القديس يوحنا ذهبي الفم

القديس يوحنا ذهبي الفم

بقلم  / وردا إسحاق قلّو

 

  في سنة 347م ولد يوحنا في إنطاكيا من أم تقية أسمها ( إنثوزا ) وزوجها كان شاباً غنياً من المتقدمين في الجندية إسمه سيقوندس ، كان وثنياً ، ومن أسرة نبيلة ، وكان قائد خيالة الأمبراطورية في الشرق . توفي بعد زواجه بسنتين فقط وولد لهما ذكرٍ وأنثى . كانت زوجته إمرأة تقية فاضلة ، ترملت وهي في العشرين من عمرها ، ورفضت كل العروض التي قدمت إليها للزواج لكي تتفرغ وبدون عائق لتربية أطفالها .

 ترعرع الطفل يوحنا الذي زينة الله بنفس قوية الحميّة ، وكانت والدته ذات ثروة واسعة ، فصرفت كل عنايتها لتربة يوجنا على الأخلاق الحسنة ، منذ حداثته ، بل كانت له مثال الفضائل ، وإهتمت بتعليمه عندما اصبح في سن الدرسة ، لم تقدم على الإنفصال عنه ، بل علمته في دارها ، حيث تلقى العلم من ألمع الأساتذة في إنطاكيا ، وسرعان ما غدا التلميذ المحب والمح*بو-ب للفيلسوف الوثني الكبير في البيان والفصاحة ( ليبانيوس ) فتدرب على البلاغة والمنطق . وأكمل دراسته عنده ، فعول الإنضمام إلى عصبة المحامين ، وأراد إظهار قدراته ومواهبهِ بممارسة المحاماة نحو عامين . كان يرفع إلى القضاء دعاوى المظلومين والفقراء ببلاغة وفصاحة حتى صار محط آمال الكثيرين . أعجب معلمه بإسلوبه الخطابي وهنأه بنجاحه قائلاً ( تلقيت خطابك الطويل الجميل ، وقرأته على جماعة من العلماء أرباب هذه الصناعة ، فأعجبوا به أشد الإعجاب وأظهروا رضاهم عنه … ) .  ذكر التأثير الذي خلقته امهُ في ذهن إستاذ الفصاحة ، فقال يوحنا ( ذات يوم ، إذ كنت صغيراً ، أثنى معلمي على جهود أمي أمام حشد غفير من الحاضرين ، لقد سألني عن هويتي ، وما إن إطلع على إنني إبن إمرأة أرملة ، حتى إستفهم عن عمر أمي ومدة ترملها . فأجبت ( توفي أبي منذ عشرين سنة ). فدهش الإستاذ عند ذاك ، وهتف ملقياً أنظاره على السامعين : لعمري ! يا لنساء المسيحيين ما أعظمهن ! وفي مصدر آخر ( لله درّ النساء عند المسيحيين ) . بعد قليل ضارع التلميذ معلمه في الفصاحة والبلاغة ، حتى فكر الإستاذ جدياً في التخلي عن منصبهِ ليوحنا . ودرسَ يوحنا الفلسفة لدى الأستاذ ( أندروغاثيوس ) فنبغ يوحنا نبوغاً فريداً ، فأعجب به الكثيرين .  وعلى هذا النحو وقف على كل ما علمهُ الفلاسفة اليونان ، فلم يتبع نظرياتهم ، ولم يعتنق أحكامهم ، بل أصدر حكماً قاسياً عليهم . ففي عظاته تطرق أحياناً إلى هذا الموضوع ، فقال : نتيجة إيمائهم أخفقت في بطلانها تقريباً . فالقروي المسيحي يعرف أكثر منهم عن خلود النفس . عندما كان يرى الناس الوثنيين والمسيحيين . فكان يميزهم من ملابسهم لأن المسيحيين كانت ملابسهم تتميز بصورٍ وآياتٍ من العهد القديم والجديد. وكان له صديق اسمه ( باسيليوس ) تعلم معه في مدرسة ليبانيوس وكان من النوابغ ، غير أنه هجر العالم وعكف على دراسة الكتب المقدسة ، فأثر إعتزاله الدنيا في نفس يوحنا لشدة ما كان بينهما من روابط الإلفة . لكن باسيليوس الذي صار من أشهر القديسين كان يتردد إليه . لبس باسيليوس الرداء الأسود وتجرد لممارسة الفلسفة وأعتكف ولزم الصمت مع صديقه لمطاعة الكتب المقدسة ، فلم يُخف على الأسقف ملاتيوس ، أسقف إنطاكيا حسن إستعداد يوحنا الموعوظ ، فشغف بجمال نفسه ، ومحاسن أخلاقهِ واستبشر بمستقبلهِ الزاهر . نال على يده سر المعمودية نحو سنة 367م بعد أن تلمذهُ ثلاث سنوات ،  ثم رقاه إلى درجة ( شماس قارىء ) نحو سنة 370م فرغب يوحنا وهومتشوق إلى الخشوع والوحدة ، أن يلحق برهبان الصحراء ، ففاتح أمه برغبته ، فراحت تسكب سيلاً من الدموع طالبة منه بأن لا يلقيها في ترمل آخر ، وألا تثير فيّ ألماً كامناً في سباته ( كالنار تحت الرماد ) فإنتظر إذاَ موتي ، وإذا ما أقبل اليوم الذي فيهِ تعيدني إلى الأرض . فأرتح عند ذاك إلى الأسفار البعيدة . فإنثنى عن عزمه ، توفيراً لسعادة أمهِ . وفي الواقع لم تكن أنثورا تقاوم دعوة غبنها الرهبانية ، بل أجلت مضيّهِ إلى الترهب ، ورضيت أن يكون كاهناً في إنطاكيا بالقرب منها ، وذلك لتعلقها المفرط به ، حائلة دون تدوين اسمها في قائمة القديسين ، ولإنقاذ يوحنا لدموع امهِ ، ظل بجوارها في إنطاكيا ، وقضى ظلال البيت حياة صلاة ودرس وتزهد .  

