تاسيس الجيش ليس له صلة بالبعث

الكاتب: أسيت يلده خائي
 
تاسيس الجيش ليس له صلة بالبعث

 أسيت يلده خائي

جرى تأسيس الجيش العراقي وها نحن اليوم بذكر مرور ثمانية وثمانين عاماً على التأسيس الأول…..وبلا شك كانت هذه السنوات الطويلة حبلى بالأحداث والمتغيرات كما شهدت تحولات كبيرة وجذرية في مؤسسته وعقيدته وتوجهاته وهذه التدخلات الحكومية المختلفة تركت أثار سلبية في تشويه الآلية المؤسساتية للجيش…..!
ليس كل من يتذكر أو يحتفل بهذا اليوم العظيم يوم عيد الجيش العراقي هل يعني هو شخص من حزب البعث؟؟ طبعا لا. وخاصة لمن عاشوا تلك الفترات والسنوات والعقود المريرة الحزينة والمؤلمة والتي بذكراها نتذكر الرئيس المخلوع صدام حسين ‘ وتدور في أفكارنا الحرب الإيرانية العراقية والتي ما زالت نقطة سوداء لمعظم قلوب العراقيين وخاصة تلك العوائل التي فقدت أبناءها حيث البعض منهم مسجلا (مفقودا أو أسيرا أو شهيدا أو مصابا وإصابته تعيش معه ومع الكثير اللذين فقدوا عضوا من أعضاء جسمهم علينا أن نتذكرهم لأنهم ضحوا ودافعوا عن تراب الوطن ونزفوا بدمائهم على ترابه من أجل أن تنبت جذور أناس طيبين وأصلاء لوطنهم كي تكون هناك عملية تغيير في واقع المجتمع والأمة وتعليمهم نوايا طيبة ورغبة صادقة لخدمة المستقبل . باستشهادهم وتطوعهم في الجيش لإرادتهم القوية لتحسين الوضع الوطني والأمني والقضاء على ما فيه من السلبيات .
إذا علينا استقبال هذا اليوم بح*ما*س كبير وعظيم وتأييد مطلق بروح ثقافة عالية تعبرعن ما يهدف لوطننا ونؤمن به ونسعى إلى إشاعة الخير والازدهار والطمأنينة والعدالة بين المواطنين وتسمية الجيش بجيش الثورة من كل الجماهير من طراز عمليات الفذة التي لا يستطيع القيام بها الأحزاب ألحقه الثورية التي حركتها تجربة النظام الطويلة والصعبة ونزرع مناضلون يتحلون بالشجاعة والاستعداد العالي للتضحية بكل شيء من أجل الأهداف التي يناضلون في سبيلها ذات قيادة حكيمة متمرسة واسعة الأفق والإدراك تتوازن بين أهدافها وبين ظروف الموضوعية المحيطة بها والتذكير بأجدادنا بأنهم قاموا بعدة ثورات من أجل الوطن . لا نتذكر المناسبة بالمقابل نتذكر القائد لا فقط كلاهما ناضلوا من أجل الأمة والشعب لأن الكرسي يزول وقائده يزول أيضا فقط يبقى أسم الوطن ونعرف تماما كل الاستعمار أستهدف العراق بالذات وركزت بسبب طموحهم الأول والأخير .
 
إنهاك الجيش العراقي
الظواهر التي حصلت في العراق الجمهوري ولغاية الحرب العراقية الإيرانية تعطي انطباعا واضحا بان السياسة لم تحقق مصالحها إلا من خلال الجيش كما عملت على ضم الجيش لصالحها بعبارة أخرى إن السياسة الحاكمة صيرت الجيش بوليسا يحميها ويحافظ على وجودها.وبعد ذلك سرعان مازجت به في حرب من أطول الحروب النظامية المعاصرة وهي الحرب العراقية _الإيرانية بين العامين 1980_  1988
هذه الحرب أنهكت الجيش العراقي وخلفت أثارا كبيرة وتداعيات كبيرة سرعان ما تطورت سلبياً بدخول الكويت وما تلاه من حرب مدمرة ((حرب الخليج الثانية))وادخال العراق بحصار شامل ضمن عقوبات دولية مفروضة من الأمم المتحدة..الحصار الاقتصادي وتصاعد البني الشخصية الحزينة.
لن أطول من سطوري لأن الكل يعرف ما حل بالعراق وشعب العراق والفساد والجوع والتفتيت والتفرقة حتى سقوط نظام البعث علينا عدم التفكير أو إذا قلنا عيد الجيش نتذكر أو نربطه بحزب البعث والكثير في  أحديثهم يقولون هذا جيشنا مرتبط بالبعث وهذا خطأ فادح بحق الجيش لآنه الجيش تأسس في بداية القرن الماضي وكانت على شاكلة وزارة أنطيت رئاستها بنقيب أشرف بغداد (عبد الرحمن الكيلاني)ومن ثم جري تنصيب الأمير فيصل بن الحسين نجل الشريف حسين ليصبح ملكا للعراق في العام 1921
ومؤسسات المملكة العراقية الرسمية لم تكن منعدمة بطبيعة الحال حتى سقوط الويلات العراقية في أيدي البريطانيين أبان الحرب العالمية الأولى ..وضع البريطانيون أنشئها العثمانيون في العراق وقاموا بصناعة مؤسسات بديلة حضارية وفق الطراز الإداري البريطاني آنذاك ،،ومع  تشكيل الوزارة النقيبية الأولى في أب 1920 جرى إدخال العراقيين لأول مرة ضمن الهياكل الإدارية الجديدة ومن ضمنها الجيش العراقي وفي تموز من نفس العام جرى إعلان تشكيل اول فوج في الجيش العراقي …وتحت اسم فوج الإمام موسى الكاظم وقد اعتبرت الخدمة في الجيش تطوعية وليست إلزامية وكان نواة ضباط الجيش العراقي الأول من الضباط العثمانيين المحاربين ضمن الثورة عام 1916 مع الأمير فيصل  في سوريا  يعني كل هذه القرون  لم يكن للعراق جيش او أمر كي يتبعوا خطواتهم بصورة صحيحة طبعا لالا.
 ..