مقالات دينية

قصص الطو*فا*نات بين العلم والأساطير / الجزء الثاني

الكاتب: وردااسحاق
 
قصص الطو*فا*نات بين العلم والأساطير والأيمان / الجزء الثاني  
بقلم/ وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا
بعد نشر الجزء الأول من هذا الموضوع وحسب الرابط التالي ، ننشرالجزء الثاني والأخير.
http://mangish.net/forum.php?action=view&id=9164

الطو*فا*ن الأسطوري الكوني ومصادر المياه الغريبة
أكثر الأساطير تحكي قصص الطو*فا*نات الأقليمية ولن تشير الى الطو*فا*ن الأسطوري الشامل . فالطو*فا*ن الذي ضرب ما بين النهرين حسب الأثاريين البريطانيين الذين بحثوا في العراق لن يؤمنوا بوجود مياه غزيرة تغمر الأرض كلها ، فكانوا يبررون الطو*فا*ن بحدوث فوالق عظيمة في منطقة الشرق الأوسط أدت الى أندفاع المياه الجوفية الى الأعلى وانخفاض مناطق من الأرض وهكذا غرقت المنطقة . أيد الفكرة الأثاري شارلس ليونارد وولي سنة 1929 وخاصةً بعد الحفريات التي قام بها لمدة 12 سنة في منطقة أورالتي أكتشفها عام 1930 ، لكن بعد ذلك تحقق العلماء بأن رواسب أور لا تغيّر من أحداث الطو*فا*ن الشامل . وكذلك المونسيور د. بولس الفغالي وهو أحد علماء تفسير الكتاب المقدس ، يقول بأن الطو*فا*ن كان في بلاد ما بين النهرين فقط ، وأن أهل الرافدين كانوا يظنون أنفسهم بأنهم يمثلون العالم كله . لكننا نقول بأن أساطير ما بين النهرين قد دلّت ظمناً على الطو*فا*ن الكوني ، وأن الأثاريين جورج سمث وهنري كريسويك رولنسن وشارلس ليونارد وولي ولايارد ربما لم يكونوا بعيدين عن هذه النقطة ، فلو بُحِثَت قصة الأسطورة في منطلق مختلف فالسؤال يطرح نفسه بهذه الصيغة ، إذا كان التاريخ البشري قد أنقسم الى ما قبل الطو*فا*ن وألى ما بعده ، والسبب لأن الفيضان كان دائمياً وليس مؤقتاً ! فلماذا لم يكن شاملاً ؟  فعلى العلماء البحث عن العالم القديم عاش قبل الطو*فا*ن ، وكذلك الأثاريين الذين يستخدمون أحدث العلوم والتكنولوجيا الحديثة لأجل الوصول الى حقائق مبهمة تعلن عن حقيقة الطو*فا*ن الشامل . بهذا نقول إذا كان الطو*فا*ن محصوراً في أرض الرافدين فقط ، فعلينا البحث عن الأجوبة للأسئلة التالية:    1- اذا   كان الطو*فا*ن محلياً فهذا يناقض قول الله في الكتاب المقدس القائل:
( أمحو الأنسان الذي خلقته عن وجه الأرض مع الحيوانات والزواحف وطيور السماء ، لأني حزنت أني خلقته).   2- اذا  كان الطو*فا*ن في ما بين النهرين فقط ، فلماذا أمر الله نوح بصنع الفلك ؟ 3- لماذا تم تجميع كل أنواع الحيوانات إذا كان الطو*فا*ن محلياً ؟ 4- كيف اتجهت السفينة الى الشمال لتستقر على جبل أراراط الكائن في أرمينية  التركية ، والبالغ أرتفاعه 14000 قدم عن مستوى سطح البحر ، ولم تتجه نحو الجنوب لأن أرض ما بين النهرين منحدرة نحو الجنوب ؟ 5- ماذا يعني اكتشاف مادة الغرين والرواسب الطينية في كثير من بلدان العالم كأسكتلندا والصين وشمال أوربا وأميركا الجنوبية ؟ 