مقالات دينية

حين أصبحتُ كاهناً

حين أصبحتُ كاهناً
الأب / صميم باليوس
سألني أحد الحاضرين: “هل يمكن أن تصف لي كيف اختارك الله للخدمة؟”.
فأجبته مبتسماً: “لقد أرادني الله أن “أكون” فقط”.
لم يفهم المتسائل جوابي، فقال: “وماذا بشأن الكهنوت؟”.
فأجبته: ” “الكهنوت” اسم، أما “يكون” فهو فعل. لا تهتم بالأسماء، بل بالأفعال. حين تكون حقاً، ستصبح كاهناً في كل مكان وزمان.”
نظر اليَّ مستغرباً وأضاف:
“وكيف حدثتْ الدعوة؟”.  
أجبته: “أنا لم أسمع الله ولم أره قط، ولكني التقيته. فرؤية القلب لقاء!
التقيته في ظلام جهلي، وضعف مقدرتي، وصمت انانيتي، ومحراب خوفي، وتساؤلي، واشتياقي.
اتعلم يا عزيزي، عندما تتوغل في قلب الظلام تختفي ملامح وجودك وشكل جسدك، فتصبح كالموجود في اللاوجود. ولن تتحسس شيئاً سوى شهيقك وزفيرك. هناك تختبر عماذ خلاق في قلب العدم.
أنا ظل حائط أمام شمس الله!
أنا “هاء” خرساء في حروف الله!
أنا موجة هائجة في محيط الله!”
في مثل هذا اليوم أصبحتُ كاهناً، وقد مرتْ أربع عشرة سنة على هذه الحادثة، وما زلتُ أتعمذ في هذا الظلام.
تقودني خطواتي في نفق الحياة الطويل الى بصيص نور بعيد، يفرحني ويطمئنني بأن النهاية منيرة
كلما اقتربتُ ازداد صراخي، وكلما صليتُ وسعّتُ قبر صمتي، وكلما خدمتُ، أحببتُ جهلي.
صلوا من أجلي!

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!