مقالات

الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة الدار البيضاء – سطات تدافع عن حق السكان في الحصول على الماء

عن المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لجهة الدار البيضاء سطات صدر بيان للراي العام حاملا لتاريخ 2024/01/24.
في مستهله، تقول الجمعية إن ساكنة البيضاء والنواحي تلقت بقلق واستغراب القرار العاملي رقم 90 الصادر عن والي جهة الدار البيضاء سطات، عامل عمالة الدار البيضاء بتاريخ 23 يناير 2024، والقاضي باتخاد عدة تدابير وإجراءات على حساب المواطنين الفقراء ضمانا لما أسماه ترشيد المياه نظرا للخصاص المهول لهذه المادة الحيوية بالجهة، موعزا ذلك اساسا لأسباب طبيعية تتعلق بالجفاف الذي عرفه المغرب في السنوات الاخيرة.
تتحفظ الجمعية على هذا المبرر لأن هناك مسببات أخرى خطيرة، حقيقية وواقعية ومن صنع الإنسان تم ويتم التغاضي عنها. وقد سبق واكدها المختصون والخبراء في المجال، واشتكي منها المواطنون والمواطنات، ولفتت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مركزا وفروعا مند سنين الانتباه إلى الاتجاه إلى تسريع وتيرة ندرتها، ودقت ناقوس الخطر بشأن استغلالها البشع واستنزافها باعتبارها المادة الأساسية والحيوية للطبيعة والإنسان، وطالبت بالحد من ذلك والوقوف على مسبباته الفعلية.
لكل ذلك، تحمل الجمعية الدولة المسؤولية في ما قد يؤول اليه الوضع في حالة عدم التدخل الناجع والمدروس، إلا أنها ووجهت بالأذان الصماء.
كما سبق للمكتب الجهوي من خلال بياناته أن نبه إلى النقص الحاد أو انعدام المياه بجل جهات البلاد خصوصا خلال الخمس سنوات الأخيرة الماضية، وجفاف منابعها، واستنزاف الفرشة المائية مشيرة ألى الأسباب العديدة المسؤولة عن ذلك، منها ما هو مرتبط بالطبيعة كالجفاف، ومنها ماهو مرتبط باقتصاد الريع ونظام الامتيازات الممنوحة لكبار الإقطاعيين من الفلاحين على حساب معاناة المواطنين والمواطنات الكادحين والكادحات.
واليوم، تواصل الجمعية، وبعد هذا الاعتراف الرسمي بخطورة الوضع، تعري ظاهرة ندرة المياه زيف وفشل السياسات اللاشعبية واللاوطنية للدولة في مجال السياسة المائية التي لهفت الملايير من الدراهم، وخاصة سياسة بناء السدود والسدود التلية، الأمر الذي انعكس سلبا وقهرا على عموم المواطنين والمواطنات بمختلف الجهات، وخاصة بجهة الدار البيضاء سطات، حيث وبعد ان شرعت شركة التدبير المفوض لقطاع الماء في قطع هذه المادة الحيوية على ساكنة أكبر تجمع سكني في المغرب، وهي مدينة الدار البيضاء منذ 2022/11/30، أصبح عموم المواطنين مهددين اليوم، وخاصة الفئات الفقيرة والهشة، بالحرمان حتى من النظافة الشخصية بإغلاق الحمامات، لنصف الأسبوع، مع أن فئات الشعب الفقيرة المحرومة من مقومات السكن اللائق والعيش الكريم، تجد في الحمامات البديل للاستحمام في غياب حمامات خاصة بمساكنهم مما يجعل الاستحمام متعدرا، خصوصا بالفصول الباردة.
لكل ما سبق، يعلن المكتب الجهوي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بجهة الدار البيضاء – سطات تضامنه المطلق واللامشروط مع عموم المواطنين والمواطنات الكادحين والكادحات، بالحواضر كما بالقرى، المتضررين من ندرة وانعدام المياه. ويدين إدانة مطلقة السياسات الفاشلة للدولة منذ عقود في المجال المائي، ومحاولة تصريف فشلها على حساب المواطنين.
كما يدين الاستغلال البشع للمياه ومنابعها من طرف مقالع الحجارة والحصي والقار التي استنزفت الفرشة المائية ومنابع العيون والأودية.
بالمثل، يدين إدانة مطلقة سياسة تحويل البرك المائية إلى ضيعات إسمنتية عبر ملئها بالحجارة والأثربة خلافا للقوانين الجاري بها العمل في تواطؤ مكشوف مع السلطات ووكالات الأحواض المائية ومافيا العقار.
كما تشجب الجمعية إدخال مجموعة من المنتوجات الزراعية الدخيلة والتي تستنزف كميات كبيرة من الماء وخاصة الصهيونية منها، منددة يفشل سياسات الدولة في مجال تصفية المياه العادمة وتحلية مياه البحر للاسعمالات المنزلية والفندقية في سقي الحدائق وملاعب الكولف والمسابح عوض استعمال المياه الصالحة للشرب.
وتطالب الدولة المغربية بضرورة اتخاذ خطوات حاسمة لتوفير المياه للمواطنين والمواطنات بمختلف مدن الجهة، وبضرورة وضع حد للاستغلال البشع للمياه ومنابعها من طرف كبار الإقطاعيين على حساب الفلاحين والكادحين.
هذا، وتطالب الجمعية بضرورة وضع حد للمزروعات الدخيلة والتي تستنزف كميات كبيرة من الماء، وبضرورة فتح تحقيقات عاجلة بخصوص قطع منابع العيون والآبار، واستنزاف الفرشة المائية من طرف أصحاب المقالع وقطع الطريق عن إقتصاد الريع ونظام الامتيازات، مع عدم التساهل في محاسبة المسؤولين عن تدمير البرك المائية كإحدى أهم منابع المياه، وخاصة وكالة الحوض المائي لأبي رقراق.
وفي الأخير، تؤكد الجمعية عزمها على خوض كافة الأشكال النضالية رفقة جميع المتضررين والمتضررات حتى تمكينهم من حقهم في الماء.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!