الحوار الهاديء

حان الوقت الآن لتتعظ الأحزاب والحركات الاشورية من دروس الماضي وتقتدي بالدرس القومي الكلداني .

حان الوقت الآن لتتعظ الاحزاب والحركات الاشورية من دروس الماضي وتقتدي بالدرس القومي الكلداني .
سأستهل مقالي هذا بمقولة لغبطة البطريرك مار لويس ساكو الكلي الطوبى عندما قال : (الناس يحتاجون الى لغة بسيطة، قادرة على نقل البلاغ الديني) .
أما أنا فأستعيرُ النص بصيغة اخرى : (الاشوريون يحتاجون الى لغة بسيطة قادرة على نقل البلاغ الكلداني ).
كتب في موقع عنكاوا الكاتب القومي الاشوري ابرم شبيرا مقالاً لغاية في نفسه !!!! تحت عنوان (ألا حان الوقت لتتعظ التنظيمات الكدانية بدروس الماضي؟)
اذا مارجعنا الى المقال موضوع النقاش، نجده مكرراً وموجهاً لمؤسسات معينة تقض مضجع الكاتب على ما يبدو ، وهي الصرح البطريركي الكلداني والرابطة الكلدانية .
ابرم شبيرا لم يأتِ بموضوعٍ للمناقشة او برأيٍ سديد ، او مقنعٍ او طرحٍ لمعالجة مشكلة وانما جاء بسردٍ تاريخي (حكواتي) غير حيادي فيه سيل من الاتهامات والادعاءات والتناقضات المفضوحة والمغالطات المكشوفة وطرح مواضيع بطريقة نرجسية وانتقائية تمثل وجهة نظر طرف واحد ، وان بطل هذه المسرحية كاتب المقال .
التنظير او لنقل الطرح المكرر الذي خرج به الكاتب هذه المرة يبدو انه نتيجةً للربيع الكلداني الذي طال موسمُه وفاح عطرُهُ ، ومازاد من طول مقالته هو الالتفاف و التقارب الكبير بين الكلدان كشعب ومؤسسات مدنية واحزاب من جانب وكنيستهم الكلدانية وبطريركها الكاردينال مار لويس ساكو الكلي الطوبى من حانب اخر
لنعُدْ الى الكلدان ، هذه القومية العريقة الضاربة في عمق التاريخ ، يريد الكاتب ان يجردها من شعبها بتأييده ما يقال (ان كلدان اليوم ليسوا كلدان الأمس) !!!، ويقول في مكان اخر (القسم الكلداني من شعبنا) !!!، يبدو انه فقد السيطرة على فكره فيخلط الامور بحيث لا يعرف بماذا يصف الكلدان !!!!! ويبدو ايضاً انه يعمل في مختبر اختصاص اعراق الشعوب ويميز كل جنس عن الاخر .
ومضى الكاتب يقول : على التنظيمات الكلدانية ان تتعظ بتجارب الماضي !!! ( ماهذا الحرص الشديد) ، ( ومن فضلك اكتب لنا وانت الكاتب القومي الاشوري عن ماثركم ونجاحاتكم ودروسكم المفيده في المجال القومي الاشوري ) !!!!! ( سوف ناتي الى اخفاقاتكم لاحقاً ) وساق امثلة سمجة حقاً ، نعم تجاربنا نعرفها وتقاربنا الحالي كفيل بالظهور متوحدين وهذا ما نعمل عليه ، والدور والباقي على تنظيماتكم !!!!! ، ام ان القشة تحجب الرؤية !! ام انه التعصب ؟
ولكون الكاتب قومي اشوري ومنظر متحيز ،نقول له : هل نسيت التهجم الكبير على الكلدان ، من خلال الكراس السيء الصيت ( الكلدان قومية ام مذهب) الذي حرره ماتسمى ( نخبة من الاشوريين ) في العام 1991 ، وفي باكورة انتاج زوعا الاعلامي، وكيف تجرأ هؤلاء الصبية المراهقون سياسياً بوصف الكلدان بالمذهب!!! ، هل يوجد عاقل يصف شعب عريق عظيم مثل الشعب الكلداني او الامة الكلدانية بالمذهب !!!! الم يكن الاجدر ان يقولوا ( الاشوريين النساطرة مثلاً) ، لماذا هذا الخطاب الفوقاني غير المبرر وغير العلمي ، هل قراءت يوماً لكاتب كلداني قدير تطرق بتهكم الى الاخطاء التاريخية التي تسببت بها المراجع الدينية الاشورية بدءً من توريث الكنيسة وحصول الحركة التصحيحية العظيمة بقيادة شهيد الاتحاد مار يوحنان سولاقا 1553، وكيف اوقفت مهزلة التوريث في قيادة الكنيسة لتصل الى صبي لم يتجاوز الثانية عشر من عمره من العائلة الباصيدية !!!! هل تكلمنا يوما عن الانشقاق الذي حصل عام 1964 ، وتوج بتقسيم الكنيسة الاشورية الى اثنتين بسبب الاختلاف على التقويم (التقويم الكريكوري والتقويم اليولياني ) ، وسوف اتغاضى عن تدخلات ( سرما خانم ) اخت البطريرك شمعون وكيف غيرت اسم الكنيسة الشرقية النسطورية الى كنيسة المشرق الاشورية بطلبها من البطريرك دنخا الرابع وحصل لها ذلك في (17-10-1976) ,( اذا كان البيت من زجاج يجب الحذر من رمي الحجر) .
