الحوار الهاديء

ربّما ترك الأفعى في سباتها أسلم / ألمواقع نموذجاً

الكاتب: الدكتور صباح قيا
ربّما ترك الأفعى في سباتها أسلم / ألمواقع نموذجاً

د. صباح قيّا
لا شك بأن الكثير من رواد الموقع قد عاصر أو سمع عن الذي أطلق عليه ” أبو طبر ” بعد مسلسل الجرائم الم*روع*ة التي شهدتها العاصمة ” بغداد ” في سبعينات القرن الماضي , وذلك ما أجبر الأهالي آنذاك  بالتناوب على السهر  ليلاً  وحتى الصباح الباكر تحسباً لأي هجوم مباغت  قد يقدم عليه المجرم وحصول ما لا تحمد عقباه … ونقلاً عن سكنة منطقة البياع بأن الملقب ” أبو طبر ” الذي كان يسكنها أيضاً , كما يقال , شارك في الحراسة معهم بح*ما*س واندفاع متميزين وأبدى حرصاً استثنائياً لملاقاة  الجاني , حتى ألقي القبض عليه وسط دهشة المخدوعين بشخصيته ودماثة أخلاقه وحلاوة لسانه … عجيب أمور غريب قضية ..  . وهنالك قصة واقعية منشورة في العدد الأخير ( ألعدد 65 ألسنة 2015 )  من مجلة السنبلة التي تصدرها ” جمعية مار ميخا ” في مشيكن تتحدث عن مق*ت*ل فتاة جامعية  في ريعان العمر , ثم تبيّن أن القاتل أحد أصدقاء العائلة الذي شاركهم البحث عنها فترة اخفاء جثتها , ودفاعه الشديد  بعدئذ  عن العائلة وسمعة المجنى عليها إلى أن سقط  في قبضة العدالة أمام حيرة وذهول جميع معارفه …. حقاً عجيب أمور غريب قضية ..
رغم ذكري ما جاء على لسان الممثل المبدع  ” جعفر السعدي ” خلال أحدى المسلسلات التلفزيونية الرائعة , ولكن في الواقع  أن ما حصل أعلاه ليس بالعجيب أو بالغريب … فمثل هذه القصص حصلت وتحصل في كل مكان وزمان , والكثير منها موثق في الكتب المتنوعة , أو تناقله البشر , أو عرض في الإعلام المرئي أو المسموع … فكم متحمس لقضية بلده ثبت أنه أجير لدولة أجنبية … وكم دعيّ بإخلاصه ظهرت خيانته من خلال التجربة .. وكم مدافع عن العدالة بان ظلمه من أول منصب … فليس كل ما تتفوه به الشفاه وتسطره الأقلام يعكس حقيقة ما يكمن في العقول وما تضمره القلوب …
ينطبق ما قيل أعلاه على ما يجري في المواقع نفسها أو بين روادها وخاصة ممن تستر نفسها بأسماء وهمية أو التي لا تفصح عن شخوصها … ولكي أدخل لب الموضوع , فإني سأحدد مداولتي للموقع الذي أشغل عدداً لا بأس به من الكتاب :

http://kaldany.ahlamuntada.com/

والذي تطرق إليه الأخ عبد الأحد سليمان بولص وحسب الرابط

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,787738.0.html

تعرفت على الموقع صدفة من خلال تصفحي شبكة كوكل البحثية قبل عدة أشهر . لفت نظري نشر مقال لي والذي , بكل صراحة , لا أتذكر عنوانه الآن , في موقع لم يسبق لي إرساله إليه . دخلت على الموقع حينها وكانت قناعتي أن الموقع ينقل المقالات من الأنترنيت .. كانت زيارتي تلك الأولى والأخيرة , ونسيت الموضوع وإسم الموقع كليّاً …. هنالك من يسأل : لماذا لم أعترض على ذلك ولماذا أسمح بنشر ما أكتب بدون موافقتي مسبقاً ؟ ألجواب بسيط جداً … نحن في عصر اللاضوابط , وخاصة ما بدور داخل الشبكات العنكبوتية ومواقع التواصل الإجتماعي . تصل بريدي الألكتروني أحياناً مقالاتي نفسها تتناقلها أسماء لا أعرف معظمها . أقولها من الناحية الواقعية وللإنصاف من أحاسب ؟ ولمن أنقل اعتراضي كي يسمعه ويحقق مطلبي  ؟ … قادني فضولي لتصفح الموقع ثانية بعد مطالعتي الرابط أعلاه … لا شك لي بأن الموقع باشراف مجموعة من الكلدان يرفضون التسمية المركبة وخاصة ما تفتقت به عبقرية  ” المجلس الشعبي ” بتقليعته القطارية التي فرقت ولم توحد …. للموقع ابواب تثقيفية قلّ ما تجدها في مواقع شعبنا الأخرى مثل تاريخ البابوات وظهورات العذراء … يعتمد الموقع أساساً  على ما نشر سابقاً ويختار ما يرتأيه لنقله على صفحاته . للأسف الشديد تتصدره كلمات تمحي كل محاسنه …  ولا بد ان اشير بأن محاولاتي المتكررة للدخول إليه  صاحبها إعتراض وتنبيه من ” مضاد الفيروس ” الموجود على حاسوبي والمسمى ” أفاست ” مما اضطرني إلى المجازفة أخيراً بإهمال إنذاره .
لقد أعجبني إعلام البطريركية في معالجته للموضوع دون التطرق لإسم الموقع مباشرة كما في الرابط

 http://saint-adday.com/permalink/7536.html

فغالباً ما يؤدي الإعلام المباشر إلى نتائج عكسية . أذكر حادثة هجوم بعض الفدائيين الفلسطينيين على محلات ” مارك سبنسر ” في لندن بسبب تبرعاتهم للدولة العبرية إس*رائي*ل , والتي أدت إلى اشتهارها وزيادة مبيعاتها ليس من السواح الأجانب وحسب بل من السواح العرب ممن تغريهم  الماركات الأجنبية وما أكثرهم … وحينها منعت السلطات العراقية التبضع من تلك المحلات ويتعرض المخالف إلى المساءلة القانونية ومصادرة البضاعة …  ما كان يفعله العراقيون من باب ” كل ممنوع مرغوب ” هو ارتياد المحلات تلك وشراء ما تتمكن منه جيوبهم , ومن ثم قلع الماركة قبل تصفيفها في حقائب العودة … وعليه من الممكن القول بأن  ترك الأفعى في سباتها ربما  أسلم من إيقاظها ….
وقبل أن أختم , لا بد ان أشير بأني لا أميل إلى الرأي القائل بأن الموقع يدار من قبل من ينتحل صفة الكلدان لخدمة أجندة تقف بالضد من الكلدان … ألموقع بمواضيعه كلداني التوجه والتثقيف إلى حد التعصب والتطرف في بعض الإحيان , كما أن من يطلق على نفسه ” داينمو الموقع” , كان إلى وقت قريب يصول ويجول في المنبر الحر من موقع عنكاوة , ويطلق سهامه الخارقة صوب كل من يتعرض للكلدان مع ملاحظة انحيازه لموقف أبرشية كاليفورنيا .
وأخيراً , أدعو الموقع , إحتراماً وتقديراً لأصالة  الكلدان  , أن تتصدر صفحته الرئيسية  بما يليق بسمعة الأمة الكلدانية وكتابها النجباء … فتحقيق الأهداف المشروعة لن يتم بالشتائم والسباب .     ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!