مقالات دينية

من أنتَ؟ وكيف سنُدركَ عظمة كينونةِ لاهوتِكَ يا ألله؟

الكاتب: نوري كريم داؤد
 

 
من أنتَ؟ وكيف سنُدركَ عظمة كينونةِ لاهوتِكَ يا ألله؟
 لمعرفةِ عظمةِ كينونةِ لاهوتِكَ يا ألله, نحاول نحنُ البشر بفهمنا ألمحدود وإدراكنا ألناقص أن نُحَجِمَ من ماهيتِكَ ونضع لكَ في تصورنا المحدود [color=red]هيئةَ[/color] أو [color=red]رقما[/color] او [color=red]ماهيةَ محدودة[/color], بينما أنت بحقيقةِ ألامر [color=red]لا محدود[/color] في كُلِّ صفةِ من صفاتِ لاهوتِكَ, وفي معرفتك وعلمِك. نعم يا ربُ, نحنُ ألبشر عندما نفكرُ بكينونتك [color=red]نُحَجِمَكَ بتواجد زماني ومكاني[/color] في مكانِ ما في ألكون الذي خلقته أنتَ, ولا ندرك ألحقيقة بسببِ محدوديتنا, ومحدودية إدراكنا فنتصوركَ بأّنَّك متواجد مكانِيا أو زمانِيا في الكون, بينما بالحقيقة أنتَ يا أللهُ تحتوي الكونَ والوجود بكاملهِ في ذاتِكَ! فلو كُنتَ في الكونِ الذي نعرفهُ فهذا سيَعني بِأَنَّ الكونِ كانَ قبلكَ في الوجودِ وسيُحددكَ مكانيا وزمانياَ, لأَنَّ ألكون لهُ تاريخ وزمان تكونَ فيهِ, اما أَنتَ يا أللهُ فأنتَ خارج نطاق ألزمان وألمكان, وأنتَ من خلقَ الكون وأوجدهُ.وإبتدئنا نفهم الحقيقة عندما بدأ عمانوئيل يُكلمنا عن حقيقة لاهوتِكَ وقال:[color=red]متى(28-19):[/color] ” فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ [color=red]الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ.[/color] (20) وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ [u]إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ[/u]”. آمِينَ.نعم يأربُ, لقد شائت رحمتك أن تَدلنا على [color=red]ثلاثية أَقانيمَ كينونةِ لاهوتِكَ الواحدة[/color], وبأنَّكَ [color=red]الآبُ والابنُ والروحُ القُدس إِلها واحدا[/color], فبدأنا نرددها ولم نفهم [color=red]لا معنى ولا ماهية جوهرِها[/color]! فأخذنا نتصورك ونتصورَ أقنومَ ألآبِ [color=red]بشخصِ ألآبُ بهيئةِ[/color] رجلِ مسنِ بشعرِ أبيض جالسُ على عرشِ في السماء محدود الهيئةِ, وحددناكَ بحسبِ محدوديةِ فهمنا وبحسبِ إدراكنا وكأَنَّك [u]أبُ بشري[/u] مِثلنا نحنُ المحدودين ولكنا حاولنا إِعطائكَ صفة [color=red]ألوهية مبهمة[/color] بعضِ ألشيء. وبحسبِ فهمنا للنبوءة تصورناك جالسا على عرشِ سماوي, لم نفهم ولم نستطيع حتى تصور حقيقته او هيئته الحقيقية او ماهيتهِ ! وكيف لنا تصور كائن قدوس غير محدود يحتوي الوجود في ذاتهِ يجلس على كُرسيّ مهما كانت أبعاده وقياساته.[color=red]دانيال(7-9):[/color] كُنْتُ أَرَى أَنَّهُ وُضِعَتْ عُرُوشٌ، وَجَلَسَ [color=red]الْقَدِيمُ الأَيَّامِ[/color]. لِبَاسُهُ أَبْيَضُ كَالثَّلْجِ، وَشَعْرُ رَأْسِهِ كَالصُّوفِ النَّقِيِّ، [color=red]وَعَرْشُهُ[/color] لَهِيبُ نَارٍ، وَبَكَرَاتُهُ نَارٌ مُتَّقِدَةٌ. (10) نَهْرُ من نَارٍ يجَرَي وَيخَرَجَ مِنْ قُدَّامِهِ. وأُلُوفُ أُلُوفٍ تَخْدِمُهُ، وَرَبَوَاتُ رَبَوَاتٍ وُقُوفٌ قُدَّامَهُ. فَجَلَسَ الدِّينُ، وَفُتِحَتِ الأَسْفَارُ.