ويتسعُ المجال لذكر محاولات حاضرة الفاتيكان ( التي اتهمها الكاتب وسماها بالقوى الخارجية ) للتقارب بينها وبين الكنيسة الاشورية ، منها دعوة رجال الدين الاشوريين لحضور المجمع الفاتيكاني الثاني 1962–1965 بصفة مراقب واجلسوا في الصف الاول في باحة المؤتمر ، والتوقيع الذي حصل عام 1994 والعام 1996 بين البطريرك دنخا الرابع والبابا القديس مار يوحنا بولس الثاني في روما والثاني مع المثلث الرحمات البطريرك روفائيل بيداويد في امريكا ، وهل ينسى العالم المسيحي في العراق دعوات غبطة البطريرك مار لويس ساكو المتكررة للجلوس الى حوار واشهرها عندما اعلن استعداده للتنحي عن منصبه قبل الجلوس الى حوار لانتخاب بطريرك على كنيسة المشرق وكان ذلك في 25/06/2015 تحت عنوان (وحدة كنيسة المشرق) .
اين انتم يا اشوريون ،؟لماذا لا تخاطبون كنيستكم بشقيها ؟
واما على الصعيد القومي فالرابطة الكلدانية العالمية تبنت مشروعاً للجلوس على مائدة مستديرة لتشكيل وحدة سياسية تضم كل احزاب مكونات شعبنا وكان اخر نداء لها في 21/06/2020 تحت عنوان (هل سيهُبُّ المسيحيون لاجتماعٍ يناقشُ اوضاعَهم ؟). وذهبت كلها ادراج الرياح ، ومازالت تكرر ذلك دائما في بياناتها عن مشروع الوحدة القومي . هل تعلمون ان هذه المواقف هى للشجعان فقط ، وياتي ابرم شبيرا من تحت رماد الاخفاقات القومية الاشورية ويذر برماده في عيون العارفين بالتاريخ ويتمادى على امة عريقة شامخة كالامة الكلدانية .
ويحك يا رجل ان بيتك مهشم كارتوني كيف تتجرأ على رمي صرح الكلدان العالي بالحجر ؟
ولنسال الكاتب : من يعمل ضمن المنظومة السياسية العراقية منذ سقوط النظام نيسان/2003 , اليس السياسي الاشوري !!! النائب والوزير والسكرتير والدكتاتور الذي لا يقارعه احد ، اليس هو من نصّب ابن اخته وزيراً بعد ان حنث بالعهد امام رفاقه ؟ اليس هو سكرتير حركة فيها المنشقون عنها اكثر من كوادرها الحاليين؟ اليس هو من حول حركته الى حركة متقوقعة بدون حركة ، ومازال متشبثاً بقيادتها؟ انه مثال بسيط على فشلكم السياسي القومي المعاصر ، واذا كنتم تدعون انكم وحدويون اعطني نموذجاً او برنامجاً او نداءاً او تصريحاً قومياً او كنسياً اشورياً يدعو للوحدة ؟
ان التقارب بين الفكر القومي الكلداني والكنيسة الكلدانية نابع من التوأمة التاريخية لهذا الشعب وكنيسته وهذا وسام شرف ، مع ان كنيستنا الكلدانية رائدة وعظيمة في عملها الايماني الرسولي ولكنها ايضا واعية لما يجري من احداث لغياب باقي الكنائس في القيام بدورها ، وحديثكم عن الفوقانية وتبادل المراكز بين الكنيسة واتهامها بتبني الدور القومي هو شيء من العبث .
نحن الكلدان نفتخر اليوم اننا نعيش ربيعاً كلدانياً ، ونفتخر اننا نطالب بان يكون اسمنا مستقلاً لاننا لم نتلقى يوماً استجابة بالرغم من كل دعواتنا للجلوس معاً والحوار سواء كانت دعوات البطريرك مار لويس ساكو او دعوات الرابطة الكلدانية ، فاذا كنت تتصور ان الاشوريين خارج قوس ونحن الكلدان ضمن قوس او ضمن الاسم المركب فهذا الطرح ولّى و الى الابد ، نحن كلدان فقط ، انتم ما شانكم ؟؟؟؟؟؟ ام تريدوننا كلداناً على مقاساتكم !!!.

