مقالات دينية

انتظرت لقاءك ياربي

انتظرت لقاءك يا ربي
أراك ربي حولي كل حين
لأن نفسي وروحي تبتكران إليك نصف الليل
في نصف الليل ألهج في تسبيحك
ألقاك في القربان متحدا بك
فأنت في قلبي بين كل قداس وآخر
ولكن نفسي تشتاق إليك أيضا
أنتظر صوم الفصح كالعطشان إلى نهر ماء بارد
يُبَردُ حرارة العالم واللهو في أرجائه
في الصوم لا أرى سواك مني قريب
عن يميني أُبصر القوة بنعمتك
وعن يساري أذكر أنك صنعتني وجبلتني
أمامي أراك تنير طريقي في سبل البر
وخلفي أراك تحميني من سهام الشرير وأعوانه
نظرتك ربي إلها أعبد
لا من الخوف تضطرب نفسي بل أشعر براحة واطمئنان
لقد رآك أشعيا النبي أذيالك تملأ الهيكل
لكني أراك بقلبي محبا يرحم ويتراءف
أنتظر الصوم الكبير لأتفرس في علو مجدك الأقدس
فتتيه نفسي في بحر حب لا ينطفئ
أيها الرب القابض على نفسي الشقية
إن نفسي تتوق وترنو إليك
أنت تعرف حبي لك منذ صغري
ولو أني أخجل من خطاياي الكثيرة
لكن محبتك تحميني
بالآثام حُبل بي
وبالخطايا ولدتني أمي
لكني أحمل خطاياي كلها
ملقيا إياها تحت الصليب
فأنا واثق برحمتك ومحبتك وغفرانك
مهما كثرت خطاياي
محبتك تستر هذه الكثرة بل وتزيد
أنتظر الصوم لألقاك
لقاء الفرح برضوانك علي
قلبي التعس يتهلل شوقا لرؤية مجدك
فمجدك أزلي لا ينتهي
فإن عندك هو ينبوع الحياة
ومجاري أنهار رحمتك لا تنتهي
فاعضدني بحبك ولا تتغافل عن صوت تضرعي الذي أرفعه إليك
فلا سند لي في هذه الحياة إلا أنت
ومنذ طفولتي اخترتك دون سواك
لترعاني وتسلك معي في طريق الحياة
أولادي علمتهم الاحتماء بك
ليسلكوا في طريقك كما يجب أن يسلكوا
أحببتك من ملء القلب
فشعرت بحبك يدفئ أوصالي
ويشددني رغم ضعفي
لأجل هذا انتظرتك
لألقاك لقاء العائد التائب
فقدس رغبتي للقائك
لأسبح أبدا وأمجد ملكك
ملكك سرمدي باق
لهذا انتظرت لقاءك
فراحة نفسي في بيتك
وعيناي تبصران سماء قدسك
فاقبل يا رب تضرع قلبي
ولا تشح بوجهك عن تضرعي
لن أسألك ما تريد
لأنك تعرف سؤل قلبي
فقدسني بجملتي لأكون نقيا حين أراك فيمتلئ قلبي وفمي من تسبيحك أبدا
آمين

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!