الحوار الهاديء

المسيحيون في الشرق امام مفترق طرق

الكاتب: قيصر السناطي
قيصر السناطي: المسيحيون في الشرق امام مفترق طرق
 
لقد قدم المسيحيون في الشرق تضحيات كبيرة خلال التأريخ بعد ان كانوا الأغلبية السكانية قبل مجيء الأسلام ، حيث ان المسيحيين هم اصل الحضارات القديمة وهم السكان الأصلاء في الشرق دخلوا المسيحية عن طريق الرسل الذين قدموا من فلسطين يبشرون بأسم المسيح  وما ان جاء الأسلام حتى اجبر الأكثرية المسيحية على دخول الأسلام او مواجهة الق*ت*ل او دفع الجزية وهكذا مع الوقت تحول المسيحيون الى اقلية داخل اوطانهم وواجهوا الظلم والأضطهاد من قبل الحكام خلال اكثر1400 وكانت وتيرة الأضطهادات في صعود ونزول حسب مزاج الحاكم ، و ظل المسيحيون امام خياريين اما تحمل الظلم على مضض او التحول الى الأسلام مجبرين ، فتحول القسم الأكبر الى الأسلام خوفا على حياتهم وما تبقى  ظلوا يعيشون مواطنين من الدرجة الثالثة  ولم يتركوا وطنهم حتى بعد المجازر الكبيرة عند مجيء الأسلام ومجازر الدولة العثمانية بحق الأرمن والكلدان والأشورين والسريان وبقية المسيحيين في عام1915 الذين كانوا ضمن الأمبراطورية العثمانية بالأضافة الى مجازر اخرى .
 ولكونهم مسيحيون فكان الأسلام ينظر اليهم على انهم متعاطفون مع مسيحيوا الغرب بالرغم من اخلاصهم للوطن والتفاعل مع الأغلبية المسلمة من اجل مصلحة بلدانهم لذلك تناقص عدد المسيحيين في الوقت الراهن  بسبب الهجرة بعد  ان يأسوا من اصلاح المجتمع الأسلامي من التعصب الديني الذي كان السبب الرئيسي لتلك الأضطهادات وما يزال ، فما تقوم به التيارات المتطرفة حاليا ليس سوى ذلك التعصب المؤيد بنص ديني في الكتب الأسلامية وهو ما تقوم به د*اع*ش وأخواتها حاليا حيث  كتبوا على بيوت المسيحيين المهجرين التي استولوا عليها (من املاك الدولة الأسلامية )، بالأضافة الى جرائم الق*ت*ل والأغتصاب بحق غير المسلمين من المسيحيين والأزيدية في المناطق التي سيطرعليها تنظيم د*اع*ش .لذلك اصبح المسيحيون امام مفترق طرق اما ترك اوطانهم والهجرة الى المجهول والى اوطان بديلة تحفظ  حقوقهم وكرامتهم او تحمل الظلم والتفرقة على امل ان تستقر هذه البلدان وتأتي انظمة تحمي جميع المواطنين دون اي تفرقة لأسباب دينية او عرقية ، وهذا لن يكون سهلا في ظل الأرهاب الذي يضرب المنطقة وفي ظل وقوف المرجعيات الدينية متفرجة وعاجزة في تعديل اي نص ديني في الكتب الأسلامية بما يتناسب مع العدالة وحقوق الأنسان  بالأضافة الى ثقافة  المجتمع التي تشبع بأفكار التسلط والتفرقة  والتمييز عن طريق الكتب المنابر الدينية ،وهذا الوضع سوف يستمر الى اجل ما حتى يضطر رجال الدين والسياسين الى تنقيح الكتب وتعديلها بما يتناسب مع الحاضر الذي يدعوا الى حرية المعتقد والى العدالة والمساوات بين ابناء الشعب الواحد . وحتى يأتي ذلك اليوم يكون المكون المسيحي حائرا مشتتا  في اختيار احد الأمرين لأن احلاهم هو مر ، لأن ترك الوطن يعني ضياع وطن وتأريخ وحضارة  وثقافة والبقاء يعني تقديم المزيد من التضحيات وتحمل المعانات التي لا تنتهي لذلك نقول ليكون الله في عون المسيحيين ،والأقليات الأخرى . وليس لنا الا ان نقول لتكن مشيئتك يا رب….

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!