مقالات

تعليقًا علي المقال الذي كتبه علي أحمد بصحيفة الراكوبة تحت عنوان -مأساة مالك الحزين!-.

لقد إنتهيتُ للتو من مطالعة المقال الذي كتبهُ ونشرهُ علي أحمد بصحيفة الراكوبة الإلكترونية تحت عنوان (مأساة مالك الحزين!)؛ موجهًا فيهِ كل سهام نقدهِ نحو الرفيق مالك عقار اير نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، ولا مانع في النقد من حيث حرية الرأي لكن ما طالعناهُ عبارة عن ألفاظ وعبارات لا تليق بكاتب صحفي يسعى لتقديم نقدًا نورانيًا وفتح محاورة مع الآخرين، ولا نودُ هنا إيراد ما نطق بهِ قلمهُ مورد مجادلة؛ بينما نحن نحاول الرد عليهِ من باب آداب النقد التي لا أظنهُ تعلمها، ولا أعتقد أن ما كتبهُ يُعبِر عن وجهات نظر تستحق الحوار حولها بل تلك شتائم خاوية المضامين وبعيدة عن الحوار الديمقراطي والموضوعي، وهدفها الأساسي هو تشويه الآخر لا أكثر ولا أقل، وإن كان هنالك ما أتفق فيهُ من رأي فهو “حزن مالك” علي حال هذه البلاد التي يسعى مع الآخرين لإصلاح ما فيها في زمن إضمحلال الفكر وكسر عنق الحقيقة وغياب الصواب وإنتشار نار الخراب.

لقد قام الرفيق مالك عقار بزيارتهِ لولاية القضارف مع عدد من وزراء الدولة بغية قيادة الملتقى التنسيقي الدوري لحكام الأقاليم و ولاة الولايات، وهذه من مهامه ومسؤلياته الرسمية التي سيواصل القيام بها في كل وقت وحين، وقد ناقش هذا الملتقى قضايا الحكم والإدارة والإستثمار ومواجهة كافة مخاطر الحرب والعمل من أجل إستعادة الإستقرار والمحافظة علي وحدة البلاد والكثير مما ورد في صميم الرؤية الحكومة المطروحة لإنهاء الحرب وتحقيق السلام في السودان، والأصوب إيلاء هذه القضايا المهمة الإهتمام اللازم في حوار السياسة والصحافة والإعلام.

توقفتُ عند مقدمة المقال الذي كال كل أصناف الشتائم بحق الرفيق مالك عقار دون تبيان الأسباب المنطقية وراء ذلك، وبينما كنت أواصل القراءة متوغلاً خلف تلك السطور الجوفاء إستجمعتُ صورة عن مدى “التخمر الفكري” الذي يعاني منه صاحب المقال، ولا أقصد هنا إهانته بمثل ما أهان غيره بل هذا ما إتضح لي بعد أن شارف بصري بلوغ أخر النقاط في كلمات مقالهِ دون أن أجد فكرًا يمكن أن أستند عليه للحوار وتبادل الأراء النقدية إذا كانت بشأن السياسات الحكومية التي صممها الملتقى الذي قادهُ نائب رئيس مجلس السيادة أو حول رؤيتنا التنظيمية لحلحلة مشكلة السودان إنما هو نفخ في إتجاه معاكس بغرض التشويه، وقد ألفنا سابقًا مقالات النقد التي يخطها صحفيين وسياسيين كبار يتناولون من خلالها كافة السياسات، ولكن يبدو أن الساحة تحترق جراء إنهيار الفكر القويم والنقد السليم.

من الضروري أن نوضح للرأي العام مقصد الحديث هنا فهو لا يتعلق البتة بحرية الرأي والتعبيير الذي لا ينبغي تحويلهِ إلي إسائة الآخر المتخلف “بما ليس فيهِ” ولا نجادل في الإنتقادات التي ذهب إليها الكاتب بشأن وضع السياسات العمومية للحكومة؛ فكل ذلك لا صلة له بحديثهُ “كلام الخِواء في زمن البلاء” إنما نحاول إستطلاع الفكرة الأساسية التي يمكن أن يتم تأسيس الحوار عليها دون مزايدة من خلال ما خطهُ الكاتب في مقالهِ “موضع الحديث”؛ لكن الحقيقة اننا لم نجد غير سطور بلا موضوعية؛ لذلك أقول للكاتب أحمد علي “إن كنت تريد أن تمارس الهتر والتراشق في وسائل الإعلام فلا وقت لذلك لأن معاناة البلاد أولى وأهم، وإن كنت تريد تناول القضايا بمنطق فنحن علي إستعداد في أيّ وقت للحوار المنتج والمثمر والمفيد للبلاد”.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!