الحوار الهاديء

على الحكومة والأقليم أغتنام الفرصة الأخيرة قبل فوات الأوان

قيصر السناطي  

 

على الحكومة والأقليم أغتنام الفرصة الأخيرة قبل فوات الأوان

حديث الأستفتاء هذه الأيام والتصريحات النارية لبعض الجهات التي تصب الزيت على النار ينذر بدخول العراق في انفاق مظلمة وامام مستقبل مجهول يضع العراق مرة اخرى في دائرة الحروب العنيفة والتي سوف تأتي على ما تبقى من العراق ارضا وشعبا والذي يعاني اصلا من ماشكل لا تعد ولا تحصى ، وفي وضع لا يحسد عليه،ان الأستفتاء وبعده الأنفصال سوف يخلط جميع الأوراق ويجعل من العراق فريسة للأطماع الأقليمية والدولية . ولتفادي هذه المخاطر نقدم مقترحا ربما ينقذ البلاد من المخاطر الكبيرة التي تنتظرها.
1-على الحكومة اتخاذ اجراءات سريعة قبل فوات الأوان وأرسال وفد الى الأقليم يناقش الأمور المتعلقة بالأستحقاقات المالية بذمة الحكومة والتعهد بحلها بالسرعة الممكنة ـوهذا يمكن حساب الفرق بين حصة الأقليم من موارد العراق وثم حساب النفط المصدر من قبل الأقليم والفرق تتعهد الحكومة بدفعه حتى ولو بعد حين وعلى شكل دفعات.
2-التعهد بتطيق المادة 140 من الدستور والذي يخص المناطق المتنازع عليها وأجراء استفتاء في تلك المناطق بعد القضاء على د*اع*ش وعودة العوائل المهجرة الى ديارها.
3-ايقاف السجالات السياسية والتي من شأنها ان تزيد من الخلافات بين المركز والأقليم ، لأن الخلافات سوف تصب في صالح الفاسدين الذين يصرحون بتصريحات نارية لكي يتأزم الوضع لكي يبقى هؤلاء الفاسدون بعيدا عن المحاسبة لأن عدم الأستقرار يكون لصالح الفاسدين الذين سرقوا المليارات ولا زالوا خارج دائرة المحاسبة.
4-لا يتصور احد ان التقسيم يصب في مصلحة العراقيين ،ولأسباب عديدة وهي ان المجتمع العراقي متعدد الأثنيات والقوميات والأديان ومختلط في الجغرافية والديموغرافية ،لذلك لا يوجد طريق يعطي الحقوق للجميع بالعدالة المطلوبة الى بوحدة العراق ،لأن ثقافة المجتمع ليست بمستوى هذا الحدث ،ويمكن ان تدخل البلاد في حروب اهلية لا تنتهي والعراقي يعرف المخاطر التي سوف تأتي لا محالة.
5-ان التقسيم يعني تهجير الكرد من المركز الى الأقليم وتهجير العرب الى المركز اي تقسيم العوائل بين المركز والأقليم، اما المكونات الصغيرة والتي تتواجد في مناطق بين المركز والأقليم سوف تكون ساحة صراع بين الطرفين، وسوف تسحق تلك المكونات وسوف يحاول كل طرف استخدامهم لصالحه ،
6- ان الدول الأقليمية للعراق سوف تحاول التدخل في الأقليم وفي المركز وسوف تستخدم كل الوسائل مع الأطراف المتنازعة بما يخدم مصالحها ولن تكون عامل استقرار ابدا.
7-ان الموارد النفطية والمعادن والأثار والمياه سوف تكون عوامل لنشوب حروب مستقبلية تكون جميع اطراف الصراع خاسرة ولن تصل الى نتيجة ، وهذا يعني ان الصراع بين المركز والأقليم سوف يكون له تداعيات خطيرة يمكن للأذكياء التكهن بها منذ الأن.
8-ان ايقاف التداعيات المتوقعة من جراء الأستفتاء تقع على عاتق اصحاب القرار وعلى كل المخلصين من ابناء العراق وكذلك على عاتق الدول المؤثرة على المشهد العراقي وعلى الجميع تكثيف الجهود من اجل الوصول حلول يمنع الأنزلاق في الطريق المجهول.
وفي الختام نقول ان الواجب الوطني والأخلاقي يدعوا جميع المخلصين من السياسيين والمثقفين وأصحاب القرار الى المساهمة في ايقاف هذه التداعيات وايجاد الحلول السريعة قبل فوات الأوان لأن الأخطار حقيقية .
ونسال الله ان يرشد اصحاب القرار في حكومة المركز والأقليم الى الطريق الصحيح لكي نجنب الشعب العراقي والبلاد من الكوارث القادمة .
والله من وراء القصد.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!