مقالات دينية

التاريخ التقريبي لميلاد الرب يسوع

الكاتب: مسعود هرمز
التاريخ التقريبي لميلاد الرب يسوع
قصة ميلاد الرب يذكرها الأنجيل. “في متى 1 وكذلك في لوقا 2 “. هناك اختلافات بسيطة في سرد القصة بحسب رأي الكاتب والهامهِ وما سمعه. المصادر التي نحن بصددها تقول: كِلا الأنجيليين يتحدثان عن الرب يسوع وولادته المعجزة الغير تقليدية من مريم العذراء الغير متزوجة، وبهذا فأن أمنا مريم كان لها تدبير إلهي في الحدث الهام.
في القرنين الأول والثاني للميلاد كانت هناك حقيقة مُعتمدة في أنحاء اليهودية وعند الكُتاب الرومان بأن عندما تكون هناك أدلة مُقنعة وداعمة للرأي من العدو والصديق والمسيحيين في آنٍ واحد، فإن هذه الأدلة صحيحة وغير مشكوك فيها أبداً. وهذه الأدلة إعترف بها الكل في ذلك الوقت ولهذا لا يوجد أي شك في مصداقيتها. الأدلة يُؤكدها الجميع في الولادة المعجزة.
وهناك أدلة أخرى وهي بأن الغير متزوجة من رجل قبل أكثر من ألفي سنة كانت تواجه الموت المُحتّم بالرجم لأن الحمل جاء خارج إطار الزواج الشرعي بحسب القانون اليهودي آنذاك، وقد تم ق*ت*ل الكثير من النساء لفقدان عذريتهُنَّ، ولهذا فأن مار يوسف إحتفظ بالسر وحافظ على مريم خطيبته أمام القانون لأنقاذ حياتها قبل ميلاد الرب. وهنا نلاحظ أيضا معجزة أخرى تخص الولادة.
التاريخ الدقيق لولادة الرب غير واضح بصورة صريحة في الأنجيل، والسبب لأن يسوع يُعتبر تلك الشخصية التاريخية المُهمة المنتظرة، وتبقى النجمة التي رآها الملوك أو المذنب إحدى الأدوات الرئيسية الشاخصة في حسابات اليوم والتاريخ الذي وُلِد فيه الرب، وكذلك قصة الرعاة الساهرين في البرية، ولكن عندما يكتب العلماء يدرسون تاريخ وفاة الملك هيرودس الكبير الذي توفيّ في حوالي السنة الرابعة قبل تاريخ الميلاد المُعتمد حالياً، ويعتقدون بأن ولادة الرب يسوع حدثت بالفعل قبل سنة أو أقل من تاريخ وفاة هيرودس، والدليل على ذلك ما هو مكتوب في انجيل متى 2 : 1 بأن الرب يسوع وُلد في عهد هيرودس، وهناك أمور مهمة أخرى بأن الملك هيرودس قد أضطرب عند سماعه بخبر ولادة يسوع وعلى أثر ذلك جَمَع كل رؤساء الكهنة والشعب ومُعلمي الشريعة ليسألهم عن الحدث” متى 2 : 3 – 6 “. تؤكد لنا هذه الأحداث بأن الولادة تمت في عهد هيرودس وحُكْمهِ وبدون أي شك.
في قصة الرعاة نقرأ في لوقا 2 : 8 ما يلي:”وكان في تلك الناحية رعاة يبيتون في البرية، يتناوبون السهر في الليل على رعيتهم…..”. علماء اللاهوت يأخذون هذه القصة في تحديد وقت ولادة الرب التقريبي، لماذا؟ كما نعلم وحتى في أيام أجدادنا في نينوى مثلاً، كان الرعاة والفلاحين يأخذون المواشي الى المراعي الخصبة في الصيف ويقولون “نحن ذاهبين الى البرية” ويعيشون في أمكنة بعيدة عن قُراهم طلباً للرزق والمرعى الجيد ويبقون بعيدين عن الأهل فترة قد تصل الى ستة أشهر وعندما يشتد البرد في شهر تشرين الأول يعود كل فلاح الى بيته وسكناه، وفي تلك الأثناء وحفاظاً على مواشيهم كانوا يتناوبون في الحراسة ليلاً ونهاراً خوفاً من الذئاب الجائعة واللصوص. يقول العلماء بأن الرعاة الذين يذكرهم لوقا كانوا على هذه الشاكلة وإلا، لا يُمكن أبداً أن يكونوا ساهرين في العراء يوم 25 كانون الأول وقت البرد القارس والثلوج وهُم خارج البيوت ليسهروا من أجل المرعى الجيد لمواشيهم. الفترة التي يُحددها هؤلاء كأقصى حد هي نهاية شهر تشرين الأول ومن المُحتمل جداً بأن ولادة الرب قد تمّت في ذلك الوقت تقريباً عندما بشّرهم الملاك بالحدث. ولا ننسى بأن هناك رأي آخر بأن الولادة قد تمت في وقتٍ مُختلف والقصة طويلة ومصادرها كثيرة.
