سلسلة عن الملاك مار ميخائيل ج 7

الكاتب: فريد عبد الاحد منصور
                        سلسلة عن الملاك مار ميخائيل ج7
 
تكريم مار ميخائيل رئيس الملائكة:

      أن الله عز وجل خلق الملائكة ، أرواحا محضة غير متحدة بجسد، ليكونوا له خداما ورسلا ينفذون أوامره القدوسة نحو البشر ويحرسونهم . وقد جمّل هذه الأرواح بمواهب وصفات وكمالات مختلفة . فإن قسما منهم ويبلغ عددهم ثلثي الملائكة ، لمـّا رأوا جلال كمالاتهم الطبيعية افتخروا بها وأبـَوْ أن يؤَدُوا الله السجود الواجب لعظـمته الإلهـية ، وتمردوا عليه متكبرين برئاسة زعيمهم ” لوسيفورس” الذي معناه ملاك النور . فقاومهم القديس ميخائيل وانتهرهم قائلا ً من كالـله ؟؟ أي من مثل الله فصارت هذه العبارة اسما ً له . من كالله او ميكائيل وقاتلهم قتالا ً عنيفا فظـفر بهم وطردهم من السماء إلى جهنم ، كما جاء في  رؤيا يو/ 12: 7ــ 9 ؛ وحدث قتالا ً …….. فطرح التنين العظيم الحية القديمة المسمى إبليس والشيطان الذي يـُضل ُ المسكونة كلها ، طـُرح إلى الأرض وطـُرحت ملائكته معه وسمعت صوتا عظيما في السماء قائلا : الآن صار الخلاص والقوة والملك لإلهنا والسلطان لمسيحه لأن المشتكي على إخوتنا قد طرح الذي يشتكي عليهم عند إلهنا نهارا وليلاً ، ولهذا إستحق القديس ميخائيل أن يكون رئيس الطغمات السماوية التسع التي تقوم تحت إدارته العليا. وهذه هي أسماء الطغمات …” * الملائكة * رؤساء الملائكة * القوات * السلاطين * الرئاسات * السيادات * العروش * الساروفيم * الكاروبيم . ..
      فالقديس ميخائيل هو رئيسهم وزعيمهم ، فهو الآمر والمدبر ، وهو الواقف في خدمة العظمة الإلهية . يرسل ملائكته لتنفيذ أوامر الله القدوسة ، وهو الذي يقوم بحراسة البشر. فالكنيسة المقدسة رسمت له في السنة عيدين كما اسلفنا سابقا ً . فلنكرم القديس ميخائيل بصفة كونه أول ملاك في الفردوس وأمير المدينة السماوية ، وأمين على الدوام لإلهه الذي قد نوّه بعظمته إذ قال هذه العبارة ؛ من كالله ؟ اي من هو عظيم ومح*بو-ب ورهيب وعادل مثل الله !. ولنكرِّم في الوقت نفسه سائر الملائكة القديسين المقتدين به في ذلك والقائمين مثله بالمـُهمـّتين اللتين تسلّموهما بأن يكونوا محامين عنـّا وأمثلة لنا . فلنتأمل محبة هؤلاء الملائكة لله ، وغيرتهم على مجده تعالى وعلى خلاص البشر . ولنقتدى بمحبتهم وغيرتهم وطهارتهم وتواضعهم وطاعتهم لأوامر الله ، ولنكن دائما صاغين ومنقادين لإرشاداتهم وإلهاماتهم التي بها يوجـِّهوننا إلى الخير ، إلى السعادة الخالدة حيث نجتمع بهم ونشترك معهم بالشكر والتمجيد لله إلى الأبد آمين .
بعض عجائب مار ميخائيل :

# ــ في فريجيا : في الشرق من مدينة كونس ( كولوسي قديما ) ، في أواخر القرن الأول ، ظهر ميخائيل بهيئة بشرية لرجل من اللاذقية كان له إبنة خرساء ، فحصلت على النطق ، فاعتمذ الأب والإبنة ، وتذكاراً لهذه الأعجوبة بـُني َ هناك هيكل جميل ورُسم له عيد خصوصي في الكنيسة الشـرقية تكريما لرئيس الملائكـة في /  6 أيلول من كل سنة .
# ــ في مدينة سيبونتو ” ايطاليا ” : في القرن الخامس الميلادي ، كان راعي يرعى قطيعه على قمة جبل غرغانو ، إتفق ان ثورا أوى إلى مغارة هناك فرماه الراعي بسهم لكي يخرجه ، لكن ما أن بلغ السهم مدخل المغارة ، حتى إرتدّ بقوة على راميه بنوع عجيب وجرحه . إنتشر الخبر في المدينة وحير الجميع ، حينئذ ٍ أمر أسقف المدينة رعيته كلها بأن تصوم ثلاثة أيام سائلينه تعالى أن يتنازل ويظهر لهم إرادته وغايته من هذه الآية ، إستجاب الله طلبهم إذ ظهر للأسقف وأعلمه أن الله أراد أن يكرم الملاك محامي وحارس الكنيسة تكريما خاصا هناك ؛ حيث جرت الأعجوبة ليقوي العبادة والأيمان في قلوب المؤمنين . فشكر الأسقف الله وجميع الإكليروس والمؤمنين وقص عليهم الرؤيا ، ثم ساروا جميعا بإحتفال إلى المكان المذكور فوجدوا مغارة واسعة على شكل هيكل لاينقصها سوى مذبح الرب لتقام عليه الذبيحة الإلهية ، فكرسها الأسقف بإحتفال مهيب وتدفقت جماهير الشعوب للصلاة والعبادة ممجدة الله في ملائكته وقديسيه ، ولايزال المكان من أهم المزارات المقدسة في ايطاليا .
# ــ في رومــــا : سنة 590 فتك مرض الطاعون بمدينة روما فتكا ذريعا ، ومن أجل إيقافه أمر البابا غريغوريوس الكبير بالتوبة والصلاة وبإقامة تطواف حافل في المدينة ، سار هو في المقدمة حافــي القدميـن !. وتبعه كل إكليروس روما وشعبها وما أن بلغوا نهر التيبر حيث قصر أدريانوس حتى شاهد هذا البابا القديس فوق القصر ملاكا ً يغمد سيفه علامة لتهدئة الغضب الإلهي . حينئذ ٍ شكر الله وطمأن الشعب وأمر برفع تمثال الملاك مار ميخائيل بأعلى القصر ذِكرا ً لهذه الأعجوبة وسمي قصر المـــــلاك القديس  castle st. Angelo)).
ثم في سنة 1698 أمر البابا ” بونيفاسيوس الرابع “ببناء كنيسة بأعلى القصر على اسم رئيس الملائكة مار ميخائيل ..