مقالات

وللربط الأنبوبي حكاية مثيرة

يعد العراق الدولة الثانية في أولويات منظمة أوبك من حيث الإنتاج. . تبلغ صادراته في المتوسط 3.3 مليون برميل يوميا، منها نصف مليون برميل تُنقل يوميا بخط الأنابيب العراقي التركي من حقول إقليم كردستان، لكنها صادرات غير قانونية بنظر السلطات الاتحادية العراقية. .
يمثل النفط 90 % من الدخل الوطني للعراق. من هنا جاءت مطالبات الحكومة العراقية بحصر جميع صادرات النفط، وإدارة تلك الموارد بالمركز. .
وقد بدأ العراق في عام 2014 بإجراءات التحكيم الدولي مع تركيا المجاورة لدى غرفة التجارة الدولية في باريس، وذلك على خلفية قيام أنقرة بتصدير نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان لفترة طويلة بدون موافقة السلطات الاتحادية في بغداد. فجاء قرار هيئة التحكيم لصالح بغداد. وألزم فيه تركيا بدفع تعويضات للدولة العراقية عن الصادرات غير المصرح بها بين عامي 2014 و 2018، وقاد ذلك أنقرة لوقف واردات النفط من كردستان العراق في 25 مارس من عام 2022 بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة وألحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية التركية. .
شيء آخر. . أبرمت بغداد في أعقاب قرار التحكيم اتفاقا مع سلطات الإقليم لتسوية بعض النقاط الخلافية، ووضع آلية تصدير تشرف عليها الحكومة الاتحادية على الرغم من وجود الكثير من المسائل العالقة. وبات من المتوقع استئناف التصدير من الإقليم في غضون الأيام القليلة القادمة. .
في هذا السياق. ذكرت مصادر تركية أنه بمجرد تشغيل خط الأنابيب العراقي-التركي، سيكون من الممكن توريد 500 ألف برميل من النفط يومياً إلى الأسواق العالمية. علماً أنها تشحن كميات كبيرة من الغاز إلى أوروبا من خلال خط أنابيب الغاز الطبيعي عبر الأناضول (تاناب) TANAP, الذي عن طريقه يتدفق الغاز إلى المجر وبلغاريا ورومانيا ومولدوفا عبر الربط بخط أنابيب غرب البلقان، وهذا يعني ان تركيا أصبحت مركزاً لتوزيع الغاز الطبيعي. وتركز الآن على الاستثمارات في النفط والغاز والطاقة المتجددة. .
ختاما: لابد ان نبين للقارئ الكريم ان اصطلاح (TANAP) مشتق من الاحرف الاولى لمشروع (Trans Anatolian Natural Gas pipeline)، وهو خط أنبوبي لنقل الغاز عبر الأناضول. يتدفق عن طريقه غاز أذربيجان عبر جورجيا وتركيا إلى الأسواق الأوروبية. يقدم لنا هذا المشروع صورة واضحة عن حجم التفاعل بين البلدان في تفعيل مشاريع النقل العابر في ضوء ما يسمى (المصير الدولي المشترك). ولكل دولة شأنها ورؤيتها المستقبلية بموجب دراسات الجدوى التي يفترض ان تُناط بالخبراء الحقيقيين. .

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!