[color=red]رؤيا(4-2):[/color] وَلِلْوَقْتِ صِرْتُ فِي الرُّوحِ (يوحنا)، وَإِذَا [color=red]عَرْشٌ[/color] مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ، وَعَلَى [color=red]الْعَرْشِ جَالِسٌ[/color]. (3) وَكَانَ الْجَالِسُ فِي الْمَنْظَرِ [color=red]شِبْهَ حَجَرِ الْيَشْبِ وَالْعَقِيقِ[/color]، وَقَوْسُ قُزَحَ حَوْلَ الْعَرْشِ فِي الْمَنْظَرِ شِبْهُ الزُّمُرُّدِ. (4) وَحَوْلَ الْعَرْشِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ عَرْشًا. وَرَأَيْتُ عَلَى الْعُرُوشِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ شَيْخًا جَالِسِينَ مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ، وَعَلَى رُؤُوسِهِمْ أَكَالِيلُ مِنْ ذَهَبٍ.وعندما [color=red]تجسدَ ألإقنوم الثاني[/color], وبسببِ تجسده بهيئة بشرِ بشخصِ ألمسيح [color=red]عمانوئيل[/color], وبسببِ إدراكِنا ألمحدود بدأنا نتصوره كإنسان, ورحنا نردد النبوءة التي جاءت على لسانِ أشعيا ألنبي عن مقدم الإقنوم الثاني [color=red]وتجسدهِ ليعيشَ بينَ البشرِ[/color] ويُنقذهم من مصيرهم وواقعهم ويرفعهم من مستوى [color=red][u]الماديات[/u][/color] إلى [color=red][u]ألإلاهيات[/u][/color] التي لا نُدركها, فرددنا معنى إسم عمانوئيل الذي أَطلقتهُ ألنبوءة عليهِ, وكل الذي فهمناهُ بأنَّ [color=red]عمانوئيل[/color] هو أللهُ الإقنوم ألثاني الذي سيتجسد ويعيشُ وعاشَ بيننا نحنُ ألبشر بحسبِ محدوديةِ كينونتنا. وفرحنا بأنَّ أللهُ تنازل وتجسد بهيئةِ بشرِ سوي مثلنا, وإِنَّهُ جاءِ إلى ارضنا ليُخلصنا [color=red]ويُنقِذَنا من مصير الهلاكِ[/color] الذي إنزلنا أبانا آدمُ وأُمنا حواء إِليهِ, لكنا ومرة أُخرى ولمحدودية إِدراكِنا بدأنا بتصور الابن [color=red]بهيئةِ إنسانِ محدود[/color], وحَجَمْنا كينونة الإقنوم الثاني بحجمِ تجسدهُ ألإنساني, وحَجَمَنَا تواجدهُ وكينونتهِ بالهيئة التي تجسدها كبشر [u][color=red]وكإبنُ ألإنسان[/color][/u] ألتي أطلقها على ذاتهِ, فحددناهُ بزمانِ ومكان تواجدهُ الذي نظرناهُ وأَدركناهُ, [u]وكأَنَّهُ إِنفصل عن كينونة ألله ألثلاثية[/u] وتواجد فقط على أرضِنا بهيئتِهِ ألبشرية, ولم يستطيع إِدراكنا فهم إِنَّ [color=red]إِقنوم ألإبن غير محدود[/color] في الزمانِ وألمكانِ, وبأَنَّهُ في زمنِ تواجدهُ ألمكاني وألزماني وعيشهِ بين ألبشرِ, هو بذاتِ ألوقت متواجدُ في [color=red]الابدية[/color] [u]الغير محدودة[/u], [color=red]وغير منفصل[/color] عن [color=red]الكينونةِ ألثلاثية ألأزلية للإله الواحدِ[/color] ألأحدِ ذاتِهِ, وهو متواجد في العرشِ ألسماوي وفي كُلِّ مكانِ في ألكونِ وألوجود! وكيف لنا يا ربُ تصور الأقنوم الروحاني اللامحدود وسكناه في جسد عمانوئيل المحدود, وفي ذاتِ الوقت يتواجد في كل مكان من الكونِ والوجود! لا بل كيف لنا ان نتصور إِنَّ [color=red]الكون لا يحتويه[/color], بل يحتوي [color=red]هو[/color] الكون [color=red]والوجود في ذاته[/color], ولم ينفصل عن الثالوث الواحد أحد في كينونتهِ! لذا ولعدم فهم البشرِ كإِخوتنا في الإنسانية من المسلمين, إتهمونا بأننا نشرك ثلاثة كائنات في وحدتك, ولم يستطيعوا أنْ يُدركوا معنى قولنا بأَنَّ ألأبن إله من ضمنِ [color=red]كينونة ألله الواحدة التي لا تنفصل أو تتجزء[/color], وما عَقدَ الفهم على إدراكهم هو تصورهم المادي لكينونة لاهوتك, فنحن البشر لا نرى ارواحنا فكيف لنا او لهم إمكانية تصور ماهية كينونةِ روحانيتك وقداستك!