مقالات دينية

من تاريخ الكنيسة في جنوب وادي الرافدين

من تاريخ الكنيسة في جنوب وادي الرافدين (12)
قصور المسيحيين في الكوفة وحولها
كان في المنطقة التي تم بناء الكوفة قصور عديدة لأثرياء مسيحيين. فالمنطقة كانت غنية لأسباب عديدة منها الثروة الزراعية والحيوانية ولكونها منطقة تجارية وسياحية. وكانت هناك محميات فارسية تدافع عنها. ومن القصور:
1- قصر الأخيضر. قال ياقوت الحموي في مادة « دومة الجندل » : ان النبي محمد صالح (اكيدر) وكان امير منطقة كندة (او مملكة كندة) على دومة الجندل وأمنه وقرر عليه وعلى أهله الجزية. والجندل تقع شمال الجزيرة قرب الحدود العراقية والأردنية. وكان اكيدر مسيحياً فرفض ان يتخلى عن المسيحية ولكن دفع الجزية. اما اخوه ( حربث) فأسلم فأقره النبي على ما في يده ، ونفض (اكيدر) الصلح بعد وفاة النبي فأجلاه عمر بن خطاب من دومة الجندل في من أجلى من المسيحيين إلى الحيرة. فنزل اكيدر في موضع منها قرب عين التمر وبنى فيها منازل وسماها (دومة) وقيل (دوماء) باسم حصنه بوادي القرى قبل تهجيره، إلا أنه حصن خرب.
وحسب العلامة المرحوم شكري الآلوسي ان كلمة ( الاخيضر ) محرفة من اسم (الاكيدر) ، فالقصر يجب أن يكون قد شيد من قبل الامير قبل الاسلام.
وهذا الغني اكيدر كان له اخ آخر يعيش في الأنبار اسمه بشر بن عبد الملك الكندي متضلع بالكتابة بالإسطرنجيلي (خط آرامي شرقي لتزيين الإنجيل). وبشر ذهب عند اخيه الى الجزيرة وتزوج اخت ابي سفيان والد معاوية. ثم قام بتعليم جماعة من العرب الخط الآرامي قبل الدعوة الإسلامية. وبشر وحماه حرب بن امية (اي والد زوجته) قاما بعد الدعوة الإسلامية بتعليم مجموعة من الصحابة الرسول كتابة نسخ القرآن.
2- قصر ابي الخصيب: كان بناء شامخا بجانب ديارات الأساقفة.
3- قصر السدير: كان يشرف على النجف وقد قيل فيه الشعر منه:
يا دار غير رسمها مر الشمال مع الجنوب
بين الخورنق والسدير فبطن قصر ابي الخصيب
فالدير فالنجف الأشم جبال ارباب الصليب.
4- قصر وبرة بن رومانس ابن اخ النعمان بن المنذر لأمه. ويبدو انه كان رجلا كريما فاضلا بحيث كان اهل الكوفة يكرمون قبره ونظموا شعرا في تأبينه.
وتصبح الحيرة فيما بعد ملجأ للمسيحيين المهجرين من نجران والذي استمر الى سنة 685م اي حوالي 50 سنة. اما مسيحيوا شرق الجزيرة فقد هاجر بعضهم الى الجزر في الخليج والبحر واسسوا كنائس منها جزيرة قطر والبحرين وسقطرى وغيرها.
كما وهاجر اليها الصابئة قادمين من كندة هربا من جيش المسلمين حيث كانوا اصلا لجاوا اليها هربا من البتراء جنوب الأردن حاليا.
جدير بالإشارة الى انه كان لليهود حي خاص وجسر في الكوفة بإسمهم، وكان لهم مقام بإسم النبي يونس.
ايضا استوطن الكوفة بعض المسيحيين الأثرياء وعاشوا مع المسلمين اثناء الخ*لافة الأموية لغرض تمشية الأمور المالية للمسلمين الأوائل حيث كانوا يتعاملون بالفضة الفارسية والذهب الروماني. وكانت لهم علاقة قوية مع مدينة المدائن حيث كان مركز المسيحية الروحي الرئيس حتى القرن العاشر.
يتبع
المطران حبيب هرمز

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!