الحوار الهاديء

حي شارواني ام حي شرّاني في اربيل !

الكاتب: اوراها دنخا سياوش
حي شارواني ام حي شرّاني في اربيل !
 
قرأنا ان احدى العائلات الكلدوآشورية السريانية (المسيحية) في مدينة الاربعة اله، اربئيللو او اربيل، قد تم الاعتداء عليها من قبل عائلتين كرديتين، لا لشيء سوى انها من (النصارى!)، وعند الالتجاء الى (حماة!) القانون كانت اجاباتهم ما لا يحتمله العقل فقد استقبل مفوض الشرطة، وهو مفوض بحماية القانون، رب العائلة بكلمات تحمل في معانيها مدى الشر الذي يحمله (حامي !) القانون هذا، عندما قال:
ـ انتو شعدكم جايين لاربيل موزين أحنا احتوناكم ؟؟؟!!!
 ان نظرة بسيطة الى تصرف العائلتين الكرديتين والمفوض بحماية القانون، تعطينا نظرة الى ان شعبنا الكلدوآشوري السرياني (المسيحي) لا يزال يعاني من بربرية الفكر الار*ها*بي المتغلغل في عقول الشعوب المحيطة به.
 فبالأمس وفي بغداد والموصل والبصرة، تم ار*ها*بهم، لانهم مسيحيين، لغرض ترك ديارهم، وبالتالي الاستيلاء مقدراتهم وممتلكاتهم، وكانت النتيجة هجرة الاف من العوائل المسيحية، وسيطرة اعضاء الميليشيات الطائفية على منازلهم والاستحواذ على ممتلكاتهم، ولا يزال العديد من منازل المسيحين الهاربين من جحيم الطائفية بيد مغتصبيها. ومن لم يتم اغ*تصا*ب منزله تم اجباره على بيعه بأبخس الاثمان.
واليوم يعيد التاريخ نفسه مع ابناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني (المسيحي!) في حي شرّاني يدعى حي شارواني في محافظة اربيل عاصمة الاقليم. فحيث عجلة التقدم والحضارة تتقدم فيها، ينخر البعض في اهم مصدر للبناء والتقدم الا وهو الانسان بغض النظر عن عرقه ودينه وطائفته. ينخر عن طريق الترويج للفكر الار*ها*بي والظلامي، هذا الفكر الذي عانى منه الكرد لسنوات طويله، فالأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية كانت تجسيدا للفكر البربري الذي حاول القضاء على الكرد كشعب.
ولكن، هل ارتعى الشعب الكردي من التاريخ، وهل نضاله ضد الظلم جعله ينصف المظلومين، ام انه صار يأخذ عن جلاديهم وحشيتهم ؟
سؤال اطرحه على الشعب الكردي وحكومته في ظل ما يحصل لأبناء شعبنا الكلدوآشوري السرياني (المسيحي!) في عاصمة الكرد اربيل، وهم اهل الارض الاصلاء، من تهديدات لترك بيوتهم وبيعها، بسبب اختلافهم في الدين والقومية.
في راي المتواضع ان الشعب الكردي يجب، وبعد النضال المرير من اجل حريته، ان يرتقي الى مصاف الشعوب التحررية والمتمدنة. فقضيته التي دافع عنها شعبنا واشترك مع قوات البيشمركة في مقاومة الظلم، واعطى شهداءً وباسم القضية الكردية، كانت قضية انسانية في مضمونها قبل ان تكون دينية، واشتراك المسيحيين فيها كانت لإيمانه بحقوق الانسان، وليس بحقوق الجماعات الدينية  والمتطرفة.
اذن فمن حقنا نحن كشعب ان نعيش على ارضنا لأننا نمثل الاصالة، هذا اولا، ولأننا كُنا خير مساعد للشعب الكردي في نضاله ضد الدكتاتورية، والتاريخ يشهد في ذلك، ومن حقنا ان نعيش في اي مكان من العراق من شماله الى جنوبه لأنها ارضنا ودارنا قبل كل شيء، واسلوب انفلتنا (من الانفال) عن طريق انفلة افكارنا وبالتالي اجبارنا على ترك دارنا هو اسلوب بعثي صار يستخدمه مفوضي (حماية !) القانون في اربيل وكما اوضحنا اعلاه، وهو اسلوب غير مقبول على الاطلاق مِنْ مَنْ ناضلنا بصحبتهم.
في الختام لا يسعنا الا ان نطالب حكومة الاقليم بمحاسبة مثل هكذا مفوضي (حماية !) القانون، وان يشركوهم في دورات تربوية ثقافية لأننا مو گاعدين  ببيت اللي خلفو المفوض !   
اوراها دنخا سياوش          ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!