وأما ألإقنوم ألثالث, أي إِقنوم روحِ ألله ألقدوس, فبدأنا بتصورهِ بهيةِ نور [color=red]وإشعاعاتِ ألسنةِ لهبِ ونور [/color]كما تراى للتلاميذ يومِ ألعنصرة عندما حلَّ على ألمُجتمعينَ في ألعليةِ, وأيضاَ تصورناه وصورهُ مصورينا بهيئة [color=red]حمامةِ بيضاء[/color] بسببِ نزولهِ بهيئةِ حمامةِ على ألمسيح أثناء عماذِهِ في نهرِ ألاردن بحسبِ شهادةِ يوحنا ألمعمذان كما في [(يوحنا1-32): وَشَهِدَ يُوحَنَّا قَائلاً:” إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلاً [color=red]مِثْلَ[/color] حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ]. فهاهنا مرةَ أُخرى حَجَمَنَا إقنوم الروح ألقدسِ [color=red]بهيئةِ حمامةِ من نور[/color], أو إشعاعاتِ من [color=red]نارِ ونور[/color], ولم نُدرك بأَنَّ [color=red]إِقنوم روحِ أللهِ ألقدوس[/color] هو [color=red]غيرِ مُتناهِ ومتواجد في الابدية أللامحدودة[/color] وفي ألعرشِ ألسماوي وغيرِ مُنفصِلِ عن ألوحدةِ ألثلاثية الأبدية [u]لله الواحدِ أحدِ[/u], وبأَنَّهُ هو واهب ألحياة ومبدعها في كل مخلوقاتِ ألله ألحية في الكونِ والوجود! وحتى إِننا أضفنا هذهِ ألصفة لروحِ أللهِ ألقدوسِ في قانونِ إِيماننا ألمسيحي, إلا أننا لم نُدرك معنى ما نرددهُ وما مغزاه ألحقيقي!تصورناك يا أللهُ تنتقل في الزمان والمكان وتملأُ ألكل, ولم نفهم بأَنَّكَ [u]لا تنتقل في الزمان ولا ألمكان[/u] لانَّكَ تملأ الزمان وألمكان ومتواجد في كُلِّ مكان وزمانِ في الوجود, لا بل إِنَّكَ أنتَ [color=red]تحتوي كُلَّ الوجودِ في وسعِ كينونتك[/color], فلما قلت: “وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا (ملكوت السماء) ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ [color=red]هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ[/color]. لوقا(17-21)” لم نفهم مقاصدك! لم نفهم بأنَّ ألله لا يحدهُ الزمان ولا ألمكان, وبأنّ جميع البشر من كُلِّ الاجيال من آدم ولغاية نهاية العالم أمامك في ألأبدية, وإِنَّ ملكوتك يتخللنا جميعا وإنَّكَ [color=red]تحتوينا والكونِ والوجود كلهُ في ذاتكَ[/color] وفي ذاتِ ملكوتِكَ.وعندما تحننتَ ومنحتَ عبدك إِبراهيم لمحة من لاهوتِ كينونتك تسمح لإدراكهُ ألبشري أن ينظرَكَ وأَنتَ ماثِلُ أمامهُ بهيئةِ تُمكنهُ أَنْ يُكون تصورِ مادي ملموس [color=red]غامضِ للاهوتِ وحدتك الثلاثية الازلية[/color], تحيرَّ وأصبح بين مصدق لما ترى عينيهِ وبنفس الوقتِ لا يفهم بإدراكهِ البشري ألمحدود كيف يمكن أَنَّ ثلاثة رجال ماثلين امامه [u]يخاطبونه بذات الكلام لحظيا[/u] [color=red]وكونهم واحد