بماذا تفكر؟ وماذا تستطيع أن تقول أو تكتب أو تفعل؟
بماذا تفكر؟ وماذا تستطيع أن تقول أو تكتب أو تفعل؟
ضياء المياح
هل تستطيع فعل ما تقوى على كتابته أو قوله أو التفكير به؟ وهل تسطيع أن تكتب كل ما تفكر به؟ وهل تستطيع أن تقول ما تقتنع أو ما تفكر به؟ يبدو أن الأمر ليس سهلا! وإن هناك صعوبة قد تكون بالغة!! فهل الأمر يخصك وحدك لتقرر ما تفعل أو ما تكتب أو حتى ما تفكر به، أم انه يخص البيئة التي تعيشها وما يحيطك من أشخاص؟
قد تتطور الأسئلة ومكامن الاستفهام لنقول إن الأمر لا يقف عند شخصك والشخوص المحيطين بك، إذ أنه يشمل كامل النظام الإجتماعي والإقتصادي والسلوكي والسياسي الذي تعيشه، فهل مسموح لك أن تقول ما يمكنك قوله؟ وهل هذا النظام يسمح لك أن تكتب ما تفكر فيه سواء اتفقت معه أم لم تتفق؟ كل الجوانب يمكنك تناولها، وابتعد عن السياسة لان من يديرها أناس لا يسمحون لك ولغيرك أن تقول ما تريد أو ما تفكر به إن لم تتفق مع ما يريدون.
يمكنك أن تقول ما تشاء وأن تكتب ما تشاء في الدول الديمقراطية أو الدول الغربية ذات الصبغة الديمقراطية، لكن في أنظمتنا الشرقية والعربية منها على وجه الخصوص، كل شيء محدود لك ومحسوب عليك من قبل أفراد ومؤسسات قد لا تكون عامة او حكومية ولكنها ذات مصلحة أو ضرر بما تكتب أو تقول، بل وحتى بما تفكر به!
دع عنك ما يسمى بالديمقراطية، فهي مجرد كذبة في الأنظمة الشرقية. ما تقوله أو ما تكتبه في ظل هذه الأنظمة محدود ومحسوب من قبل أخرين، أما أفكارك فهي ملك لك بشرط أن لا تخرجها من رأسك. بإمكانك أن تعلنها للقريبين منك وبحذر انت تقدره، لأنها قد تخالف النظام وعندها تكون قد تجاوزت الخطوط الحمراء أو غُصت في الدهاليز العميقة التي لا يُسمح لك ولغيرك ولوجها!!
لكن ماذا تفعل بأفكارك إن لم تترجمها قولا او فعلا أو كتابة؟ هل تبقى حبيسة لديك، تتداولها مع نفسك أو مع القلائل من المقربين إليك الذي يشبهون صوتك وفكرك؟ وعليك أن تستمر في استخدام رمزية الكتابة لتعبر عن أفكارك الممنوعة. قد لا تكون أرائك سياسية ولكنها إجتماعية لها صلة مباشرة بأحاسيس الناس وهنا ستكون سياسية غير مباشرة. قد لا تكون أفكارك سياسية ولكنها إقتصادية أو إدارية أو سلوكية وجميع هذه النواحي صورا مختلفة للسياسة، فماذا انت فاعل؟
الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.