6- لماذا نقرأ بوجود ما بين 200 – 250 قصة عن الطو*فا*ن في مختلف أنحاء العالم ؟ إذاً علينا البحث عن الطو*فا*ن الشامل عن مصدر المياه الخرافية التي دخلت الى الأرض فأدت الى صعود مستوى المياه في البحار والمحيطات واليابسة الى ما فوق الجبال بخمسة عشر ذراعاً . وكيف اختفت لكي تظهر اليابسة ؟ علينا أولاً دراسة طبيعة الأرض ما قبل الطو*فا*ن فنصل الى حقيقة كون الأرض مسطحة وأقل أرتفاعاً مما هي عليه الآن وكانت جغرافية البحار واليابسة بشكل آخر مغاير لما نجده الآن . أضافة الى الأختلاف الكبير في الغلاف الجوي الذي كان يحيط بالأرض والذي كان يتكون من النقاط التالية:   1- مظلة سميكة وأكثر فعالية من طبقة الأوزون.  2- -مظلة سميكة فعالة منخفضة من بخار الماء المكثف.  خليط  مركز من ثاني أوكسيد الكاربون مع الأوكسجين والنيتروجين وكانت نسبة 3- ثاني أوكسيد الكاربون أكبر في الغلاف الجوي . ولهذه الأسباب كان عمر الأنسان أطول بكثير من عمر الأنسان اليوم.  منذ البدء قال الله  (ليكن الجلد وسط المياه ) . أي بين مياه ومياه ، مياه البحار التي كانت تغطي الأرض والمياه التي كانت فوق الجلد على شكل بخار ماء ، والذي كان يظلل الأرض ، أضافة الى كون تلك المظلة على شكل مصفاة لا تسمح بالرذاذ النووي والأشعاءات المضرة أن تدخل الى الأرض . منذ أيام الخلق الى يوم الطو*فا*ن العظيم لم يكن هناك رياح ومطر ، وكذلك لم تصل أشعة الشمس كاملة الى الأرض ، فكانت التربة تسقى بالضباب الصاعد من الأرض  ( تك 6:2 ) . وأما سبب عدم هبوب الرياح فكان بسبب وحدة درجة الحرارة على الأرض كلها ، فكانت جميع مناطق الأرض لها نفس الدرجة تقريباً مع فروق بسيطة بين درجة حرارة الليل والنهار.  أما كلمة ( ريح النهار ) التي نقرأها في ( تك 8:3 ) فيقول عنها العالم الجغرافي باتن أنه بحلول الغسق وهبوط درجة الحرارة درجين أو ثلاثة ، كان الغلاف الجوي يصل الى درجة التشبع الكامل فيصل الى نقطة تكوين الندى فيحدث قطرات الماء فتكون طبقة باردة بسبب الندى فيتكون نوع من البرودة الخفيفة والتي سماها الكتاب المقدس بريح النهار.  قال العالم الأمريكي د. موريس أن غطاء بخار الماء الهائل الذي كان موجوداً في الطبقة السفلى من الغلاف الجوي كان يكفي كمصدر لمياه أمطار غزيرة ولمدة تستغرق 40 يوماً في أيام الطو*فا*ن . كما أضاف قائلاً أن قوس قزح هو نتيجة لتغيير الغلاف الجوي بعد الطو*فا*ن ، والناتج عن أنعكاس لضوء الشمس على رذاذ المياه العالقة في الجو فتظهر ألوان القوس قزح والتي صارت كعلامة ميثاق مبرم بين الله وبني البشر ( تك 9: 11،17).   من الناحية العلمية ، توصلت المراكز التعليمية البريطانية في القرن الثامن عشر وبضمنها كامبرج وأكسفورد حيث وصل هذا المزج الى مداه الأقصى من خلال السيد وليم بوكلاند المؤمن ، وهو أحد الجيولوجيين الملقبين بالطو*فا*نيين ، قال:  أنه بدراسة الطبيعة ، ينبغي دراسة تجلي خطة الله الحكيمة والخيّرة .