آراء متنوعة

ح*ما*س والمرحلة الخطرة

ح*ما*س والمرحلة الخطرة
عبدالباري فياض
ح*ما*س تبحث عن وقف إطلاق النار بأي صيغة للحفاظ على ما تبقى من هيكلها التنظيمي لكن السؤال الأهم هل ستتغير المعادلة على أرض غ*ز*ة في ظل استمرار الأزمة القيادية.

من يتخذ قرار الإنقاذ
مازالت حركة ح*ما*س تعافر من أجل البقاء السياسي في غ*ز*ة بعد اغتيال زعيميها يحيى السنوار وإسماعيل هنية، على يد الاحتلال الإ*سر*ائي*لي، ورغم ما تمر به الحركة من عقبات وتحديات للعودة إلى رأس السلطة مجددا، تظل هذه المرحلة هي الأصعب في تاريخها، وخاصة بعد استجابة قطر للضغوط الأميركية ووقف تمويل الحركة، وتجميد دور الوساطة الذي تلعبه بين الحركة وإس*رائي*ل، وإغلاق مكتبها السياسي في الدوحة، وبحسب معلومات “إندبندنت عربية” فإن قادة “ح*ما*س” تفرقوا في أكثر من دولة يبحثون في العواصم عن إمكانية استضافة نشاط الحركة، لكنهم يواجهون عراقيل كثيرة ورفضا واضحا لأي عمل حزبي داخل الأراضي التي يزورونها، وكشفت المعلومات أنهم استقبلوا اتصالات من عواصم عربية تفتح لهم أراضيها لاستضافتهم مع إمكان ممارسة نشاطهم السياسي، لكنهم رفضوا كل هذه العروض لعدم توافر الأمان لهم بهذه الدول.

وتواجه الحركة أزمة كبيرة تسببت في حدوث هزة بين قياداتها، وتحاول الآن التكيف والاستمرار رغم الضربات القوية التي تلقتها ومازالت تتلقاها من قبل إس*رائي*ل بين الحين والآخر، ويظل الموقف يكمن في خسارة القيادات، فرغم أن قوة الحركة تكمن في بنيتها التنظيمية التي تتجاوز الأفراد، إلا أنها فعليا تواجه أزمة قيادات رغم نجاحها في بناء هيكل تنظيمي يعتمد على مؤسسات وليس على أشخاص، وهو ما قد يضمن استمرارها رغم الخسائر القيادية.

وفي هذه الفترة، تشهد الحركة تخبطا في اختيار خليفة للسنوار، وهو ما قد يؤثر على ديناميكيات المفاوضات مع إس*رائي*ل على العودة مجددا إلى غ*ز*ة، ويبقى التحدي الحقيقي ليس في قدرة ح*ما*س على البقاء كتنظيم، بل في كيفية إدارة المرحلة المقبلة وسط الدمار الهائل في غ*ز*ة.

يبقى السؤال الأهم، هل ستتغير المعادلة على أرض غ*ز*ة في ظل استمرار الأزمة القيادية في ح*ما*س، ومن سيتخذ القرار لإنقاذ هذا الشعب المسكين؟

وتظل فكرة تعيين خلف للسنوار مستبعدة، حتى هذه اللحظة، فقيادة ح*ما*س التي كانت تعمل من قطر، سبق وقررت أن الحركة ستدار على الأقل حتى مارس 2025، من قبل اللجنة الخماسية التي تم تشكيلها في أغسطس بعد اغتيال إسماعيل هنية، وتضم اللجنة خليل الحية وخالد مشعل وزاهر جبارين ومحمد درويش وأمين سر المكتب السياسي الذي لم يتم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، فيبدو أن الحركة تتعشم في تحقيق مكاسب سياسية كثيرة، وقد تبدأ مجددا في التفاوض مع إس*رائي*ل لتنفيذ حلم العودة على حساب الشعب الذي يق*ت*ل ويشرد ويموت جوعا.

لكن قد نشهد ظهور قيادات أكثر تشددا في نسيج الحركة خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن التجربة التاريخية للحركة تؤكد أن اغتيال القادة لم يؤد يوما إلى إضعافها بل على العكس، كان يؤدي في الكثير من الأحيان إلى تصعيد المواجهة وظهور قيادات جديدة أكثر تشددا.

وتبقى هناك تحديات أمام القيادة الجديدة وفرصها على أرض الواقع، مثل الحفاظ على تماسك الحركة وقدرتها على المناورة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها، لكن هذه التحديات قد تخلق فرصا لتطوير الإستراتيجيات فقد تعيد الحركة بناء نفسها مجددا على الرغم من أن الواقع يقول إنها خسرت أرض المعركة في غ*ز*ة.

وكانت الحركة قد وافقت على تشكيل لجنة لإدارة شؤون قطاع غ*ز*ة، على أن تكون محلية بشكل كامل، وهو المقترح الذي سبق أن رفضته ح*ما*س في مفاوضات سابقة ضمن شروط لوقف إطلاق النار، ما يثير التساؤل عن سبب رفضه في السابق والقبول به الآن بعد تدمير قطاع غ*ز*ة وتشريد سكانه وموت شبابه.

وتبحث ح*ما*س الآن عن وقف إطلاق النار بأي صيغة للحفاظ على ما تبقى من هيكلها التنظيمي، بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إس*رائي*ل وح*زب ال*له في لبنان، وقد تدفع الحركة خلال الفترة المقبلة بوجوه موالية لها وغير معروفة وتتبع أجهزتها السرية للسيطرة على الهيكل الجديد وتوظيفه لصالح أطماعها السياسية.

ولكن يبقى السؤال الأهم، هل ستتغير المعادلة على أرض غ*ز*ة في ظل استمرار الأزمة القيادية في ح*ما*س، ومن سيتخذ القرار لإنقاذ هذا الشعب المسكين؟

عبدالباري فياض
كاتب صحفي فلسطيني

 

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!