الله لم يدعنا للزنى والنجاسة بل للقداسة

الكاتب: وردااسحاق
الله لم يدعنا للزنى والنجاسة بل للقداسة
( أما الزاني بأمرأة فعديم العقل … ضرباً وخزياً يجد وعاره لا يمحى )  ” أم 33:6 ”
في الأنسان شهوات حسية تقوده الى الوصول الى رغبات شاذة لا يحق له ممارساتها تدفعه الى أستخدام القوة وأقتراف ج#ريم*ة كسر الوصايا الألهية والى ممارسة الظلم والعن*ف من أجل أمتلاك شىء لا يعود له بل لغيره بسبب الطمع اللامشروع فقد يتورط في ج#ريم*ة الق*ت*ل أو السرقة أو ممارسة الجنس خارج حدود قوانين الله . الجنس بحد ذاته أله ينافس الله ، وهو نوع من عبادة الأصنام والذي يسمى بالزنى ، وخطيئته مميتة ذكرها الله في قوانين شريعته ( خر 14:20 ) لهذا شدد الرب يسوع على هذا الموضوع أكثر من الشريعة فحذر الأنسان من السير في هذا الطريق وقبل الشروع بالخطوة الأولى ، فقال في عظة الجبل ( سمعتم أنه قيل لا تزن …) أما أنا فأقول لكم (أن كل من نظر الى أمرأة حتى يشتهيها ، فقد زنى بها في قلبه ) ” مت 5: 27 – 28 ” .
الله خلق في الأنسان ضمير ، ومنحه كرامة وجعله على صورته ومثاله . فمن خلال الضمير يكشف الأنسان ناموساً سماوياً محفوراً في قلبه وأن كان وثنياً لم يسمع بوجود الله ، فيشعر بأنه ملزم بطاعة ذلك الناموس ، وصوت ذلك الضمير يدعوه الى حب الخير وتجنب الشر . فالضمير هو المركز الأشد عمقاً وسرية في الأنسان ، والهيكل الذي ينفرد فيه الى الله الحقيقي لا الى الإله الذي يعبده . ومن خلاله يسمع صوت خالقه . فالضمير الأخلاقي هو حكم صادر عن عقل الأنسان ، ومن خلاله يعرف رسوم شريعة الله ويعمل بها بسبب إستقامة ضميره الأخلاقي .
الله بارك سر الزواج ، قائلاً ( يترك الرجل أباه وأمه ويلزم أمرأته فيصيران كلاكهما جسداً واحداً ) ” تك 24:2 ” ومن هذا الأتحاد تتناسل كل الأجيال البشرية . هكذا أعاد يسوع الخلق في العهد الجديد الى صفاء أصوله ، ودعى الأنسان الى الطهارة وذلك بوحدة الرجل مع إمرأته في كيان جسدي وروحي ، هكذا يخلق بين الأثنين الحب المتبادل والكامل وغير محدود في الزمن  ، فتبرز النقاوة في حياتهما . وهذه العلاقة مبنية على نقاوة الضمير أولاً قبل الألتزام بالعقائد الأيمانية . فيبتعد من الأساءة الى الآخر ويكبح لَذّاتِه الجنسية الشاذة كالفسق والأباحية والفجور والبغاء والأختصاب واللواط وكل أنواع الشذوذ الجنسي . فالجنس الطاهر يكمن في الحب الحقيقي بين الرجل والمرأة . وفي الزواج المقدس تصير العلاقة الجسدية الحميمة بين الزوجين دلالةً على الأتحاد الروحي وعربوناً له . وروابط الزواج بين المسيحيين المؤمنين يكون سراً مرتبطاً بعهدٍ مقدس . فبالأتصال الجنسي بينهما تتحقق غاية الزواج والحب ، ولا يمكن فصل هذين المدلولين أو القيمتين في الزواج دون تشويه حياة الزوجين الروحية فيتعرف مستقبل الأسرة الى خطر . وهكذا فمقتضيات الحب الزوجي ترتكز على الأمانة والخصب .