الكميات الهائلة من المياه أحدثت الفيضان الشامل في العالم كله آنذاك ، والذي حدث في عالم مختلف من عالمنا اليوم ، عندما كان سطح الأرض ناعماً ، مستوياً ، منتظماً ، وبلا جبال . ولأغراق الأرض كلها لا تحتاج الى مياه أكثر مما هي عليه اليوم . فمصدر المياه الغريبة التي غطت الأرض جاء من مياه سرية مخفية في جوف الأرض . وكذلك من السماء التي أمطرت بغزارة بسبب ملاقات قريبة مع مذنب ما. تدفقت المياه من ينابيع الغمر العظيم ، وهي الينابيع المخزونة في داخل قشرة الأرض ، والكتاب المقدس يؤكد لنا بوجود مخزون من المياه تحت قشرة الأرض . كذلك يؤكد بأن مياه الطو*فا*ن كانت أيضاً من المظلة التي في السماء والتي كانت فوق الجلد . الجلد الذي خلقه الله في اليوم الثاني والذي فصل بين مياه ومياه . وهذه الآية توضح مصدر تلك المياه ( … أنفجرت كل ينابيع الغمر العظيم في باطن الأرض ، وأنفتحت طاقات السماء ) ” تك 11:7 
أكد العلماء بأن المياه المخزونة في باطن الأرض كانت ساخنة جداً وواقعة تحت ضغط شديد . فجأةً ومن نقطة أرضية رقيقة من الشفرة الأرضية حصل أنهيار في نقاط محدودة أدى الى خروج تلك الكميات الهائلة من المياه وبسرعة وقوة فائقة قاطعة الصخور التي كانت فوقها . وجيل اليوم صنع آلات كهربائية قاطعة وثاقبة للمعادن والزجاج والكرانيت تعمل بقوة الماء المضغوط دون أستعمال أي نوع من البرائن ، بل الماء المضغوط فقط وكما في الرابط التالي: آلة لثقب الحديد والكرانيت والزجاج وقطعه بواسطة ضغط الماء القوي
أما عن سبب الأنفجار فيقول د. فريدريك فيلبي أن عبور كوكب سيار على مسافة قريبة من الأرض وبسبب الجاذبية المتبادلة والمتداخلة بين الكوكبين سيؤدي الى أنفجارات تحت الأرض  ومنها أنفجار خزانات المياه الغزيرة المخزونة في باطن الأرض وبقوة هائلة . وقد تزامن هذا الأنفجار مع سقوط الأمطار الغزيرة من المظلة ولمدة 40 يوماً . وكما يقول د. دونالد باتن الذي قام بأبحاث كثيرة أكد من خلالها نتائج الجاذبية المتبادلة بين الأرض والكواكب المدية إنفجارات بركانية أعاد تشكيل سطح الأرض بصورة جديدة.  أما د. موريس فيقول : في حال حدوث حركات أرضية قد تؤدي الى تكاثف الأبخرة فينتج عنها تساقط كميات كبيرة من الأمطار ويأتي بأمثلة معاصرة مثل ثورة بركان كراكاتورا 1883 والذي يقع بين جزر جاوة وسومطرة ، وكما ذكرته الموسوعة العلمية البريطانية في طبعتها 1910 ، فقال : لقد كانت أعن*ف ثورة بركانية عرفها التاريخ الحديث وشكل 18 ميلاً مربعاً وأحدث أحد أنفجاراته دوياً سمعه الأنسان على بعد 3000 ميلاً وشعر العالم كله بذبذبته وارتفع البخار الساخن الذي قطع الصخور الى أرتفاع 17 ميلاً . ويقدم العلماء هذا الأنفجار كدليل علمي يؤكد أندفاع المياه من تحت الأرض أيام الطو*فا*ن الشامل وارتباطها بفتح طاقات السماء وسقوط الأمطار الغزيرة لمدة 40 وماً ، ويضيف الجيولوجي البريطاني د. ديفيز أنه حدث أنخفاضات في سطح الأرض في أماكن كثيرة مما ساعد على غمر الأرض كلها بالماء . ربما كانت نتيجة أحداث فراغات