مقالات دينية

ܥܹܐܕܐ ܕܸܢܚܵܐ عيد الدنح .. عماد الرب يسوع

ܥܹܐܕܐ ܕܸܢܚܵܐ عيد الدنح .. عماد الرب يسوع

بقلم / وردا إسحاق قلّو

ܥܹܐܕܐ ܕܸܢܚܵܐ عيد الدنح .. عماد الرب يسوع

صوت يصرخ ويقول ( أعدوا في البريةِ طريق الرب ، وأقيموا طريقاً مستقيماً لإلهنا )

 ” أش 3″40 “

  تحتفل الكنائس الرسولية كل عام بعيد عماد الرب يسوع على يد يوحنا المعمدان في مياه نهر الأردن القريبة من بيت عنيا ” غير بيت عنيا قرية لعازر وأختيه ”  ( يو 28:1 ) . فالكنيسة الكاثوليكية تحتفل بهذا العيد يوم 6 كانون الثاني من كل عام ، وتسمي هذا العيد بعيد الدنح . وكنائس أخرى تسميه ( عيد الغطاس ) لأن عماد المسيح تم بتغطيسه أو تغويصه في مياه نهر الأردن ، والذي يرمز إلى موته وقيامته ، ليصبح كل من يتعمد خليقة جديدة ( 2 كو 15:5 و غل 15:6 ) .

   أبتدأ التعميد منذ يوم العنصرة ففي العظة الأولى للرسول بطرس ، قال ( توبوا ، وليعتمد كل منكم بأسم يسوع المسيح لغفران خطاياكم ، فتنالون موهبة الروح القدس ) ” أع 38:2 ” . أما عن الأطفال الذين لم يقترفوا خطيئة ، يحتاجون أيضاً إلى المعمودية لأنهم ولدوا بطبيعة بشرية ساقطة وملطخة بالخطيئة الأصلية الموروثة من الأبوين فلا يجوز منعهم من العماد لهذا نجد إثباتات واضحة منذ القرن الثاني بأن المعمودية مُنِحَت للأطفال أيضاً عندما كان الرسل والتلاميذ يعمدون جميع أفراد العائلة ( طالع أع 15:16 ، 33 ،8:18 ، 1 كو 16:1 ) .

 كان يوحنا يعمد كل المعترفين بخطاياهم أولاً قبل التغطيس ، لكن يسوع لم يكن له خطيئة ليعترف بها ، فعندما علم يوحنا بذلك جعل يمانعه فيقول ( أنا أحتاج إلى الإعتماد عن يدك ، او أنت تأتي إليَّ ؟ فأجابه يسوع : دعني الآن وما أريد … ) ” مت 14:3-15 ” . بعد خروج يسوع من الماء فأنفتحت السموات فرأى يوحنا الروح القدس يهبط كأنه حمامة وينزل على يسوع ، كما سمع صوت الآب يقول ( هذا هو ابني الحبيب الذي رضيت ) ” مت 3: 16-17 ” . لكن هذه الحقيقة لن تعلن للشعب لكي لا يعلم بحقيقة تجسد المسيح ، كما لم يشأ يسوع إعلانها لكي يتمم نشر رسالته أولاً ، لكن الأبليس عدو الخير كان يكشف للعالم حقيقة المسيح ، وهو الذي أعترف أولاً بأنه المسيح . فبعد العماد صعد يسوع إلى جبل التجربة لكي يجربه الشيطان في اليوم الأخير من الصوم عندما كان يسوع يتحمل ثقل الجوع والعطش ، وبعد ذلك بدأ بكشف حقيقة يسوع ، فقال ( ما لنا ولك يا أبن الله ؟ ) ” مت 29:8″ .

نزول الروح القدس على يسوع يوم عماده تنبأ به أشعياء النبي ، قال ( .. وضعت روحي عليه ليسوس الأمم بالعدل ) ” 1:42 “

  هناك طقوس خاصة للإحتفال بهذا العيد ، والكاهن يرفع صلوات خاصة لتقديس الماء . وبعد القداس الإلهي توزع على المؤمنين الحاضرين  . إنه يوم عظيم حضر فيه الثالوث الأقدس لأول مرة على الأرض . كما حضر بعد ذلك في يوم التجلي على الجبل .

 المعمودية هي السر الأول في الكنيسة ، وهي البوابة الوحيدة التي يدخل من خلالها المؤمن إلى الأسرار الأخرى ، أنه سر الولادة الجديدة بالماء والروح

  تعمد يسوع في نهر الأردن ليفجر ينبوع المعمودية لكل المؤمنين ليولد كل من يعمد ولادة جديدة من الماء والروح ليصبح إنساناً جديداً يستطيع الدخول إلى ملكوت الله ( يو 5:3 ) . وبالمعمودية تغفر جميع الخطايا ويدخل المعمد في سر الله ، بل يندمج مع جسد المسيح الذي هو كنيسته المقدسة ليصبح عضواً فيها لأنه نال سمة روحية لا تمحى  ، بل يصبح أبناً لله بالتبني ، وشريكاص في الطبيعة الإلهية . فلا يجوز تكرار المعمودية ، لأن لكل الكنائس ( إله واحد وإنجيل واحد ومعمودية واحدة ) .

 المعمودية تتم بطريقتين ، الأولى بالتغطيس الكامل في الماء ، أو صب الماء على رأسهِ ، مع إستدعاء الروح القدس ، الآب والإبن والروح القدس .

وكل عيد الدنح وأنتم بخير

التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 ”  

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!