنحاء الكَنيسَة، حَتَّى دَخَلَتْ إلى غرفة التّمثيل، فَوَجَدَت مجموعة كبيرة منَ الشّباب .. وبينهم “باسم” بثياب الكاهن.. فقالت لهُم: هل هذا هو الأبُونا؟!.. 
فَضَحكَ الجميعُ في سُخريَةٍ قائلين: نَعَم هُوَ… 
فَأَسْرَعَتْ إليه وقَبَّلَتْ يداه، وقالت له: يَا أبونا، إبني سَيَمُوت، وأنا واثقة أَنَّكَ لَو قُلْتَ أنَّهُ سَيَعيش، فَالربُّ سَيَسمَعُ منكَ، وَسَيَعيشُ إبني… أرجوكَ يا أبونا، قُلْ بلسانكَ… قُلْ إبنُك سَيَعيش!!… 
ضَحكَ “باسم” بسُخريَة وقالَ لها: لا تخافي، إبنُك سَيَعيش، ولَنْ يَمُوت… فَضَحكَ الجميع على “باسم”، الذي لَعبَ فعلاً دَورَ الكاهن!.. 
أمَّا الأرملة، فَشَكَرَتْ “باسم” الذي كانت تَعتقدُ أنَّهُ الكاهن، وَقَبَّلَتْ يَدَاه .
ثُمَّ غادَرَت الكنيسَة مُسرعَةً إلى المستشفى، فَلَمْ تَجد ابنها داخل غُرفَة العناية الفائقة!!!… 
فَارتَعَبَتْ ظانَّةً أَنَّهُ فارَقَ الحياة… وَصَرَخَتْ تسألُ عنهُ إحدَى الممرّضات.. فأجابتها أَنَّهُ نُقلَ لغُرفَةٍ عاديَّة، لأنَّ حالَتَهُ استَقَرَّتْ!!!.. .
فأسرَعَتْ إليه.. وَوَجَدَت مجموعة كبيرة منَ الأطبّاء داخل الغُرفة.
وسألتْهُم: هل إبني بخَير؟؟؟… 
فأجابَ الطبيب: إبنُك حَدَثَتْ لَهُ مُعْجزَة !!!!…. لقد قُمْنَا بإجراء فُحُوصات، وَوَضَعْناه على جهاز الأشعَّة خَمْسَ مَرّات، وَلَمْ نَجد في عظامه عَظْمَةً واحدَة مَكسُورَة!!!!…

أسرَعَت الأمّ إلى ابنها وَحَضَنَتْهُ وَقَبَّلَتْهُ في كلّ أنحاء جسمه، وَهيَ تَقُول: 
إنَّها بَرَكَة الأبُونَا… إنَّها بَرَكَة الأبُونَا…

وَسَمَحَتْ لها إدارة المستشفَى بالخُروج هيَ وَابْنها، بعدَ الإطمئنان أنَّهُ بخَير .
فَخَرَجَت تسألُ عن العجوز التي أَخْبَرَتْها عن الكاهن وبَرَكَته مع ابنها، كَيّ تَشكرَها. 
فقالَ الطبيب لها، لم يُوجَد هُنا إمرأة عجوز..
فقالت له: كيف!! وأنا تحدَّثْتُ معها، وكانت هُنا لأنَّ ابنها كان يُعاني بكسرٍ في قَدَمه. 
فقال لها: لم تَدخل المستشفَى أيّ حالة كسر في قَدَم مُنذُ أربَعَة أيّام.

إستَغْرَبَت الأرملة من هذا الموقف، وأسرَعَت هيَ وَابنها إلى الكنيسَة كَيّ تَشكُرَ الكاهن .
وفَورَ وُصولها وصغيرها، أسرَعَتْ إلى غرفة التمثيل المسرحيّ، ووَجَدَت “باسم” ما زالَ هناك. 
فَشَكَرَتْهُ وَقَبَّلَتْ يداه.. ورَكعَت كيّ تُقَبّلَ قَدَمَيه، فأبعَدَها الحاضرون، وقالوا لها:
ماذا تفعلين.. هذا ليسَ كاهناً.. هُوَ زَميلٌ لنا، يقُومُ بدور الكاهن في عملٍ مسرحيٍّ جديد.
فَلَم تُصَدّقهم الأرملة إلاَّ بَعدَ أنْ نَزَعَ “باسم” الّلحيَة والشّارب من على وَجْهه.

فقالت كيف هذا ؟؟؟!!!… وَمَن فَعَلَ هذا؟؟؟!!!...

فأسرَعوا وأحضروا لها كُرسيٍّ كيّ تستريحَ هيَ وَابنها.. وبَعدَما حَكَتْ لَهُم عن كُلّ ما حَدَث منَ البداية حتّى النهاية… إنتابَ “باسم” حالةً منَ البُكاء، قائلاً:
هل أنا الخاطىء فَعَلْتُ مُعجزَةً مع هذه الأرملة القدّيسَة؟؟!!….
لستُ أنا مَنْ شَفَى ابنك، وإنَّما إيمانُك، هُوَ الذي شَفَاه!!.
وبَكَى “باسم” بُكاءً مُرّاً.. وَقَبَّلَ يَد الأرملة، وقالَ لها: سامحيني إذا سَخرتُ منك.. 
فقالت لهُ: لا تَبكي يا بُنَيّ، فَلَولاكَ لَكانَ ماتَ وَلَدي…

(لَو كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ.. لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا الْجَبَلِ انتَقل.. فَيَنْتَقل)

** لا تَخَفْ من أيّ أحداثٍ تَمُرُّ بها، مَهْما كانت قَسْوَتها.. وَثقْ أنَّ لَكَ رَبٌّ حَنُونْ،
يَخَافُ عليكَ أكثرَ ممّا تخافُ على نَفْسكَ .. ولَنْ يَرفُضَ طلَباً نابعاً من نَقَاوَة قَلْبكَ.. 
كُنْ مُؤْمناً بالله، وَبعَمَله في حياتكَ، وَليَكُن إيمانُكَ إيمانٌ حقيقيٌّ نابعٌ من قَلْبكَ… 
وَاتْرُكْ البَاقي على الله .

Image may contain: 1 person
 

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!