تحت سطح الأرض نتيجة لخروج المياه الى السطح مما أدى الى أنخساف  الأرض لكي تملأ الفراغات التي خرجت منها المياه . يؤكد د. فريدريك فيلبي في كتابه ( أعادة النظر في الطو*فا*ن ) على موضوع الأنخفاضات الأرضية في جنوب شرق آسيا ، فقال : فعلاً هبطت الأرض في تلك المنطقة ولم يبقى منها غير جزر سومطرة وجاوة وبورينو وأيضاً أشباه الجزر ، وأن الأرض قبلاً كانت متصلة . وكذلك بالنسبة الى بحر اليابان والبحار الصفراء بالقرب من الصين والتي كانت في السابق مرتفعة ولكنها انخفضت لكي تغطيها المياه . كذلك البحر الأحمر يعطينا صورة واضحة للأنخفاض الشديد في الأرض فاندفعت اليها مياه المحيط الهندي.  إذاً النقاط الأساسية التي لعبت دوراً رئيسياً في حدوث الطو*فا*ن الشامل هي  1-   مظلة بخار الماء التي كانت تحيط بالأرض. 2-  خزانات المياه المضغوطة تحت سطح الأرض. 3- هبوط كتل كبيرة من اليابسة ، قابلها أرتفاع مياه البحار وزيادة مساحتها
مدى تأثير مياه الطو*فا*ن على جغرافية الأرض
لنسأل أولاً ونقول لماذا الأرض غير مستديرة ؟ نقول ، بعد الأنفجار العظيم في كتلة السديم ، تكونت من شظايا الأنفجار كواكب ونجوم ومجرات في اليوم الذي خلقها الله . كان كل شىء في حالة أنصهار . وكان في مركز كل كوكب قلب مغناطيسي ذو مجال رهيب فكان هذا المغناطيس يجذب اليه باقي الأجزاء المنصهرة الى الداخل . ونتيجة دوران الكوكب حول نفسه كان هناك قوة طرد مركزية تدفع جسم الكوكب الى الخارج . ونتيجة تعادل قوة الجذب مع قوة الطرد المركزية أخذت الكواكب شكلها المستدير كالشمس والقمر وكذلك كان شكل الأرض فما هو سبب أنبعاجه الآن من جهة القطبين ؟ مياه الطو*فا*ن الثقيل . لأن كوكب الأرض ليس صلباً غير قابل للتشكيل ، بل مرناً قابل للتشكيل والتغيير مع الأحتفاظ بكتلته وحجمه ، فلو لم تكن الأرض مرنة لتشققت وتحطمت تحت قوة الجاذبية الأرضية في المركز وثقل الماء الكبير . فلكون الأرض مرنة فهي خاضعة لقوة الطرد المركزي وكذلك لقوة الجاذبية في مركز الأرض ، فثقل الماء الجديد بعد الطو*فا*ن أدى الى حدوث تصدعات وأنشقاقات في سطح الأرض لتكوّن قارات ومحيطات وجبال وضغط الماء الكبير ادى الى حدوث أنبعاج الكرة الأرضية وفقدانها لأستدارتها . كان وزن المياه الغزيرة التي غطت الأرض ثقيل جداً ما أدى الى التأثير على سطح الأرض بأتجاهين ، الأول أفقي ، والآخر عمودي . فالقوة الأفقية أدت الى أبعاد اليابسة عن بعضها البعض فحدثت أنشقاقات في قشرة الأرض فتكونت قارات جديدة أو سببت في زيادة المسافات بين القارات القديمة مما أدى ألى أتساع مساحة البحار والمحيطات . فقارتي أميركا الشمالية والجنوبية أنفصلت من القارتين أوربا وأفريقية . وكذلك أستراليا من آسيا . وكذلك بالنسبة الى القطبين  أما القوة الرأسية العمودية فضغط الماء على قاع البحار أدى الى أنخفاضها كما يقول المتخصصون فسموا هذا الأنخفاض ب ( الهبوط التضاغطي ) والحاصل نتيجة ثقل الغطاء المائي الجديد مزيحاً الغلاف