آراء متنوعة

“سلام خياط” سيدة العمود الصحفي ..

“سلام خياط” سيدة العمود الصحفي ..

زيد الحلي

في مثل هذا اليوم من العام المنصرم ، فقدت استاذتي ، معلمة العمود الصحفي في العراق السيدة ” سلام خياط ” .. فما اقسى هذا الفقد علي ، وعلى مسيرة الصحافة العراقية ، فهي الحاضرة الابدية في وجدان كل مهني حقيقي في عالم الكلمة .
وفي خضم تداعي الافكار وانا أقود ذاكرتي المهنية الى الخلف ، مع الخبر المحزن ، حد البكاء ، استوقفتني كلمات النقاء التي رسمها قلب السيدة الفاضلة الكاتبة الكبيرة ” سلام خياط ” على ورقة لم تكن أبيض من قلبها ، لتضعني أمام الاحتكام للضمير في التمييز بين انسانيتها من جهة وأنانية غيرها من جهة أخرى .. وشتان بين قلبها وقلوبهم .. لقد كتبت لي يوماً وهي تترك مادة لنشرها في العدد الاسبوعي لصحيفة ” الثورة ” الذي كنت مدير تحريره ، حيث تصادف عدم وجودي في مكتبي اثناء مجيئها … قالت على ورقة مخططة انيقة أحتفظ بها .. واعرضها امام القراء (بطاقة : أفيكَ ? ام لا افي !! راهن علي ..لا تراهن بـي… وانك يا زيد ، كالطائر المحلق الذي جفا سماء الكتابة الصحفية ونزل الى رحاب الادارة الصحفية ، لكنك لا زلت محتفظاً بزغب الطائر وريشه ).
واقول ، هنا ، لروح استاذتي ، سيدة العمود الصحفي العراقي بعد نحو 40 عاماً على سطورها الندية ، الصادقة.. ان ممارسة الكتابة الصحفية والادارة الصحفية ، صنوان لا ينفصلان وهما ، وحدة واحدة .. وقلم الصحفي الناجح يمكن ان يلين في يده حتى ليخشن معه الحرير ، وان شاء يمكنه ان يصلبه حتى يلين الى جنبه الحديد ، وان أراده هدية نبت من شقه الزهر ، وقطر منه العطر ، وإن أراده رزية حطم به الصخر وأحرق الحجر .. هو قلم عذب عند قوم ، وعذاب عند آخرين …اذاً ، ان قلم الصحفي المهني الحقيقي واحد في الكتابة والإدارة .. عكس قلم من يكتب شيئا ودودا ، ثم يلغيه خلف الكواليس ، فهذا قلم من خشخاش ..!
ولمن لم يعرف ” سلام خياط ” من الجيل الصحفي الجديد اقول ان لها كتاباً بعنوان ( صناعة الكتابة وأسرار اللغة) فهل تنوى تعلم فن الكتابة؟ هل لديك رغبة في أن تصبح كاتباً ؟ هل تقف حائراً أمام الصفحة البيض؟ هل تعتبر الكتابة سراً من الأسرار؟
إذا كنت واحداً من هؤلاء فعليك بهذا الكتاب الذي تزيح فيه كاتبتنا ، الستارة عن صناعة الكتابة وأسرار اللغة، فتحت شعار: التحريض على الكتابة بالقراءة والقراءة ثم القراءة ، ينعقد الكتاب بقطوفه الدانية وفصوله المثمرة ومائدته التي تدعو عشاق الكتابة الى تذوق طعم ولذة الحروف .
ولها كتاب آخر بعنوان ( البغاء عبر العصور، أقدم مهنة في التاريخ) نُشر سنة 1992وفيه تقول سيدة العمود الصحفي : سئلت إحدى البغايا المحترفات … لماذا لا تتوبين ؟ قالت : أتوب متى تاب الرجل.!رحمك الباري سيدتي ومعلمتي سلام خياط.

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!