رصاص سلم
احلام يونس يونس
رصاصُ سُلْمٍ في الهواء، لا رصاصَ حربٍ كما ادَّعى ذاك النظام وأتباعُهُ.
نزَعوا من أفئدتنا السّكيْنة علَى أنَّ الار*ها*ب قادم،ففرّ أصحاب المنازلِ من أماكنهم، لنرى بعد ذلك أنّهم الار*ها*ب كاملاً دون تجزئته لأنواع وتصنيفه من الأسوءِ إلى الأَرحَم_كانوا الأسوء على الإطلاق دون وجود الرّحمة والضّمير بتاتاً_.وطوّعوا شبابنا بالإجبارِ لمواجهةِ جيش الثّورة على أنَّهم ار*ها*ب وإن لم يُقاوموهم ستموت نساؤهم ذبحاً وتشبع بناتهم وأولادهم تعذيباً، فإذا بنا نكتشف متأخِّرين أنَّ نظامهُم السّاقط أشدّ عذاباً من الذَّبح بالتقطيع، نكتشف أننا كنَّا نُذبحُ كلَّ يومٍ مكمومين الأفواه خشية أن تسمع آذان النّظام صراخنا، كانت تذبحنا دموع طفلةٍ على زجاج بائع الدّمى، ويدُ شابّ ممدودة لطلب لقمة طعام أو مبلغ مال يشتريها، ومريض يحتاج لعمليّة صعبة لا يقوم بها الطبيب حتى يؤمن له مبلغ يستحيل تأمينه لغلاء الأسعار، تذبحنا أيادي وأقدام آبائنا الجافة والمتفسِّخة من العمل و لشدة البرد وصعوبة تأمين وقود للتدفئة رغم وجود حقول النفط في دولتنا ، نحن أبناء بلدٍ يحتضنُ أنهاراً لكننا كل أسبوع نظمأ يومين او اكثر لعدم توافر ماء الشرب على مدار السَّاعة.
صَمَتْنا عن كل ذاك مجبورين، لكننّا لنْ نصمت، ولن نُسامحَ أحداًــ لن أقول إنسانا لأنه مجرد من الإنسانية ــ أخافنا من إخوتنا ونعتهم بالار*ها*ب أو شوّه سمعتهم، نعم إخوتنا من ذات الأم (سوريا)، ومن رحم ذات الأرض والتراب خلقنا وبها سندفن. عن كل ذاك مجبورين، لكننّا لنْ نصمت، ولن نُسامحَ أحداًــ لن أقول إنسانا لأنه مجرد من الإنسانية ــ أخافنا من إخوتنا ونعتهم بالار*ها*ب أو شوّه سمعتهم، نعم إخوتنا من ذات الأم (سوريا)، ومن رحم ذات الأرض والتراب خلقنا وبها سندفن.
باسمي وباسم جميع السّوريين أتحدّث، لا وجود لشخص موالٍ للنظام حقيقةً، ولكنّي وعيت على جملة ــ الجدران لها آذان ــ عندما كنت أطالب بأي حق حرمني منه نظامهم الظالم، كي لا أصبح تحت سابع أرض وجميعنا أصبحنا نعلم ماذا تعني (سابع أرض) ــ عن سجن صيدنايا أتحدّث ــ.
أهلاً بالثّوار الشّجعان في أرضهمْ، أهلاً بكم بين أهلكم وإخوانكم، ألف أهلاً وشكراً لتحرير أمّنا الحبيبة من خلف قضبان النظام، وشكراً لأننا رأيناها تبتسم بفاهِ الحريّة الخضراء، وعذراً لأننا لم نكن نعلم أن ما انتظرناه لأعوام جاء باسم الثورة. هذا بعضٌ من الكلّ فمقامكم وفرحتنا بكم يطول بهم الكلام والسّرد.
سأختم هنا بالدّعاء بالرحمة على كل من أحبّ أرضهُ واستشهد في سبيلها وسبيل الحقّ وأخصّ بالدّعاء شهيدنا البطل(عبد الباسط الساروت)، ثمَّ هنيئاً لثرى إدلبَ اللذي احتضنَه وسُقِيَ بدمائه الطاهر عليه رحمةُ الله وله غفرانه.
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.