اللزج الناعم في القعر دافعاً أياه خارجاً بعيداً عن المنطقة التي يقع عليها الثقل . قدروا العلماء هذا الأنخفاض بثلث سمك الماء الجديد المضاف على مياه البحار القديمة . فيما أن قشرة الأرض غيرمتساوية ، أي بين صلبة ورخوة ، لهذا توزع تأثير الثقل بصورة غير متساوية . وبما أن لكل قوة فعل قوة رد الفعل ، لهذا ظهر بالمقابل قارات وجبال وقمم جبال . وهكذا انخفض منسوب المياه . أما المصادر التي أحتوت المياه الغريبة فظهرت اليابسة نلخصها بالنقاط التالية  1 – العمق الجديد الذي حصل في أرضية البحار والمحيطات بسبب ضغط المياه.   2 – اتساع مساحة البحار.   3 – امتصاص  أرضية اليابسة والأرض الواقعة تحت البحار كميات كبيرة من المياه الجديدة. 4 – تحويل كميات كبيرة من المياه الى جبال ثلجية وجليدية في القطبين.  لتوضيح النقطة الأخيرة نقول ، عندما كانت المظلة البخارية تغطي الأ رض ، كانت تحافظ على درجة حرارة الأرض وتوزعها على سطح الأرض بشكل شبه متساوي فلم يحدث الأنجماد . لكن بعد زوالها بدأت حرارة الشمس تؤثر بشكل عموي على منطقة خط الأستواء أكثر من المناطق الأخرى ، أما في القطبين فتأثير حرارة الشمس ضعيفة مما ادى الى الأنجماد فهذه الكميات الكبيرة من الجبال الثلجية أدت الى ظهور اليابسة . وإذا ازدادت درجة الحرارة في هذه الأيام درجتان معدل فتؤدي الى ذوبان تلك الجبال الثلجية فتغرق مدناً كثيرة وخاصة الساحلية لا وبل بلدان فتغطي مساحات واسعة من اليابسة ، لكنها لا تغطي كل الأرض .
نقاط التشابه بين أساطير ما بين النهرين وقصة سفر التكوين
في هذا الرابط فلك عظيم تم تنظيمه في أميركا بنفس مواصفات سفينة نوح
https://www.facebook.com/CWNArabic/videos/1002793176475365/
 
1- قرار  الطو*فا*ن صدر من الله ومن الآلهة.  2- هناك رجل مختار لكي ينجو مع عائلته وأخبر بسر الطو*فا*ن ونتائجه. 3- في  كل قصة يوجد أمر لبناء الفلك. 4 – في كل قصة يوجد مع بطل القصة عائلته والحيوانات 5- تحديد أيام الطو*فا*ن للبطلين.  6 – تحديد الجبل الذي ترسو عليه السفينة.  7 – أستخدام الطيور لأكتشاف زمن ظهور اليابسة.  8 – سبب الطو*فا*ن كان لتمرد بني البشر على الله والآلهة.   9 – تقديم الذبائح لله والآلهة بعد الطو*فا*ن.  10- تكريم  البطل الناجي من غضب الله أو الآلهة.  
التباين والتناقض بين أساطير ما بين النهرين والتورات
1- في أساطير ما بين النهرين صور لملاحم أسطورية ، بينما تمتاز قصة التكوين بالبساطة.  2 -الطو*فا*ن  الذي قرره الآلهة في أجتماعاتهم كان بسبب الضوضاء الصادر من
 بني البشر وعدم مقدرة الآلهة من النوم . بينما سبب طو*فا*ن نوح كانت خطيئة الأنسان. 3- لم يطيل (أتراحسيس) في بناء الفلك كثيراً بعد أن أبلغ من قبل الأله ( أيا )
 بهدم منزله وبناء الفلك إلا سبعة أيام فقط ، بسبب كون الآلهة طغاة ومجردون من الرحمة ومتسرعون نحو هلاك البشر . بينما طال نوح في بناء سفينته طويلاً مما يدل على طول أناة الله على بني البشر. 
