مقالات سياسية

الثقافة الخاطئة تسير بالشعوب الى الهاوية 3

الكاتب: قيصر السناطي
الثقافة الخاطئة تسير بالشعوب الى الهاوية /الجزء الثالث
كيف تحول الربيع العربي تحول الى حريق عربي ؟؟؟
تكلمنا في القسم الثاني كيف نشأت الحكومات المحلية العربية وكيف عاملت شعوبها بالحديد والنار خلال اربعة عقود مما ادى الى هروب الكفاءات والمثقفين والعقول الى خارج بلدانها بسبب غياب افق المستقبل امامها .لقد كان سقوط صدام في العراق على يد التحالف الذي كان من اقوى الحكام في المنطقة ، احد الأسباب المشجعة للشباب في الدول العربية الى الأنتفاضة على هذا الواقع مما ادى الى هروب زين العابدين في تونس وتخلي حسني مبارك عن الحكم وقبول على عبالله صالح المبادرة الخليجية بتسليم السلطة الى نائبه في حكومة انتقالية ،اما القذافي الذي رفض التنحي ق*ت*ل اثناء هروبه . وكان بشار الأسد المرشح التالي للسقوط  بيد المعارضة لولا التدخل الأيراني والروسي وح*زب ال*له اللبناني بسبب مصالحهم في سوريا  وفي المنطقة، وفي ظل غياب قوى سياسية مهيئة لأستلام الحكم في الدول العربية التي حصل فيها التغير،وبسبب عدم وجود نخب سياسية لبرالية قوية لأستلام الحكم ، جاءت التيارات الدينية التي كانت تجتمع في الجوامع اثناء صلات الجمعة لتكون حشود كبيرة وتضغط على الشارع في مظاهرات كبيرة كما حصل في مصر بسبب التخلف الكبير داخل هذه المجتمعات واخذت تنادي بتطبيق الشريعة الأسلامية وقد صدقها الكثير من الناس بسبب الجهل ، مما ادى الى فوز الأخوان في مصر ولكن سرعان ما اكتشفوا ان الشريعة الأسلامية لا يمكن ان تكون هي الحل ولا يمكن تطبيقها على شعوب عرفت الحرية وحقوق المرأة لذلك كانت الثورة الثانية المصرية بمساندة الجيش والتي ادت الى القبض على محمد مرسي وبقية قادة الأخوان الذين قدموا للمحاكمة فيما بعد .اما بشار الأسد حاول قمع المتظاهرين بالقوة ولكن بعد ان فشل في ذلك ولكي يبتعد عن الأنظار اخذ يصدر التنظيمات  الأرهابية  من القاعدة ود*اع*ش والبعثين الذين كانوا في سوريا بعد السقوط الى العراق لكي ينشر الفوضى في العراق لكي ينشغل العالم بهذه التنظيمات الأرهابية ولكي يبقى اطول فترة ممكنة في الحكم حتى تقرر ايران وروسيا مصيره بعد مساومات مع الدول الغربية ، وهكذا تحول هذا الربيع الى حريق يدمر كل شيء من الأنسان الى الأثار على يد تنظيمات اجرامية تحاول اعادة التألريخ الى الوراء والرجوع الى زمن  الفتوحات وتأسيس الخ*لافة الأسلامية ، مستندة الى الفقه  والكتب الأسلامية ، وارتكبت جرائم  الق*ت*ل والسبي بحق اليزيدية وهجرت المسيحيين واستولت على الممتلكات في نينوى ،ثم حاولت ق*ت*ل ولا تزال تق*ت*ل كل من لا يؤيد منهجها الأجرامي .
وبهذا جعلت من هذه الشعوب تسير نحو الهاوية بسبب هذه الثقافة الخاطئة التي  تناقلتها من جيل الى جيل خلال اكثر من 1400 سنة على الحكم الأسلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا ، وهنا السؤال الأهم هو ماهو الحل ؟؟ في ظل هذه الثقافة الخاطئة ،والجواب بسيط جدا وهو فصل الدين عن الدولة وتعديل الكتب الأسلامية بما يتناسب مع العدالة وحقوق الأنسان وقيام حكومات مدنية علمانية تؤسس لمواطنة صحيحة تعطي الحقوق والواجبات للجميع دون تميز بسبب الدين او الطائفة او المذهب وتشريع قوانين ودساتير حضارية كما هو متبع في العالم المتحضر الذي يكفل حرية المعتقد للجميع ،اما اذا استمرت هذه الثقافة الخاطئة  فأن المستقبل سوف يشهد المزيد من التدهور والتراجع في جميع المجالات  في المنطقة والعالم وما التفجيرات الأخيرة في الكويت وفي فرنسا وتونس والصومال الى دليل وناقوس خطر على انتقال وباء هذا الأرهاب الى كل دول العالم اجلا او عاجلا لأن الرابط بين الأرهابيين من جنسيات مختلفة هو الدين فقط وأن ثقافة المجتمع التعصبية الدينية  والطائفية  في الماض والحاضرهي هدامة في كل المقاييس وهي التي انتجت التطرف الديني والأستقطاب الطائفي الذي يضرب المنطقة  ويهدد الأمن والأستقرار في االمنطقة والعالم …وأن الله من وراء القصد….  ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!