مقالات دينية

تـــــــــأمـــــــــــل

الكاتب: ماري ايشوع
تــــــأمـــــــــــل

أتأملك ياامنا وأم ربنا والملاك واقف امامك يبشرك، يحدثك بما سيحدث معك بعد موافقتك، أسأل: هل خفتِ ام فرحتِ أم عشتِ معاً الأثنان، المهم عندك أن تعملي مشيئة من اختاركِ لتكونِ اماً لأبنه، من رأكِ طاهرة نقية متواضعة، من رأى فيكِ ما يستحق لتكوني أم أبنهِ الذي يخلص شعبه، سألتِ كيف يكون هذا؟ كيف لا وانتِ واثقة من طهارتكِ ومن عفتكِ، سألتِ ليس بسبب الشك بل لتفهمي، أتأملك وأبنك في حضنك تتأمليه تنظرين اليه بكل الحب والدهشة، لا اعلم أن كنت تعلمين أم لا أنه ربك، ماذا قلت في سركِ وبماذا شعرتِ والملوك  يسجدون لطفلكِ؟ كيف عشتِ مع طفل ليس من الأرضِ كيف معه تعاملت هل كنت تُعلميهِ ام هو كان سبب تعلمك، سبب صمتكِ وتأملكِ؟ كم اخذتِ منه وكم اخذ هو منك؟ نعم كيف تحملت دون أن تسألِ الآب السماوي عن مصير أبنه ومصيرك؟ كيف عشت كل السنين صامتة في قلبك كل ما ترين تحفظي  وبه تتأملي؟ قولي يا مريم أمي لنتعلم منك كيف تكون الطاعة حتى لو لم نفهم. كيف نسلم حياتنا لمن اختارنا، أتأملك ليل نهار تنظرين اليه وتخدميه بكل طاقتك، تهتمي به لينمو بالنعمة والحكمة والقامة، أتأملك تبذلين ذاتك من أجلهِ، نعم أسأل كيف صار وهو ابن الله مطيعاً لكِ ولخطيبكِ؟ وأنت يا يوسف ليس لك كلمة واحدة في الانجيل، ولكن أمانتك ووفاءك يتحدث عنك فكل ما سمعته من الملاك قمت به، كم انت بار ايها الرجل الصالح، هنيئاً لك لأن الآب السماوي اختارك مربياً لأبنهِ، هنيئاً لك لأنك رأيت أبن الله ينمو امام عينيك، آه كم أحبك ياطفل السماء وكم أحبكِ يا مريم أمي وكم أحبك يايوسف شفيعي، أنتم عائلتي الحقيقية، انتم قدوتي وقدوة كل العائلات،منكم أطلب أن لا تنسوا كل العوائل التي تعيش في الأرض.
يا من أنت منذ الازل وللأبد قد ولدت مرة واحدة في الكون قبل اكثر من 2000 عام ولكنك كل عام تولد في حياتنا لنكون للسماء، فأنت من السماء ونحن من الأرض، من أجلنا آتيت من بعيد لتكون قريب من كل واحد منا وكي لا نبقى في الأرض بل معك حيث انت، كل عام تولد في حياتنا لنترك شيئاً فشيئاً انساننا القديم ونلبس بركَ، فأنت تعرف ما نحتاجه لأنك مثلنا صرت يا ربنا وإلهنا كما صرخ توما حين اكتشف حقيقتك، نحتاجك أن تأتي وتملىء عالمنا وبيوتنا وقلوبنا بسلامك تعال لنحتفل ونتشارك بعيد ميلادك وميلادنا فنحن كل عام معك نولد من جديد معك يا اعجوبة الأرض وكل زمان، فكلما تأملتك ازداد اندهاشاً من محبتك ومن تواضعك، نعم كيف لا نفرح وانت احببتنا كل هذا الحب صرت طفلاً من أجلنا.
صلاة: يا طفل السماء شكرا لأنك جئت الى الأرض لتملئها بالمحبة والسلام، المحبة هي العطاء واكبر عطاء هو ما فعلته حين اعطيتنا ذاتك، ومثلك فعلت أمك حين لم تحتفظ بك لنفسها بل اعطتك لنا من كل قلبها، لهذا كل واحد منا يشعر انك ملكه لأنك هكذا تشعره بسبب محبتك له، وهكذا فعل يوسف حين نسى ذاته واهتم بك وبأمك. آمين

30-11-2014
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!