4 -اختلاف  في قياسات السفينة ، فكانت أبعاد سفينة أتراحاسيس تتكون من
مكعب طول ضلعه 120 ذراعاً فقط ، ومن سبع طوابق وهذا الشكل والحجم لا يمكن أن تثبت أمام رياح عاتية وأمواج عالية .
 بينما كانت لسفينة نوح أبعاد أخرى . فطولها كان 300 ذراعاً وعرضها 50 ذراعاً ، وأرتفاعها 30 ذراعاً وكما مدون في ( تك 15:6 ) وهذه الأبعاد تتطابق مع أحدث القياسات للسفن الكبيرة . والعلماء قدروا حجم سفينة نوح بحجم سفينة تايتانيك الكندية ، وكانت تتكون من ثلاث طوابق فقط.  
5- لسفينة  نوح فتحات للأضاءة والتهوية من أعلى الجوانب الأربعة . أما سفينة الأساطير فلم تذكر فيها النوافذ.  6 – لم يحمل نوح في السفينة ذهباً ولا فضة ولا حرفيين وصناع وذوي القرابة
منه ، بل عائلته وأولاده فقط وكان عددهم 8 فقط . أما أتراحسيس فحمل كل هذه الأضافة في الفلك ، أضافة الى أدخال الأسماك مع الحيوانات وهل تموت الأسماك في المياه بسبب الطو*فا*ن ؟ 7 – قبل الطو*فا*ن ذبح أتراحسيس للناس عجولاً وخرافاً وقدم لهم الخمر وهذا لم يذكر سفر التكوين . 8 – أبلغ  أتراحسيس من قبل الآلهة بأن في يوم الطو*فا*ن ستمطر السماء في النهار أقراصاً من الحلوى وفي المساء وابلاً من القمح . لا نجد هذا في سفر التكوين.  9 – أبلغ  أتراحسيس باب السفينة وسلم قيادتها للملاح بدزو – أموري . أما في 
 قصة التكوين فالله هو الذي أغلق باب السفينة ( تك 16:7 ) ولم يكن للفلك ملاحاً لأن الله كان قبطانها وهو الذي قادها وحفظ عليها. 10 – ذكرت  الأساطير بأن الآلهة خافوا من الطو*فا*ن وأرتاعوا وانكمشوا كالكلاب الخائفة وبكوا خائفين من الطو*فا*ن الذي أمروا هم بحدوثه فانهزموا وعرجوا الى السماء . صرخت عشتار كالمرأة في ساعة مخاضها ، وبكوا ألهة الأنوناكي وهم منكسوا الرؤوس.  11 – فتح  ( أيا ) مزلاج البحر العميق وعارضته . وهذا لم يحصل في قصة الطو*فا*ن لأن مصادر مياه طو*فا*ن نوح لم تكن من البحار، بل من ينابيع الغمر العظيم ومن طاقات السماء التي كانت موجودة تحت جلد السماء.
12 – رست  سفينة أتراحسيس على جبل نيزر ( نصير ) الواقع بين الزاب الأسفل ونهر دجلة ، بينما استقرت سفينة نوح على جبل أرارات في منطة أرمينة التركية . يوجد اليوم بناء خشبي ضخم مدفون تحت الجليد على رأس جبل أرارات الذي أرتفاعه 14000قدم فوق مستوى سطح البحر.