أحب يوحنا إنطاكيا مسقط رأسه لجمالها وحسن آثارها ، وقصورها ، ولا سيما لأن المسيحيين دعوا فيها لأول مرة مسيحيين ، وكان يهنئها لأنها أصبحت مهد المسيحية الثاني بعد أورشليم ، والمنارة التي انبعث منها الإنجيل إلى آسية واليونان .

 بعد وفاة أمهِ ، كان صديقه باسليوس قد سيّمَ كاهناً فحزن لذلك لأنه شعر بأنه غير أهل لهذا الشرف السامي ، فنصحه باسيليوس بالقبول . ففي يوم رسامة باسيليوس إختبأ ولم يحضر ، فلامه صديقه وعاتبهُ ، فضحك يوحنا وأخذ يقبل يديهِ . ثم وضع كتابه الشهير ( بحث في الكهنوت ) وهو عبارة عن مناظرة جميلة بينهما ، يبرىء نفسه مما قذفه به باسيليوس ، وصرح في كتابهِ برأيه في الكاهن ، ووظيفته وشرفهِ ، وسمو مقامهِ ، قال ( ما أرهب هذه الخدمة ) فأجابه باسيليوس : ( إذاً لا تحب يسوع المسيح ، إذا تأبى رعاية قطيعه ) فقال ( بل أحبه وما أعتقده كامناً في رسالة الكاهن وكرامتهِ ، وخدمته ما أخطرها . فعلى الكاهن أن يعيش على الأرض نظير ملائكة السماء ! ) .

  دخل يوحنا ديراً في جوار المدينة وتبعه إثنان من رفاقهِ ، لكن الشيطان أغرى واحداً منهم بهجر الدير فساء عمل يوحنا ، وكتب إليهِ نصيحة ، فاستجاب الله دعاءهِ فرجع صديقهِ إلى الدير وعزم على الإنصراف إلى خدمة الله وحدهُ بكل همة فإنفرد في البرية سنتين مرَوِضاً نفسهِ على الأمور الروحية في خلوته شاغلاً قلبهِ بالفلسفة الإلهية مقتدياً بالنساك الذين يعيشون في البرية . وكانت يد الله تعمل في حياتهِ . سكن في القفر في مغارة في جبل مجاور لأنطاكية لمدة سنتين وألفَ كتابه ( تعليقات على المزامير وعلى إنجيل متى ) ولازم صياماً قاسياً أدى إلأى تحطيم معدته ، وقاسى برداً شديداً لإاصيب بالصداع الشديد وألم في معدتهِ فعاد إلى إنطاكيا للإعتناء بجسدهِ الواهي فهلل الأسقف ملانيوس لرجوعهِ ، ومنحه الشموسية الإنجيلية ، وأقامه على رأس خدمات المحبة في المدينة فتفانى من صميم فؤاده في إسعافالمحرومين والجياع ، ودافع عن حقوقهم لفصاحته الثائرة ، كان يقول للأغنياء ( فيما كلبك إيها الغني متخم بالطعام ، وترى المسيح أخاك الذي يمثلهُ الفقير المعدم يتضوّر جوعاً … فليس الفقراء إلا قرصية واحدة لأشباع عوزه وتفريغ ضيقه وغمهِ ، فلا تطلب منه المزيد على ذلك ، ولكي يكون الفقير مستحقاً عطاءك يكفيه أن يكون فقيراً .

