الكنيسة القبطية تودع قداسة البابا شنودة الثالث الى أحضان الخالق

الكاتب: وردااسحاق
الكنيسة القبطية تودع قداسة البابا شنودة الثالث الى أحضان الخالقودعت الكنيسة الأرثودكسية القبطية قداسة البابا شنودة الى أحضان السماء لتلتحق روحه الطاهرة مع القديسين وذلك في يوم السبت الموافق 17-3-2012 عن عمر ناهز 89 سنة . البابا شنودة الغني عن التعريف والغني جداً بمواقفه وتعليمه وسيرته اللامعة . لعب دوراً كبيراً في قيادة الكنيسة القبطية في أخطر الظروف ونجح في وأد جميع الفتن والمؤامرات التي نسجت من قبل الأشرار ضد الكنيسة في مصر وضد شعبها القبطي المسالم . كانت اسلحة البابا الراحل التي كان يستخدمها هي الصلاة والحكمة ، فكان يهدىْ شعبه وقت الظلم لكي يقولوا للرب ( لتكن مشيئتك ) .كان البابا شنودة الثالث قائداً دينياً بأمتياز ورمزاُ وطنياً حكيماً ومواطناً صالحاً وأميناً ، فحضيَ أحتراماً كبيراً من الجميع لأنه كان وطنياً طاهراً أكثر من الجميع وأشتهر في مقولته التي هي درساً لكل شعب مصر وهي : ( مصر ليست وطناً نعيش فيه بل مصر تعيش فينا )الف أكثر من 140كتاباً ، وأكثر من الف عظة لمدة ستة وثلاثون سنة فقط . ويتردد أنه يدون يومياته باستمرار إضافة إلي إصداره لذلك الكم الهائل من الكتب تتضمن تجاربه وخبراته منها «كلمة منفعة» الذي يقدم فيه أقوالا حكيمة و«انطلاق الروح» الذي نشر فيه قصائده ومقالاته وتجاربه الروحية الأولي وكتاب «خبرات في الحياة» من جزءين والذي قدم فيه طريقة قراءة لبعض الأمور والمواقف و«بدع حديثة» الذي انتقد فيه بعض الشخصيات وأفكارها، إضافة إلي عدد كبير من الحوارات الصحفية والتليفزيونية التي أجراها البابا عند خروجه من الدير فضلاً عن هرم من المقالات التي كتبها قبل الرسامة وبعدها. كان شعلة متقدة من النشاط رغم كبر سنه ، كانت آخر وصية طبيبه له بعد عودته الأخيرة الى مصر من أميركا ، بأن يتخلى من أعطاء المحاضرات لتدهور حالته الصحية .وأخيراً نقول بأن كنيسة الرب عامة والقبطية المصرية خاصةً خسرت قديساً كان يعيش مع الأحياء ، كان يخدم الكنيسة بكل طاقته وكأنه في مطلع شبابه لأن روحه الطاهرة كانت تقاوم مكائد الشر بكل قوة ويخدم كنيسته وأبنائها بكل أخلاص ليقبله الرب يسوع في مساكن القديسين ولتكن صلواته و شفاعته لنا جميعاً .بقلموردا أسحاق عيسىونزرد – كندا وهذه هي سيرته الذاتية :قداسة البابا شنودة الثالث  البابا شنودة الثالث (وُلِد باسم نظير جيد روفائيل)(3 أغسطس 1923 – 17 مارس 2012 )، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، وهو البابا رقم 117. كان أول أسقف للتعليم المسيحي قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 – 1942) ومكاريوس الثالث (1942 – 1944) ويوساب الثاني (1946 – 1956) وهو من الكتاب أيضا إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التي يشغلها، وهو ينشر في جريدة الأهرام الحكومية المصرية بصورة منتظمة.التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947.وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للتاريخ.حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ في نفس الكلية في نفس الوقت.كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير في مجلة مدارس الآحد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة.كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادما في مدارس الآحد. ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيشكان نظير جيد (اسمه الحقيقى) كان خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالباً بمدارس الأحد ثم خادماً بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا في منتصف الأربعينات.[2]رسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال أنه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً.أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره.عمل سكرتيراً خاصاً للبابا كيرلس السادس في عام 1959.رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962.وعندما مات البابا كيرلس في الثلاثاء 9 مارس 1971 أجريت انتخابات البابا الجديد في الأربعاء 13 أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسي البابوية في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة في 14 نوفمبر 1971 وبذلك أصبح البابا رقم (117) في تاريخ البطاركة.