من سجلات الكنيسة في القرن الثاني الميلادي وعندما كانت الكنيسة تنمو بسرعة وتتوسع وتنتشر توجد توضيحات بأن الرب يسوع قد وُلِد في بيت لحم اليهودية التي تختلف عن بيت لحم الآخرى الموجودة شمال مدينة الجليل وهذا ما يُؤكده الأنجيلي لوقا بالقول”وصعد من الجليل من مدينة الناصرة الى اليهودية الى بيت لحم مدينة داود، لأنه كان من بيت داود وعشيرته”. وعلينا التمييز بين المدينتين وعدم الخلط بين الأسمين.
لقد تم بناء كنيسة المهد في المكان الذي وُلِد فيه يسوع وأصبحت الكنيسة علامة أبدية لحضور الرب في المذود هناك قبل أكثر من ألفي سنة، لقد جاء الإله الأبدي، يسوع السماوي، رئيس السلام والأب الدائم للبشر في تلك المدينة الصغيرة والمُهملة ولكنها أصبحت من أهم المدن في التاريخ الى الأبد وسوف تذكرها الأجيال لأن المُخلّص رأى النور فيها ومنها إنطلق نورهُ المُضيئ، ومع نور النجمة في السماء إتحدت السماء والأرض بمنطقٍ عجيب ليكون عمانوئيل (الله معنا) معنا فعلاً.
يتقدم لزيارة الملك الرضيع عدد من الحكماء أو الملوك أو المجوس، جاء هؤلاء من الشرق، بعض العلماء والمفسرين يقولون كانوا من بابل والبعض يقول كانوا من بلاد فارس، جاء هؤلاء ليسجدوا ويعبدوا الرب الرضيع في الأيام الأولى لولادته، هؤلاء الملوك قدّموا الطاعة والعرفان والهدايا للملك السماوي، ملك الملوك، هذا الملك الجديد الذي وُلِد من بين اليهود ليفرح به الشعب ولا يخاف كل مُنْ يُؤمن به. اليهودية كانت موجودة ولكن قدوم الملوك والزيارة لها مدلولات عظيمة جدا لأن الرب المولود يختلف كليا عن الملوك الآخرين والتدبير الإلهي قد أطلق صوتاً قوياً للبشرية بأن حدثاً سماوياً زلزل الأرض وتفكير سكانها. البعض يقول كان هناك ثلاثة ملوك مجوس عند الزيارة والبعض الآخر طبقاً الى التقليد الشرقي الكاثوليكي القديم يقول كان العدد 12 ملك وليس 3.
الخلاصة
كُل مَن يُؤمن بالرب يسوع عليه أن يتذكر بأن الوقت ليس بأهمية بقدر الحدث، فإذا كانت الولادة يوم 25 كانون الأول أو في أي يومٍ آخر من السنة فإن الولادة المعجزة لا يستطيع أحد إنكارها وكما جاء في البداية بأن الصديق والعدو والمسيحي شَهَد على صحتها ويبقى الرب له المجد الى الأبد مُخلِّصاً ومنقِذاً الى كُل مُن يُؤمن به. وكل عام وانتم بالف خير وسلام وميلاداً مُباركاً للجميع وسنة مملوءة سعادة وبركات سماوية نتمناها لكم، والطفل يسوع يحفظكم.
مسعود هرمز النوفلي
17/12/2011
المراجع التي إعتمدت عليها هي:
http://www.garvandwane.com/religion/jesusbirth.html
http://www.askelm.com/star/star006.htm
http://www.expositorysermonoutlines.com/misc/christmas.pdf..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!