بين جمى ربتكي ومجلس محافظة بغداد / تجاوزات مباركة من قبل السلطات أنا مُعتدى عليه و أُريد حلاً

الكاتب: جلال برنو
بين جمى ربتكي ومجلس محافظة بغداد / تجاوزات مباركة من قبل السلطات
أنا مُعتدى عليه و أُريد حلاً

بقلم: جلال برنو
jbarno56@hotmail.com

الخبر الأول :

 ساناي منصور / بغداد/ موقع زهريرا

جرت الجلسة الاولى لاجتماع مجلس محافظة بغداد يوم السبت 15 حزيران الجاري لتشكيل الحكومة المحلية واختيار محافظ بغداد، وقال السيد مازن رزوقي ممثل شعبنا الكلداني السرياني الاشوري (الكوتا المسيحية) في مجلس محافظة بغداد لموقع زوعا اورغ
“تفاجئنا بعد اجراء القسم القانوني لأعضاء مجلس محافظة بغداد بوجود اتفاق مسبق بين بعض الكتل السياسية والتي بلغ عددها 31 والتي تمثل النصف زائدا عضو واحد، بتقسيم كل المناصب فيما بينها وتهميش النصف الاخر والذي يتكون من 26 مقعدا في بغداد”.
واضاف رزوقي: ” جرى تهميش شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في الجلسة، حيث كان قد عقد اتفاق مسبق بين بعض الكتل السياسية في المجلس لحسم اختيار الحكومة المحلية في محافظة بغداد بدون علمنا نحن كممثلين للمسيحيين في المجلس، وعدم تمثيلنا في احد هذه المناصب، وسيتم تهميشنا ايضا في اللجان المنبثقة عن المجلس لأنها موزعة فيما بينهم مسبقا”.

الخبر الثاني :
 
عنكاوا كوم- خاص-  نهلة
افادت مصادرنا الخاصة من منطقة نهلة قيام مجموعة من الأشخاص المسلحين يستقلون سيارات شخصية من نوع ” لاندكَروزر وبيكاب ” بينها سيارة تحمل رقم حكومي حوالي الساعة 7:00 من مساء امس الخميس بالهجوم على ابناء قرية ” جمى ربتكي ” أحدى قرى أبناء شعبنا التابعة لمنطقة نهلة في دهوك

وتحت عنوان خبر ” راعي كنيسة كوردية يطالب … ”  نقتبس ما يلي :

وقامت مجموعة مسلحة بقيادة عميد عسكري، مستخدمة سيارات دفع رباعي قبل أيام، بإطلاق الرصاص على أبناء شعبنا في قرية “جمى ربتكي” التابعة لمنطقة نهلة في دهوك مساء يوم الخميس الماضي، أسفرت عن إصابة  مختار القرية وأحد أبنائها بجروح

عزيزي القاريء ، صدق من قال أن التاريخ علم ، وليس مجرد شيء من الماضي …
أرجو أن تتمعن بالخبرين ، فالأول جاء من بغداد عاصمة العراق الديموقراطي وعلى مرأى ومسمع دولة القانون ، والثاني جاءنا من كوردستان الأمان و التآخي ووتحت مرأى ومسمع أعضاء وقيادة  الحزب الديموقراطي والبيشمركَة ، وكلاهما يتجاوازان ولو بطريقة مختلفة .

فبغداد والموصل ومدن الوسط والجنوب يتعمدون التهميش والأقصاء في كل مؤسسة  أومجلس وتبوؤ المناصب … وفي مناطقنا في الشمال يتعمدون   الأهمال في الخدمات والكل يحد مخالبه ويتربص بتللك المساحات الصغيرة التي بقي لنا بعد سقوط امبراطورياتنا . فمسألة التجاوز على الأراضي المملوكة من قبل ابناء أمتنا باتت مسألة معتادة ومتكررة في مناطق عدة حتى أن أخبار التغيير الديموغرافي أصبحت غير مثيرة واعتادية ، فكانت مسألة الأبراج في عنكاوا والأستيلاء على أراض تابعة لآهالي قرية كورى كَافانا ( قرية شهيد كوردستان المناضل هرمز ملك جكو ) والتجاوزات التي حصلت في برطلة وتوزيع أراضي القوشية  لغير أهالي القوش وحرق محلات ” المشروبات في زاخو ودهوك وغيرها من الأماكن التابعة لأبناء أمتنا .