في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقف وأسقف عام؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، أكثر من 400 كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.يحاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا في الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها في الكنيسة القبطية حيث تم في عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التي إندثرت.في عهده زادت الابارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر.في عهده تمت سيامة أكثر من 100 أسقفاً؛ بما في ذلك أول أسقف للشباب، ومئات من الكهنة وعدد غير محدود من الشمامسة في القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر.    * في عهده زادت إلايبارشيات كما تم إنشاء عدد كبير من الكنائس سواء داخل أو خارج جمهورية مصر العربية.    * هو أول بابا منذ القرن الخامس يختار من أساتذة الكلية الإكليركية.    * هو أول بابا يستمر بعد سيامته في إلقاء الدروس بالإكليركية وإدارتها.    * هو أول بابا يؤسس 7 فروع للإكليركية بداخل البلاد وفي بلاد المهجر.    * هو أول بابا يرأس ويؤسس مجلة أسبوعية ويكون عضوا بنقابة الصحفين    * هو أول بابا يواظب على إلقاء 3 محاضرات أسبوعيا بالقاهرة والإسكندرية بخلاف اجتماعاته الشهرية مع الخدام والكهنة والجمعيات.    * هو أول بابا منذ 15 قرناً يزور كرسي روما وكرسي القسطنطينية.    * هو أول بابا يؤسس كنائس قبطية أرثوذكسية في كينيا وزاميبيا وزيمبابوي وجنوب أفريقيا.    * هو أول بابا يقوم بزيارات إلى بلاد أفريقية لم يزورها أحد الباباوات من قبل مثل زائير والكونجو وغيرها.    * هو أول بابا يقوم برسامة كهنة أفارقة لرعاية الكنائس في بلادهم.    * هو أول بابا يقوم برسامة أسافقة بريطانيين وفرنسيين لرعاية رعاياهم المنضمين إلى كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.    * وهو أول بابا يكون مجمع مقدس للكنيسة الأرثوذكسية في اريتريا.    * وهو أول بابا يصير أحد رؤساء مجلس الكنائس العالمي.    * وهو أول بابا يقوم برحلات رعوية لزيارة كنائسنا وافتقاد الأقباط في أمريكا وأستراليا وأوروبا.    * وهو أول بابا يؤسس أديره في أمريكا وأستراليا وألمانيا وإيطاليا.    * وهو أول بابا يؤسس فروعاً للكلية الإكليريكية في أمريكا وأستراليا.    * وهو أول بابا يؤسس أسقفيات في إنجلترا وأمريكا ويرسم لها اساقفة.    * وهو أول بابا يؤسس معهدا للرعاية ومعهدا للكتاب المقدس.    * وهو أول بابا يحصل على أربع دكتوراه في العلوم اللاهوتية والعلوم الإنسانية.    * وهو أول بابا قام بتقديس الميرون المقدس 4 مرات.    * وهو أول بابا يصل عدد أعضاء المجمع المقدس في عهده إلى 72 عضوا وقام بسيامه أكثر من 70 أسقفا بنفسه.    * وهو أول بابا يضع لائحة للمجمع المقدس عام 1085.    * وهو أول بابا يرسم أساقفة مساعدين لأساقفة الأبيارشيات.    * وهو أول بابا يعيد طقس رسامة الشماسات ويضع طقس خاص لإقامة رئيسات الأديرة.    * وهو أول بابا يرسم أسقفا عاما للشباب وهو صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا موسى.    * وهو أول بابا يوقع اتفاقيات مشتركة مع الكاثوليك ومع الأرثوذكس ومع الكنيسة الإنجليكانية وغيرها من الكنائس.    * وهو أول بابا ينقل مقر الكرسي المرقسي إلى دير الأنبا رويس ويبنى فيه مقر بابوي.    * وهو أول بابا يفتح باب مجلة الكنيسة (مجلة الكرازة) للمرآة ويسمح للباحثة نبيلة ميخائيل يوسف منذ سنة 1975 بكتابة باب روائع العلم وإلى الوقت الحاضر وهي نفسها أول امرأة عضوة في المجلس الملي العام منذ عام 1989 وإلى الآن.    * وهو أول بابا يقيم حفلات إفطار رمضانية لكبار المسئولين بالدولة منذ عام 1986 والى الآن بالمقر البابوي وتبعته في ذلك معظم الإيبارشيات.    * وهو أول بابا يحضر حفلات إفطار رمضانية تقيمها وزارة الأوقاف ويشارك بنفسه في جميع المؤتمرات والأحداث الهامة بالدولة.    * وهو أول بابا يقيم في قلايته بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون نصف الأسبوع والنصف الأخر يقضيه بالمقر البابوي.