واما مقارنتك الفجة بيننا والعرب بالرغم من الخطأ الذي وقعت فيه لعدم احترامك وتقديرك للاختلاف الفكري والتاريخي بين الشعبين فانها محاولة غير موفقة تاتي نتيجة لحالة غير صحية يصاب بها الكُتاب المتطرفين غالباً .
الكاتب القومي شبيرا يقول:
ان الكلدان في فقر قومي سياسي !!! كنت اتمنى على شبيرا ان يكتب لنا ولو سطر واحد عن الغنى القومي الاشوري منذ سقوط الامبراطورية الاشورية 612 ق . م والى يومنا هذا !!!!!؟ ، كم حزب وحركة واتحاد ومنظمة اشورية تتوزع في اصقاع العالم ؟ هل عندكم خطاب قومي موحد ؟ هل عندكم تجمع موحد ؟ انتم من تعانون من غياب سياسي وفقر قومي مدقع بعد ان فشلت كل تنظيماتكم وعلى راسها الحركة الاشورية ، وحتى الاحزاب الحديثة التي تاسست بعد انشقاق كوادرها من زوعا .
نحن الكلدان اغنياء فكراً وعملاً ووجوداً ، نحن اغنياء بمؤسساتنا الكلدانية في العالم كله واخص تجربتنا الرائدة في ديترويت .
واما موضوع التسمية الثلاثية ، فرفضها من المنطق والواقع ، واقتبس ما قاله العلامة الاب البير ابونا ( إن ما أرفضه رفضًا قاطعـًا هي هذه التسمية المثلثة (كلدان – سريان – آشوريون) التي بها يحاولون التعبير عن قوميتهم، وهم بذلك إنما يعبّرون عن خلافاتهم في هذا الاختلاف الفاضح. ومتى كانت القومية مثلثة؟)
انتهى الاقتباس
لذلك نرفض التسمية القطارية التي لا تعبر عن قوميتنا ، وليست التسمية الثلاثية غير الواقعية والعبثية وحدها تجعلنا نطالب الحكومة الاتحادية والاقليم بان ينفرد الاسم الكلداني وحده ساطعاً ، ولكن النتائج السلبية للعمل المستمر مع العقل المتعصب الرافض للاخر وللحوار ، ووجود هكذا كُتاب قوميين متطرفين جعل اصرارنا هذا مطلباً اساسياً جماهيرياً لفصل الغث عن السمين ، كوننا كلدان وسنبقى كلدان شاء من شاء وآبى من آبى ، وسوف لا نكون ضمن اطار يحدده كائن من يكون الا شعبنا ومؤسساتنا القومية ، كوننا نؤمن بان هذا الاسلوب سوف يعيد الامور الى طبيعتها وسوف ياتي يوم ويجلس المتطرف والمتعالي الى مائدة النقاش والبحث والخروج بمشروع وحدوي ويكون للكلدان الكلمة الحسم وهذا ما يلوح به التاريخ القريب .
ملاحظة جديرة بالذكر : المقدمة الورديه ( العسليه) التي ساقها ابرم شبيرا في بداية مقاله ، مع الاسف لن تنطلي علينا بعد ان دسها في السم.

سلام مرقس
باريس 03/07/2021

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!