مقالات عامة

الاغنام والحرية !!

الكاتب: nissan samo
هل على الأغنام والماعز في تَعلُم الحرية والديمقراطية !!
اهلاً بكم في بانوراما الليلة وبرنامجكم ( عالم الحيوان ) وهذا الموضوع سيسهب لنا فيه الراعي ابطيحان ولد شيحان العربي .. سيد ابطيحان شنو قصة غنماتك !!
بصراحة هي قصة غريبة حدثني عنها احد الرُعيان العرب والقصة كالآتي ..
كان هناك راعي يرعى بِغنماته ومواعزه في المراعي والبرية على اطراف القرية التي كان يسكنها . هذا الراع كان قاس مع اغنامه الى درجة كبيرة . فما ان ابتعدت احدى الغَنمات او المواعز عن القطيع إلا ونالت العصى على رأسها . حتى اضحت الحيوانات أليفة وعارفة بخط سيرها وحدود ابتعادها عن القطيع . وفي إحدى اللحظات والراعي ينظر الى قطيعه المسالم لاحت في رأسه فكرة في ان يعطي الحرية للغنمات والمواعز . لماذا لا اعطي لهم الحرية في التحرك والتنقل بدلاً من هذا التشدد الذي انا فيه ! . ومنذ تلك اللحظة ترك الراعي اغنامه تتنقل بكل حرية . فما ان ادركت الاغنمام بالخطة الجديدة وذلك من خلا عدم التدخل من قِبل الراعي في خط سيرهم بدأت تنتقل وتتحول من هذا المرعى الى الآخر . ازدات الحرية بين الغنمات وبدأت في البحث عن افضل الاعشاب والحقول وبدأت لا ترعى في الأماكن القديمة بل بحثت عن افضل المراعي . فدخلت حقول ومزارع اهل القرية وبدأت تفتك بها وتأكل وتق*ت*ل وتدوس على الباقي . قامت قيامة اهل المزارع من الاضرار التي اصابتهم وتصيبهم من تلك النقلة النوعية للراعي وغنماته .
توجهوا الى الراعي طالبين منه إبعاد الحيوانات عن حقولهم وقوتهم الوحيد . إلا ان الراعي لم ينظر اليهم ولم يُحرك ساكناً واستمر في ترك الحرية للأغنام والمواعز . جنّ جنون الاغنام والمواعز في المراعي الجديدة فبدأت تنتقل من هذا الحقل الى ذاك وكإنها تُحاول ان تقوم بأكثر الاضرار لتلك الحقول حتى اضحت ترقص بين تلك الحقول الغنية .
عاد اهل الحقول الفقراء في التوجه الى الراعي المجنون موبخينه على فعلته الشنيعة طالبين منه التوقف النهائي والفوري على ماهو فاعل ، لم يكُن رد الراعي غير انني لا افعل شيء وليس لي علاقة بالموضوع وكل ما في القضية انني اعطيتُ الحرية لأغنامي ومواعزي ولا اطلب منها القيام بذلك ولكنها هي التي ترغب في ذلك وهي التي تُقرر اين تَرعى او تتمشى .
لم يبقى أمام اهل الحقول وبعد كل الطلبات والرجاءات من الراعي في التوقف عن فعلته هذه إلا مهاجمته وتهديده بالق*ت*ل . لم يلن موقف الراعي واستمر في اعطاء الحرية الكاملة لحيواناته . هاجمه بعض شباب القرية في احدى الليالي واغرسوا الخناجر في رقبته الى ان تقطعت كل اوردة حُنجرته وتركوه في الواد طعاماً لذيذاً للذئاب والوحوش البرية ..
عاد الشباب واخبروا اهل القرية بذلك وبشر الجميع بالخير . في اليوم الثاني لم يكن فعل الاغنام والمواعز اقل من السابق . فقد توحشت واضحت كالحيوانات البرية وكالذئاب والوحوش تنتقل بين هذا الحقل وذاك وتهاجم بقرونها كل مَن حاول صدها او الاقتراب منها ( طبعاً بعد الحرية طلع لها قرون ) . دمّرت واخربت كل المحاصيل الموسمية لأهل القرية دون القدرة على منعها او التصدي لها بالرغم من الق*ت*ل البعض منها ( ولكنها كانت قد تكاثرت كثيراً ) وخاصة بعد ان باتت تعيش في البراري دون راعي او مالك . باءت كل محاولات اهل القرية بالفشل في البحث عن راعي جديد قادر على ترويض تلك الحيوانات المتنقلة مثل الضِباع بين حقولهم ومزارعهم . نَدم اهل القرى كثيراً في ق*ت*ل الراعي الاصلي والذي كان الوحيد القادر على مسك رقاب اغنامه ومواعزه وذلك لمعرفته بنقاط ضعفهم وَقًوَتِهم .
بدأ اهل القرية بترك والهروب الى قرى اخرى واحداً بعد الآخر والمواعز والاغنام لازالت ترقص وتلعب بحقولهم وبساتينهم المهجورة … هذه كانت قصة الراعي والحرية …
شكراً لضيفي الشيحاني لهذه القصة الغريبة .
هي فعلاً قصة غريبة فكيف للأغنام والمواعز ان تتعلم الحرية ( الإنسان نفسه لم يتعلمها فكيف المواعز ) ! . لقد أخطأ الراعي في ذلك وخوفنا من ان تتكرر تلك الاخطاء في قدوم راع آخر وإعطائه الحرية للإبل والحمير والدجاج والطواويز والابقار فماذا سيكون مصير الحقول الاخرى ( شنو راح اْتْهاجر كل القرى ) !! نيسان سمو

لا يمكن للشعوب المتأخرة ان تتقدم دون البدأ من نقطة الصفر … !! نيسان سمو ..
نيسان سمو الهوزي 30/06/2016..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!