آراء متنوعة

انسحاب التحالف الدولي من العراق وأستعداد د*اع*ش للعودة

 

هناك العديد من التساؤلات التي تطرح عن مدى إستعداد واشنطن للخروج من العراق،وهل هي جادة فعلاً في الخروج كلياً بعد انتهاء مهمتها القتالية في العراق ففي عام 2021 أعلن الرئيس الامريكي “جو بايدن” عن إنتهاء مهمة القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية،ولكنه في نفس الوقت ترك 2500 جندي أمريكي في العراق و900 جندي في سوريا وذلك بحجة إبقاء تهديد د*اع*ش تحت السيطرة،والآن وبعد ذهاب المبرر الذي من أجله تبقى هذه القوات يعمل البيت الابيض بالتعاون مع الحكومة العراقية على إنهاء مهمة هذه القوات عبر جدول زمني متفق عليه بين الجانبين، الامر الذي يجعل حكومة بايدن تعلن النصر على د*اع*ش وانه انهى حرباً طويلة مع الار*ها*ب بعد اعلانه الاول بالنصر في أفغانستان.

بالرغم من الاجراءات التي تقوم بها الحكومة الامريكية والعراقية في إنهاء تواجد القوات الدولية وتحول التعاون بين العراق وبين العالم الى تعاون اقتصادي، وكذلك رغبة بايدن في إنهاء مهمة جنوده واعلان أنجاز مهمته في العراق،الا ان الحقيقة أن هذه المهمة لم تكتمل وما زالت هناك الكثير من المهام التي تبرر بقاء هذه القوات او تاجي اعلان الانسحاب،عبر إثار الازمات والتلويح بد*اع*ش وهذا ما يتحدث به بعض القيادات العسكرية في الشرق الاوسط “ان عصابات د*اع*ش ما زالت تشكل تهديداً مباشراً للأمن في العراق” خصوصاً بالتزامن مع الانتخابات الامريكية المرتقبة التي يشارك في المنافسة فيها الرئيس السابق “دونالد ترامب” ما يعني أن الاوضاع ربما ذاهبة الى التأزم أكثر .

بالرغم من أن المسؤولون العسكريون الامريكيون والعراقيون ومنذ شهور يتفاوضون على أتفاق انسحاب التحالف الدولي من العراق،واعلان هذا الانسحاب رسمياً،والذي ربما سيكون خلال عامين، الا ان من السابق لأوانه معرفة او الوقوف على جدية هذه القوات في الخروج فعلياً من العراق، خصوصاً من المبررات التي يقدمه القادة العسكريين في احتمالية عودة عصابات د*اع*ش وتهديدها للأمن في الشرق الاوسط،واعتمادها على التقارير التي نشرتها صحيفة وول ستريت والتي تؤكد أعلان د*اع*ش عن مسؤوليته عن 153 هجوماً في العراق وسوريا هذا العام لوحده، وكذلك في إيران وروسيا،في حين أن الاخبار تتحدث وعلى لسان المتحدث الرسمي بأسم الخارجية الامريكية “أن واشنطن لا تتفاوض على الانسحاب قواتها من العراق بل على الانتقال الى ترتيب امني ثنائي “،وان الاتفاقية الامنية بين العراق وأمريكا قد لا تتضمن الانسحاب من العراق بل الى إعادة ترتيبها في العراق وسوريا.

أن انسحاب القوات الامريكية من العراق امر غاية في الاهمية، كونه يجعل القوات العراقية على المحك في قدرتها على الصمود وحماية حدوده، ولكن في نفس الوقت علينا الاستفادة من قدرات المجتمع الدولي في تدريب القوات الامنية العراقية بمختلف صنوفها،وإبقاء علاقاتها مرنة وفي كل  الجوانب لان العراق واقع تحت التهديد المباشر دائماً وأبداً.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!