وهو أول بابا أسقف عام يجلس على الكرسي المرقسي بعد القديس أنيانوس البابا الثاني بعد القديس مارمرقس الرسول وكان القديس أنيانوس أسقف عام رسمه القديس مارمرقس لمساعدته في تدبير أمور الكنيسة أثناء أسفارهطوال سنوات الثورة الأولى لم يحدث احتكاك واضح بينها وبين الكنيسة، بل لعل الأقباط كان وحدهم الذين نجوا من حفلات الاعتقال التي دشنتها الثورة طوال سنوات الخمسينيات والستينيات وطالت كل التيارات والاتجاهات بما فيها الشيوعيون والإخوان المسلمين، ولم يكن الأمر هنا فيه شيء من صفقة بين النظام والأقباط، وإنما جرت الأمور على طبيعتها فلم يكن للأقباط -كتجمع ديني- أي طموح سياسي بعد قيام ثورة يوليو على عكس الحال مع باقي التيارات الأخرى التي اصطدمت رغباتها مع طموح رجال الثورة، لكن الأمر اختلف في السبعينيات بعد أن اعتلى “السادات” وخلفه البابا “شنودة” قمة الرئاسة والكنيسة على الترتيب.الاصطدام لم يأتِ مبكرا، وبخاصة أن السيد الرئيس “السادات” لم يكن في حاجة لتوسيع رقعة الأعداء الكثر أصلا، وبعد أن أزاح ما يعرف بـ”مراكز القوى الناصرية” كان لابد وأن يلملم ولا يفرق لأنه مقدم على حرب حتمية مفروضة عليه لاسترداد الأرض، وبعد نصر أكتوبر عام 1973 بات “السادات” أكثر ثقة في نفسه وأكثر انفرادا بالقرار فكان قراره الأخطر بإطلاق يد الجماعات والتيار الإسلامي -دون قيد- في الجامعات والشارع السياسي المصري لمحاربة التيار اليساري والشيوعي فكان أن تحقق له هذا بالفعل.وعلى الرغم من أنه لا يوجد توثيق دقيق وحصر واضح لأسباب اشتعال فتيل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبخاصة في صعيد مصر .. إلا أن النار قد التهبت وكان لابد من أن يكون للبابا “شنودة” رأيا فيما حدث.قبل هذا كان البابا “شنودة” قد سجل رفضه لاتفاقية السلام مع إس*رائي*ل، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس “السادات” في زيارته إلى إس*رائي*ل عام 1977، هذا بطبيعة الحال صنع حالة عدائية من السادات تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يخالفه أحد في قرارته بعد الحرب فما بالك إذا كان هذا هو القيادة الكبرى لكل الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في مصر؟!بات الصدام وشيكا.. وفي ظل اتهامات متزايدة من الأقباط بأن الدولة تغذي العن*ف تجاههم من قبل الجماعات الإسلامية، وعندما قام الرئيس “السادات” بزيارة إلى أمريكا كان الصدام.. إذ نظم الأقباط في أمريكا مظاهرة مناهضة لـ”السادات” رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط في مصر بأنه اضطهاد وهو بالقطع ما أضر بصورة “السادات” كثيرا فطلب من معاونيه أن يتصلوا بالبابا ليرسل من يوقف هذه المظاهرات، وعندما حدث هذا فعلا متأخرا بعض الشيء ظن “السادات” بأن البابا “شنودة” يتحداه، فكانت أن أصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي, الأمر الذي رفضه البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة..بل وصل الأمر إلى ذروته عندما كتب في رسالته التي طافت بكل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت “احتجاجا على اضطهاد الأقباط في مصر”، وكانت هذه المرة الوحيدة التي يقر فيه البابا علانية بوجود اضطهاد للأقباط في مصر ولم يفعلها بعد ذلك مطلقا.. أصبحت القطيعة بين “السادات” والبابا “شنودة” هي عنوان المشهد، ولذا كان من المنطقي أن يطول العقاب البابا في أيام “السادات” الأخيرة عندما أصدر في سبتمبر عام 1981 قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة، لم يكن مصير البابا الاعتقال وإنما كان تحديد الإقامة في الدير بوادي النطرون، ولعل “السادات” فعل ذلك درءا لرد فعل مضاد من قبل الأقباط.تقلد حسني مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 حيث قام في 1985 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأس هذا البعض “البابا شنودة”، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس “مبارك” تتجنب الصدام بأي شكل من الأشكال مع الأقباط خاصة وبوصفه كان مقربا من الرئيس “السادات” بحكم منصبه كنائب له.طوال فترة حكم الرئيس مبارك لم يخرج من البابا لفظ واحد ضد النظام أو الدولة ولا حتى ضد أي من ممثليه كوزراء أو مسئولين حكوميين، رغم أن فترة التسعينيات وبدايات الألفية الثانية شهدت العديد من الحوادث التي تصنف على أنها الطائفية بين المسلمين والمسيحيين الملتهبة متنوعة ما بين الاختلاف على بناء كنيسة أو خلافات شخصية عادية ثم طالت حتى الحكي عن التنصير أو الإجبار على الإسلام.. في كل مرة اختار البابا الصمت أو الاعتراض بالاعتزال في دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون.أعلن الأنبا بيشوي سكرتير المجمع المقدس اليوم السبت، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز 89 عاما..