اوراق الخريف (القسم الثاني)

قال المسيح :-ماذا ينفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه .
وضع المسيح في هذا القول معادلة حتمية مصيرية لكل انسان هي معادلة الربح والخسارة …واية خسارة او اي ربح ..انها خسارة ابدية او ربح ابدي …
نضعها كالاتي :-ربح العالم كله يساوي خسارة النفس …وربح النفس يساوي خسارة العالم كله …يالها من معادلة الهية منطقية ومصيرية لكل البشر….
هذا العالم وما فيه خلق للانسان لكي يتمتع به ويلبي احتياجاته المادية الزمنية في هذه الحياة ويعطي له ديمومة طالما يعيش فيه ،كل ما هو حواليه مباح له للاستخدام لخير الجسد …هواء…ماء…تربة… وغذاء… بكل ما تحتوي هذه العناصر من مواد مفيدة للجسد …لكن كل هذه المواهب المجانية رغم اهميتها انها مادية لا تنفع نفس الانسان لانها زائلة وفانية لامحال…كلها لا تلبي الا حاجات الجسد الذي هو بدوره زائل وفاني …
النفس تختلف تماما عن الجسد ،النفس ماهية الانسان وغاية الانسان في وجوده …خلقها الله على صورته واعطى لها سمة الخلود والابدية ..احبها …بذل ذاته لاجلها …واعطى لها قيمة عظيمة وهي مشاركة الخالق في الحياة الابدية …هل هناك اعظم من هذا ؟ بهذا التمييز كف الاهمية يتأرجح لها لانها ابدية وليس للجسد لانه زائل وفاني ونقول مثلما قال الرب خسارتها هي الطامة الكبرى للانسان …
سؤال لماذا نخسرها ؟وكيف نخسرها ؟ اسئلة في غاية الاهمية نريد الجواب ..
ادرج مثلا بسيطا ..وهب شخص ما هدية جدا ثمينة لك دون مقابل ومجانا وقال هذه لك تمتع بها طول عمرك واستخدمها طالما انت في الحياة ومتى ما لا استطيع ان تحتفظ بها انذاك ترجع لي وانا اضعها في مخزني مع باقي الممتلكات … ياترى ماذا يكون موقفك منه ؟هل تقبل ؟ ام ترفض ؟ واذا قبلت ماذا تفعل ؟…
هل تلعب بها على هواك ؟ او تحطمها وتكسرها وترميها في النفايات ؟ام تحافظ عليها وتستخدمها لصالحك ؟
هذا هو الحال بالنسبة للنفس …
الخالق وهب النفس تلك الدرة الروحية الثمينة مجانا للانسان ….واراد منا بعد ان لا نستطيع الحفاظ عليها مع الجسد ان ترجع له باحسن حال …اي لا تكون ملطخة بخطايانا واثامنا ومعاصينا التي نقترفها في هذا العالم ..
للنظر ما يجري امامنا في هذا العالم ؟الانسان اصبح الوحش الكاسر للانسان امام الرب ..يق*ت*ل ..يسرق..يزني …يكذب..يخدع..يجدف..يحلف باطلا ..ويخالف كل وصايا الله …فيحدث الشر في كل مكان الجوع …الفقر..الطمع…الاحتكار…الابتزاز ..الظلم ..وغيرذلك ….
المال اصبح اليوم في عالمنا اله …مالكم الهكم …الكل يركض وراء المال …ويقترف جرائم بسبب المال ..انظر الفيم في مجتمعنا .. من يحب من ؟ من يحترم من..؟من يساعد من ..ومن يقدر ان ينصح من ؟ زاغت عقول الناس وراء الشر واصبحت تحسب الشر خيرا لهم والخير شرا لهم ثم قلبت موازين الله رأسا على عقب ،ما امر به الله اصبح خطًا بالنسبة لهم وبدأوا يخالفونها ويعملون تماما عكسها فاصبح الرجل امراة والامرأة رجلا …وكثيرا من هذه المتناقضات والفضائح التي تفسد الانسان .
هكذا ايضا لهذه الاسباب تغيب روح المحبة ،روح الرحمة ، روح المساعدة ، روح التسامح ،روح التألف ،روح العطف ،على الاخرين والشعور باحتياجاتهم … والرجوع الى احضان المسيح الذي وهب لنا نعمة الحياة …لنحب الاخرين كما احبنا …
اذن عوض كل هذه الفضائل نذهب وراء هذا العالم ووراء ملذاته واغراءاته الدنيوية الزائلة و نطمس نفسنا في وحل الخطايا الى الابد …
لا ننسى واكرر اننا سنرحل غدا او بعد غد كاوراق الخريف ولنتذكر ان هذه الحياة منحت لنا للحفاظ على تلك النفس الغالية على قلب الرب وهذه تجربتنا اننا اليوم في امتحان عسير امام الرب اما ان نربح انفسنا ونخسر العالم او نخسر انفسنا ونربح العالم …لماذا لا نكون ضمن من قال لهم المسيح. :-تعالوا يا مباركي ابي ..ارثروا ملكوت ابي التي اعدت لكم منذ انشاء العالم …

Exit mobile version