اليوم أبناء العالم ومنهم الكثير من المسيحيين لا يسلكون بإستقامة الضمير وبتعليمات الأنجيل المقدس ، بل حادوا من الوصايا ، علماً بأن الرسول بولس حذرنا من العالم الحاضر الشرير ( غل 14:12) . بسبب الزنى والشذوذ الجنسي كان هلاك سدوم وعمورة . وهكذا هلك الله 24 ألف من بني أسرائيل لأنهم زنوا مع بنات موآب ( عد 19:25) وبسبب تعلق شمشون الجبار بأمرأة أجنبية قُلِعَت عيناه ( قض 16: 16-21) وداود الملك زنى مع جارته بتشبع ، أما سليمان الحكيم فتزوج من الأجنبيات الوثنيات . وهكذا عاش العالم قبل المسيحية حياة الزنى ، لهذا حذر الرب المعتنقين للمسيحية لكي يمتنعوا من الذبائح المقدمة للأصنام ومن الدم والمخنوق وأرتكاب الزنى ( أع 20:15) . أما بولس فقال عن الزنى ( لأن الزناة وعبدة الأوثان والفاسقون والمأبونون ومضاجعوا الذكور لا يرثون ملكوت الله ) لهذا يقول ( أهربوا من الزنى ! فكل خطيئةٍ يرتكبها الأنسان هي خارجة عن جسدهِ . وأما من يرتكب الزنى . فهو يسىء الى جسده الخاص . أما تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الساكن فيكم والذي هو لكم من الله ، وأنكم أنتم لستم مُلكاً لأنفسكُم ؟ ) ” 1 قو 6 :18-19 ” بسبب الزنى والنجاسة والطمع وعبادة الأوثان يأتي غضب الله على أبناء المعصية . لهذا يجب أن نبتعد ونفترق من الزناة ، ولا نخالطهم ولا نأكل معهم ( 1قو 5: 9-13) لأن الله سيعاقب الذين يتغمسون في خطايا الدعارة والزنى ( عب 4:13)
في هذا العصر هناك حُمّى وجنون الى الجنس تفشى بين الناس . السلطات للأسف تُقَنن الزنى ، ولا توجد عقوبة للفاعلين بحجة أن الأنسان حر في حياته لهذا نجد الشباب لا يفكرون بأختيار شريكة حياتهم بل صديقة لممارسة الجنس وقضاء الوقت معها . بل هناك من يعتبر الذين يعيشون حياة العفة والزواج الكنسي نوع من التخلف ومن رجعية الماضي . لهذا قل الأنجاب فبدأت الكثير من دول الغرب بقبول جنسيات أخرى وأن كانت من أعدائها لكي يسد حاجة البلد الى البشر دون أن يحسبوا نتائج المستقبل بسبب الأفكار والمعتقدات التي تحملها تلك الجاليات .
الحكومات تشجع أعمال الزنى والنجاسة لهذا برزت أعلانات تجارية وقنوات فضائية أباحية وأفلام ومجلات وأقراص  تحمل الكثير لخدمة الجنس المنحرف فتجذف الشباب لمشاهدتها وممارسة الشذوذ بطرق مبتكرة فكثرت الأنحرافات الجنسية التي يعيشها المراهقون والمتزوجون أيضاً . علماً بأن المتزوجون أمرهم الله بأن يحافظوا على قداسة زواجهم وطهارة مضجعهم ( عب 7: 3-5) وذلك لكي تبقى العلاقة الجسدية بين الرجل وأمرأته على وفاق ، وأن لا يسلب أحدهم الآخر ( 1 قو 7: 3-5) وان المتزوج يهتم كيف يرضي أمرأته ( 1 قو 7: 32) لأن جسد الرجل هو ملك إمرأته وبالعكس . هكذا يحفظ المؤمن المتزوج كرامته وجسده من الخطأ . فعلى المسيحي أن لا يعاشر الخطاة ولا يجلس في مجلس المستهزئين ولا يقف مع الخطاة لأن المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة ( 1قو 33:15) . وهكذا نتذكر قصة لوط الساكن في وسط سدوم فكان يعذب يوماً فيوماً نفسه البارة بالأفعال الأثيمة وحياة الدعارة التي كانوا يعيشونها ( 2 بط 7:2)
نختم المقال بأقوال سليمان الحكيم الذي قال ( لحفظك من المرأة الشريرة ، من ملق لسان الأجنبية . لا تشتهي جمالها بقلبك . ولا تأخذك بهدبها ، لأنه بسبب أمرأة زانية يفتقر المرء الى رغيف خبز ، والزانية المتزوجة تقتنص بأشراكها النفس الكريمة . أيأخذ إنسان ناراً في حضنه ولا يحترق ثيابه ؟ أو يمشي على جمرٍ ولا تكوي رجلاه ؟ هكذا كل من يدخل على أمرأة صاحبه . كل من يمسها لا يكون بريئاً ) ” أم 6: 24- 29″ .
نطلب من الرب أن لا يهلك أناس بل يدعوهم الى التوبةِ والخلاص .
بقلم
وردا أسحاق عيسى
وندزر – كندا  
    ..