أحد[/color]. [color=red]التكوين(18-2):[/color] فَرَفَعَ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا [color=red]ثَلاَثَةُ رِجَال[/color] وَاقِفُونَ لَدَيْهِ. فَلَمَّا نَظَرَ رَكَضَ لاسْتِقْبَالِهِمْ مِنْ بَابِ الْخَيْمَةِ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ، …… (9) [color=red]وَقَالُوا[/color] لَهُ: “أَيْنَ سَارَةُ امْرَأَتُكَ؟” فَقَالَ: “هَا هِيَ فِي الْخَيْمَةِ”. (10) [color=red]فَقَالَ[/color]: “[color=red]إِنِّي [/color]أَرْجعُ إِلَيْكَ نَحْوَ زَمَانِ الْحَيَاةِ وَيَكُونُ لِسَارَةَ امْرَأَتِكَ ابْنٌ” . …. .تصورنا بأَنَّ ملائكتك لها دور كبير في [color=red]خدمةِ عرشكَ وملكوتكَ[/color], ولم نفهم بأنَّك أنتَ من خلقَ الملائكة من [color=red]العدم وبكلمةِ منكَ[/color], وإِنَّك لست بحاجة لاي من مخلوقاتِكَ لخلقِ الكونِ أو لإدارتهِ او لتسييس كل مخلوقاتك [color=red]وبكلمة واحدةِ تَنْطقها[/color] وتأمر بها.ويصعبُ علينا يا أللهُ بإدراكنا ألمحدود [color=red]تصور حقيقة[/color] إِنَّك تواَ خلقتَ آدم وحواء وإنَّكَ توا قد طردتهما من الفردوس الارضي [color=red]وبإننا جميعا أمامك في الابدية[/color], وقد قامت الدينونة [color=red]وها نحنُ ماثلون أمامَ عرشِكَ[/color] السماوي, ومنا مَنْ قد هلكَ في جهنم النار والكبريت الابدية. وها نحنُ لا زلنا نعيشُ حياتنا الارضية, فكيف نكون [color=red]أمامك في الابدية[/color] ونحنُ لازلنا [color=red]ها هنا على الارض[/color]؟ نعم يا ربُ فإدراكنا لا يسمح لنا بتجاوز تأثير [color=red]ألزمن وتحديده[/color] لتفكيرنا وتَقَبل [color=red]إحداثيات الابدية ألمطلقة واللا محدودة[/color], ونحنُ نتصور ونتعامل فقط بأربعة إحداثياتنا [color=red]للمكان والزمان[/color] التي تحدنا وتعودنا عليها, وهي تحاصِرُ تفكيرنا المحدود.لم نفهم يا ربُ كيفَ أَنَّ ألإنسان لا يمكِنهُ رؤية لاهوتِكَ, لأَننا لا نفهم حقيقةِ [color=red]لاهوتِ قداسَتِكَ أللامحدود[/color], وبأنَّ الإنسان مهما بلغَ مَنزِلةَ حيثَ لا صلاحَ فيه, وبِأَنَّهُ خاطيْ فيحترقُ فورَ تجليكَ أمامهُ, فالنجاسة والخطيئة لا تستطيع أَنْ تبقى امام فداسَتِكَ من دونِ أن تحترق فورا وتُرمى في جهنم النارِ ألابدية بعيداَ عَن قداسَتِكِ ونارِ محبةِ لاهوتِكَ, فأنتَ قلتَ لنا عن صفتكَ هذهِ ولم نفهم:[color=red]الخروج (33-18):[/color]  فَقَالَ (موسى لله): [color=red]” أَرِنِي مَجْدَكَ”[/color]. (19) فَقَالَ: ” أُجِيزُ كُلَّ جُودَتِي قُدَّامَكَ. وَأُنَادِي بِاسْمِ الرَّبِّ قُدَّامَكَ. وَأَتَرَاءَفُ عَلَى مَنْ أَتَرَاءَفُ، وَأَرْحَمُ مَنْ أَرْحَمُ”. (20) وَقَالَ: ” [u]لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي[/u]، لأَنَّ [color=red]الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ[/color]”. (21)  وَقَالَ الرَّبُّ: “هُوَذَا عِنْدِي مَكَانٌ، فَتَقِفُ عَلَى الصَّخْرَةِ. (22) وَيَكُونُ مَتَى اجْتَازَ مَجْدِي، أَنِّي أَضَعُكَ فِي [color=red]نُقْرَةٍ مِنَ الصَّخْرَةِ،[/color] وَأَسْتُرُكَ بِيَدِي حَتَّى أَجْتَازَ.