 وتحدثت عن هذا البناء السلطات التركية في ثمانينات القرن الماضي . كما تم تصويره سنة 1955 فوجد أن السفينة هي على عمق 33 قدماً تحت سطح الجلد . كما أثبتت الأختبارات أن عمر هذا البناء يتراوح بين 1200 – 5000 سنة . منذ بداية السبعينات من القرن المنصرم أستطاعت طائرات التجسس الأمريكية والأقمار الصناعية من تصوير هذا البناء الضخم وقد تثبت لاحقاً بأن البناء الخشبي الكبير ما هو إلا سفينة نوح.  13 – أرسل أتراحسيس ثلاثة أنواع من الطيور وهي ( الحمامة والسنونو والغراب )   لأستطلاع نهاية الطو*فا*ن . أما نوح فأرسل الحمامة والغراب فقط   سفر التكوين حدد مدة بداية الطو*فا*ن . كما حدد 40 يوماً لسقوط الأمطار وبقاء الطو*فا*ن لمدة 150 يوماً مع زمن نشف الأرض .
14- أما الأساطير فحددت الزمن بسبعة أيام فقط . وهذه المدة لا تكفي لصعود مستوى مياه البحار والمحيطات الى ما فوق رؤوس الجبال الشاهقة.  15 – في الأسطورة السومرية كوفىء (زيوسدرا)  ومعنى أسمه ( الذي وضع يده على  العمر المديد ) بالخلود والسكن في أرض لمون جنة السومريين . سجد زيوسدرا الملك أمام الآلهة ( أنا وأنليل ) فهيأه مثل الأله حياة الخلود الأبدي فدعي بأسم حافظ بذرة الحياة . أما في الأسطورة البابلية فيتكرر المعنى مع (أتراحسيس) ومعنى أسمه ( الواسع الحكمة ) صعد أنليل الى سفينة ومسك بأتراحسيس وأركبه معه في  السفينة وكذلك زوجته التي جعلها تسجد بجانب زوجها وباركهما ، قائلاً 
 لم يكن ( أوتنابشتم ) قبل الآن سوى بشر ولكن منذ الآن سيكون وزوجته مثلنا نحن الآلهة وسيعيش أوتنابشتم بعيداً عن فم الأنهار . ومعنى أسمه ( الذي رأى الحياة).  
 الدروس اللاهوتية في موضوع طو*فا*ن نوح
 
1- شجرة معرفة الخير والشر سقط الأنسان في الخطيئة بسبب ثمار الخشب في جنة عدن . ومن الخشب صنع الأنسان الفلك بأمر الله فخلص الأنسان جسدياً من ذلك الغمر الجارف ، وكان ذلك الفلك الطريق الوحيد للخلاص . كذلك بواسطة خشبة الصليب خلص الأنسان روحياً من الهلاك الأبدي.2 – الفلك  يرمز الى المسيح الذي خلص العالم من الخطيئة ويخلص كل من يلجأ اليه ويؤمن بعمل صليبه المقدس فيتحد معه أتحاداً أبدياً فلا يدان وحسب الآية: 
 (إذاً لا شىء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع ) ” رو1:8″ 3 – نوح أطاع الله وأظهر أيمانه وصبره في كل تلك المدة التي قضاها في الفلك   متكلاً على الله ووعوده ، هكذا يجب أن نتسلح بالأيمان وطول الأناة في كل الصعوبات متكلين على ربان فلكنا يسوع المسيح.   4 – كان الفلك يجمع كل أنواع الحيوانات ، هكذا المسيح يجمع كل أنواع البشر ويجعلهم واحد وفق محبته اللامحدودة. 5- اعد في الفلك منازل كثيرة لكل الحيوانات هكذا أعد الرب للمؤمنين به منازل  كثيرة في السماء ، أشارة الى الضمان الأكيد للداخلين في سره. 6 – سفينة  نوح تمثل الكنيسة . يقول أسقف قرطاجة ( قبريانس ) : أن الكنيسة  واحدة والذين فيها ينجون نجا الأشخاص الثمانية في سفينة نوح ، وهذا ما تفعله المعمودية لكم أيها المؤمنون. 7- الطو*فا*ن يرمزالى المعمودية أيضاً لأن المعمد يدخل في الماء لكي يموت عن الخطيئة ويخرج من الماء لكي يقوم مع المسيح القائم من بين الأموات فيصبح خليقة جديدة . كما يقول الرسول بطرس في رسالته الأولى “18:3-218 – بآدم  حل الشقاء على البشر وبنوح بزغ فجر علاقات جديدة من الصداقة مع الله ، ونوح لا يمثل نفسه بل البشرية وهكذا أنتقلت تلك الصداقة الى أبراهيم وداود وكذلك الى المسيح الذي جمع البشرية بجسده وقدمها لله.
9 – سبب  صعود الماء الى فوق الجبال يدل على عدم خلاص أحد من هذا الغضب وهذا ما يتفق مع المزمور ” 1:139″.10 – في  قصة بلاد الرافدين يطول الطو*فا*ن سبعة أيام وهو عدد الكمال الذي يدل على عظمة غضب الألهة ، أما في الكتاب المقدس يطول 40 يوماً ويرمز العدد الى بقاء الشعب الأسرائيلي 40 سنة في البرية عقاباً على خطيئتهم. 11 – سفينة أوتنابيشتيم تتكون من سبعة طوابق كهياكل بلاد الرافدين .
اما سفينة نوح فكانت تتكون من ثلاث طوابق كهيكل سليمان ” 1مل 1:612 – كان في الفلك طوابق لكن كان الكل في أمان ونجا الجميع ، هكذا يكون في أمان وضمان كل من يلجأ الى فلك المسيح ، أي كنيسته المقدسة.  
13- الغراب لم يعد الى الفلك لأنه رمز الموت ، أما الحمامة فعادت وجلبت غصن أو ورقة الزيتون والتي تدل على الخير والحياة والبركة والسلام . غصن الزيتون يدل على الخير والحياة والبركة والسلام ، لهذا يعبر عن السلام بغصن الزيتون  14- ماحدث  في زمن نوح هو تحذير الهي للبشر لأنه هكذا سيحدث في زمان مجىء أبن الأنسان ” لو 17: 26″. 15- فيالأسطورة البابلية ذكرعشرملوك بعد الخليقة وحتى الطو*فا*ن وأخرهم كان  
 الملك أوتنابشتيم . وفي سفر التكوين أيضاً يوجد عشر آباء من آدم الى نوح. 16 – بعد الطو*فا*ن نرى الذبيحة تأتي بعد الخطيئة وهذا حسب الأنسان القديم .
، أما في العهد الجديد فأن الرسول بولس ينظر الى التكفير والخلاص قبل النظر الى الخطيئة المرتكبة . أي يوجه نظره الى يسوع قبل آدم لكي لا يأخذه اليأس، ولأن المسيح زال الخطيئة وأحتواها بدقة ، وبموته مات موت الخطيئة ، لأن نعمة الله تفيض على البشر بدلاً من الماء الذي فاض العالم ليغرقه بسبب الخطيئة  ختاماً نقول : الطو*فا*ن حدث بسبب الخطيئة ، والخطيئة موجودة الى يوم مجىء الرب ، تدفن في لججها الملائين ، لهذا نطلب من الجميع الأيمان بعمل الرب واللجوء الى فلكه ، كنيسته ، والتناول من أسراها المقدسة ، والثقة بربان السفينة الذي يقودها الى بر الأمان  ، مانح الخلود للمؤمنين به ،
أنه الرب يسوع ، له المجد كل المجد  المراجع 1- الكتاب  المقدس. 2 – كتاب نوح – تأليف العالمان الأمريكيان – وليم راين وولتر بتمان. 3 – نظرية زحزحة القارات للعالم الألماني ألفريد فيجنر. 4 – اراء المونسيور د. بولس الفغالي – عالم في تفسير الكتاب المقدس, 5- كتاب ( أعاة النظر في الطو*فا*ن ) د. فريدريك فيلبي. 6 – الكتاب المقدس والعلم الحديث – موقع الأنبا تقلا. 7- برنامج قُدِمَ في 27 مايو 2008 عن الطو*فا*ن في القناة History الأمريكية 8- قرآن المسلمين.   
9 – مقال للأثاري العراقي د. بهنام أبو الصوف.   
10 -أساطير ما بين النهرين – مطبعة جامعة أوكسفورد 1971.
 

 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!