تُرى أين يكمن الخلل في معالجة هذهِ الأعتداءات المتكررة وعلى امتداد الوطن العراقي ؟
هل هو ضعف في الأداء السياسي لأحزابنا وممثلينا في حكومتي المركز والأقليم أم هو بسبب وصول الأحزاب الدينية الأسلامية الى السلطة ووجود أشخاص متشددين لا زالوا ينظرون الى المسيحي بانهُ نصراني ذمي وأحيانأً ” نجس ” أو فليحي في المناطق العربية و ” فَلا ” وأحياناً ” فلا بيس ” بمعنى نصراني نجس في المناطق الكوردية وربما بنظر كلاهما فأن المسيحي لا يتساوى مع المسلم ومن غير المستبعد أن يفتي أحد شيوخهم بأن دم النصراني وماله ونساءهُ حلال للمسلم !

سبق وأن قلنا أن التارخ علم والعبرة ليست بسرد القصص والأحداث لأزمنة خلت وانما العبرة في دراسة تلك الأحداث من حيث أسبابها و الظروف التى أدت الى وقوع الحدث ومن ثم تحليل النتائج … التارخ يحفز أفكارنا ويدفعنا الى اتخاذ الحيطة والحذر وتجنب الوقوع في ذات الأخطاء في الحاضر والمستقبل .

عزيزي القاريء ، لا يخفى على أحد أن تاريخ أمتنا مرير جداً ولن ابالغ اذا قلت أنه أكثر مرارة من تاريخ الأرمن  الذي يستذكرهُ العالم الغربي قي الوقت الذي لم ينتبه الى تاريخنا معظم السياسيون في الغرب …

من خلال دراسة الوضع القائم في منطقة الشرق الأوسط نرى بكل وضوح بروز التيار الديني وبالأخص الأسلام السياسي ويبدو أن امريكا والغرب يدفعان بهِ الى سدة الحكم وهم عل عجل ، وهذا حدث في أيامنا ( شُفنا وما حدا قال لنا ) فها هي تونس الخضراء ، تونس قبلة السواح ، ومصر الحضارة ، أمست أهراماتها في خطر وربما يؤول مصيرها الى ذات المصير الذي آلت اليه تماثيل بوذا في  أفغانستان طالبان …

نحن ” الأقلية ” نحن المسيحيين المسالمين ، من الصعب جداً أن نقوى على تغيير سياسة أمريكا والغرب ولا يجدينا نفعاً اذا اعتمدنا عليهم لأنهُ لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ! لقد خاننا الأنكَليز أيام الملكية. بعد سقوط نظام البعث في 2003 ، ق*ت*ل الأرهابيون أبناءنا وفجروا كنائسنا بوجود الأمريكان ولم نلمس أي شكل من أشكال الحماية والى يوم رحيلهم وعلى مدي كل تلك السنين العجاف لم يكن لديهم أية خطة أو ممارسة فعلية  لحماية الأقليات !

كذلك لا أرى أنه من الأنصاف أن نلقي كل اللوم على سياسيينا وممثيلينا … لأنهُ على الأرجح يكون من الصعب أن يتعاملوا مع سياسيون غير ناضجون وذوي توجهات دينية وجٌلّهم لا يؤمن بالديموقراطية والدولة العلمانية والقانون المدني ، وهنا يحضرني قول محمود المشهداني رئيس البرلمان سابقاً ” أي قانون يتعارض مع القرآن أضربهُ بالقندرة ” وطبعاً أمثالهُ كثر في العراق الجديد .

اذاً ليس أمامنا سوى خيار الوحدة والتكاتف والعمل كل بامكانياتهِ ومن موقعهِ  ، ولا بد لنا أن ننسى الخلافات وحالة التشرذم وحرب التسميات  ، والذي يعيش في داخل العراق مطلوب منه أن يعمل بهمة أكثر ومشاركة في العمل السياسي ، بالرغم من أن بقاءهُ وتشبثهُ بأرض الأجداد يُعد بمثابة نضال قاسِ ورصيد معتبر من وجهة نظر قومية . والذي يعيش في المهاجر يمكنهُ أن يلعب دوراً ولا يلعب دور المتفرج فقط ، نحن وبمساعدة أبناءنا نستطيع أن نشكل لوبي سياسي أو مؤسسات قد تساهم في خدمة أمتنا كالتعريف بحضارتنا وانتماءنا القومي والمشاركة في الأحزاب والتواصل مع البرلمانيين واستغلال جميع القوانين والمواثيق الت تتعلق بحماية الأقليات عسى ان نجد طريقنا الى المحافل الدولية كهيئة الأمم المتحدة نطلب منهم الحماية أو عل الأقل ندفعهم باتجاه تعزيز القوانين والمواثيق الخاصة بحقوق الأقليات وحقوق الأنسان واصدار قوانين جديدة  تلزم السياسيين وصناع القرار في العراق وغير العراق  باحترام حقوق الأقليات الأثنية والدينية في العالم وبالأخص في البلدان ذات الأغلبية المسلمة     My Best Regards/ J. Barno
 ..