(23) ثُمَّ أَرْفَعُ يَدِي [color=red]فَتَنْظُرُ وَرَائِي[/color]، وَأَمَّا [color=red]وَجْهِي فَلاَ يُرَى[/color]”.فحضورِكَ يا ربُ يشقِقَ ألجبال ويُفَتِتُ الصخورَ ويُزلزِلَ الارضَ ويحرقها,[color=red] لكِنَّكَ أبُ محبُ[/color], خلقتَ ألبشرَ ليُشاركوا في ملكوتِكَ وليكونوا [color=red]شعبا مُقدساَ لك[/color] في ملكوتِ ألسماءِ.[color=red]الملوك الأول(19-10):[/color] فَقَالَ (إيليا لله): ” قَدْ غِرْتُ غَيْرَةً لِلرَّبِّ إِلهِ الْجُنُودِ، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ تَرَكُوا عَهْدَكَ، وَنَقَضُوا مَذَابِحَكَ، وَقَتَلُوا أَنْبِيَاءَكَ بِالسَّيْفِ، فَبَقِيتُ أَنَا وَحْدِي، وَهُمْ يَطْلُبُونَ نَفْسِي لِيَأْخُذُوهَا”. (11) فَقَالَ: “اخْرُجْ [color=red]وَقِفْ عَلَى الْجَبَلِ أَمَامَ الرَّبِّ[/color]”. وَإِذَا بِالرَّبِّ عَابِرٌ وَرِيحٌ عَظِيمَةٌ وَشَدِيدَةٌ قَدْ شَقَّتِ الْجِبَالَ وَكَسَّرَتِ الصُّخُورَ [color=red]أَمَامَ الرَّبِّ[/color]، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الرِّيحِ. وَبَعْدَ الرِّيحِ زَلْزَلَةٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي الزَّلْزَلَةِ. (12) وَبَعْدَ الزَّلْزَلَةِ نَارٌ، وَلَمْ يَكُنِ الرَّبُّ فِي النَّارِ. وَبَعْدَ النَّارِ صَوْتٌ مُنْخَفِضٌ خَفِيفٌ. (13) فَلَمَّا سَمِعَ إِيلِيَّا لَفَّ وَجْهَهُ بِرِدَائِهِ [u]وَخَرَجَ وَوَقَفَ فِي بَابِ الْمُغَارَةِ[/u]، وَإِذَا بِصَوْتٍ إِلَيْهِ يَقُولُ: “[color=red]مَا لَكَ ههُنَا يَا إِيلِيَّا؟[/color]”نعم يا ربُ فأنتَ إِخترتَ منَ ألبَشَرِ ألذين خلقتهم[color=red] نُخبة قبل تأسيس العال[/color]م لا لصلاحهم ولا لقوتهم ولا لِمكانتهم, بل فقط لإِيمانهم بفِدائِكَ وتدبيرِ مِلْ أَلأزمنة [color=red]وتسليمِ ذواتِهِمْ لعظَمَتِك [/color]وتَدبيركَ.[color=red]أفسُس(1-4):[/color] كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، (5) إِذْ سَبَقَ [color=red]فَعَيَّنَنَا لِلتَّبَنِّي[/color] بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ، (6)  لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتِي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا فِي الْمَحْبُوبِ، (7) الَّذِي فِيهِ [color=red]لَنَا الْفِدَاءُ بِدَمِهِ[/color]، غُفْرَانُ الْخَطَايَا، حَسَبَ غِنَى نِعْمَتِهِ، (8) الَّتِي أَجْزَلَهَا لَنَا بِكُلِّ حِكْمَةٍ وَفِطْنَةٍ، (9) إِذْ عَرَّفَنَا بِسِرِّ مَشِيئَتِهِ، حَسَبَ مَسَرَّتِهِ الَّتِي قَصَدَهَا فِي نَفْسِهِ، (10) [color=red]لِتَدْبِيرِ مِلْءِ الأَزْمِنَةِ[/color]، لِيَجْمَعَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ، مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، فِي ذَاكَ (11)  الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ [color=red]رَأْيِ مَشِيئَتِهِ[/color]،[color=red]أفسس(4-7):[/color] وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ حَسَبَ قِيَاسِ هِبَةِ الْمَسِيحِ. (8) لِذلِكَ يَقُولُ:” إِذْ [color=red]صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ[/color] سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا”. (9) وَأَمَّا أَنَّهُ “صَعِدَ” ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ [color=red]نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً[/color] إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. (10) اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ. (11)  وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، (12) لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، [color=red]لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ،[/color]نعم يا ربُ أَنتَ إِخترتَ [color=red]أنْ تفدي[/color] ألذين آمنوا بفدائكَ [color=red]وسلموا ذواتهم لتدبيرِ مِلْ ألأزمنة[/color] ألذي رسمتهُ لخلاصهم, فنزِلتَ إلى أَسافِلِ ألهاوية مباشرة بعد صليبكِ وموتِكَ ألكفاري عنهم, وسَدَدْتَ عن جميع ألمؤمنين ممن إخترتهم من [u]زَمَنِ آدم إلى نهاية العالم[/u] مِنْ لَدُنِكَ [color=red]حياةَ أبدية واحدة[/color] عن [color=red]كُلِّ خطيئةِ[/color] من خطايا ألمؤمنين بفدائِكَ, فبررتهم مِنْ خطاياهم وأَنقذتهم مِنَ ألموت ألأبدي وجعلتهم [color=red]شعبا سماويا[/color] لملكوتِكَ.نعم يا ربُ فأنتَ [color=red]منبعُ[/color] لا نهائي [color=red]للحياة الابدية[/color] في ذاتِكَ وتفدي [color=red]كُلَّ خطيئة[/color] مِنْ خطايا مُحِبيكَ بحياةِ أبديةِ واحدة ! لذا فنحنُ لا نفهم [u]كيفَ يقفُ أمامكَ[/u] أيِّ مِنْ مخلوقاتكَ ألذين وهبتهم [color=red]حياةَ أبدية واحدة[/color] مِنْ لَدُنِكَ متحديا لعظمتِكَ ولاهوتِكَ ألأبدي وأنتَ [color=red]منبعُ ألحياة ألأبدية أللامُتناهي[/color], وخاصةَ مَنْ تَكَبَرَ وأَغواهُ زَهوِ ما أنعمتَ عليهِ مِنْ جمالِ وكمالِ وجعلتَهُ كروبا ورئيسا لملائكتِكَ, لكِنَّهُ بزهوِ غرورِهِ نسيَّ بأنَّهُ ليسَ سوى [color=red]مخلوقِ مِنْ مخلوقاتِكَ[/color] ولا يملكَ في ذاتِهِ سوى [color=red]حياةِ أَبدية واحدة[/color] مَنَحتَهُ أَنتَ إياها, وبكلمةِ منكَ يبعد عنكَ ويُرمى في ألنارِ ألابدية, لأَنَّهُ لا يُمكن للنجاسة والخطيئة أن تقف أمام قداسة ألله من دونِ أَنْ تحترق فور تجلي الله أمامها.فأنتَ يا ربُ نورُ مُطلق, ومحبةَ مُطلقة, وقداسةَ غيرُ متناهية مُطلقة, وروحُ أبديُّ مُطلق, فمن أنتَ وما هي حقيقةُ كينونتِكَ ألابدية ألمطلقة؟ وهذهِ ألحقائق ألمطلقة لم نستوعبها ولم نفهمها بإدراكنا ألإنساني ألمحدود, ولكن بمحبتكَ وعندما يوحدنا ألإيمانُ بكَ سنعلمُ ما صعُبَ وما إستحال علينا فهمه وإدراكه, لأنَّكَ ستكمل نعمكَ على مُحبيكَ وتوحِدهم بذاتِكَ ألابدي, عندما سنتواجد أمام عرشِكَ ألقدوس وإلى الابد.
 
إبنكَ ألمُحِبْ نوري كريم داؤد28 / 09 / 2014
ولمن يُريد تنزيل الموضوع ككتاب, يرجى النقر على اللنك أدناه:
 
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=754700.new#new
 
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!