   لقد بلغ يوحنا الثانية والأربعين من العمر ، لكن كان بحسب نفسه فتياً ولا يستحق رتبة الكهنوت .

. وقد روى جرجس الأسكندري أن ملاكاً أمرأن يرسم الشماس يوحنا كاهناً ، وفي أثناء رسامته نزلت حمامةً بيضاء على رأسهِ بمرأى الحاضرين . كان ليوحنا فضائل كثيرة لها تأثير على النفوس ، فنسبوا تفوقه إلى قوة فائقة الطبيعة ، دعي الأسقف ميليتوس لحضور المجمع المسكوني في القسطنطينية فاصطحب معه الكاهن فلافيان . ووكل شؤون الكنيسة في إنطاكيا بيدي القديس الشماس الأنجيلي يوحنا ، وفي أثناء إنعقاد المجمع مات الأسقف مليتيوس فبكاه يوحنا لكونه كان أباه ومرشدهُ . أجمع آباء إنطاكية على رسامة فلافيان خلفاً له ، وهذا بدوره قام برسامة يوحنا كاهناً . أعجب به الشعب الإنطاكي ، فلّقبَهُ ب ( فم الذهب ) وذلك لأن كلماته تماثل قيمة الذهب المصفى النقي  ولأنه كان أشهر واعظ لا في زمانه فحسب ، بل في كل تاريخ المسيحية. ومنحهُ ثقتهِ . فقال يوحنا مخاطباً أياهم ( كما أن الأم الحنون حين ترى ولدها وفلذة كبدها ، في شدة الحمى ، تجلس إلى جانبه ، وتقول له وهي تصعد الزفرات : يا بني العزيز ، ليتني أستطيع التألم عوضاً منك … ليتني أن أتعب عوضكم جميعاً ) . أما الفلاسفة في المدينة فكانوا يرون فيهِ رمزاً إلى قوة الحيوية ، والقدرة على الطبيعة .

   حارب عباد الأصنام ، وحطم الأوثان ، صرف عنايته إلى مقاومة الفلسفة الكاذبة التي جاهرت بمعاداتها للمسيحية . كما حارب الملاهي في المدينة وأماكن التسلية والتنزه التي يمكن فيها ترويح النفس والجسد إغاظة الله . فكان يدعوهم إلى التمتع بجمال الطبيعة وما فيها .

منذ أن ترك البرية كان يعاني من المرض والضعف بسبب التقشفات ، لكنه رغم ذلك لا ينام أكثر من ثلاث ساعات أو أرب في الليل ، ولا يأكل إلا أكلة واحدة في اليوم . وفي بعض الأحيان لا يفطن لها . وألوان الطعام الفاخرة لا توضع على مائدته . ، حتى أنه حاول الإمتناع عن كل طعام مقتصراً على طعام التأمل ليحيى بهِ جسدهِ كما كان يحيى نفسهِ . أي أن جوعه إلى الحقيقة كان شديداً جداً . ولشدة زهده باع الآثاث الثمينة في بيته ، ووزع ثمنها على الفقراء . أشتهر بإستئصال العادات الرديئة في الكنيسة التي كانت تضع من قدر الكاهن وزاد أموال الفقراء بفضل سهرهِ . وراقب أشد المراقبة رواتب كهنتهِ ، وهكذا حقق رغبتهِ في تحسين أحوال الفقراء . وحارب كل العادات السيئة في المدينة وسعى الى زيادة الملاجىء الخيرية ، كما وكل العناية بها إلى الكهنة ولأشخاص أتقياء حتى كثر عدد هذه المؤسسات فأنفق الكثيرين من أموالهم جميعاً على بناء المستشفيات ، وفي آخر الأمر أتزلوا الدنيا ليقضوا حياتهم في خدمة الفقراء والمرضى . أما همة القديس فكانت منصرفة إلى الأقتداء بتلاميذ ربنا والى الإتيان بأعمال كالتي أتاها رسل المسيح وخلفائهم في اورشليم وغيرها .

   كان أتروب وزيرالملك أركاديوس ، وقد عرف يوحنا كاهناً حين زار عاصمة المشرق إنطاكيا ، فقرّ على إنتخابهِ أسقفاً . إلا أنه خاف أن يمتنع القديس يوحنا لتواضعه فعهد على الحيلة التالية : ( دعا يوحنا إلى الكنيسة ، ثم دعاه إلى الركوب معهُ ليتسنى له أن يحادثهُ طويلاً على خلوه . فسار به إلى المنزل ، وأسلمه إلى الجند فساقوهُ إلى القسطنطينية . فتعجب القديس من هذا العمل ، فإعترض عليهم ولكن بدون جدوى . رُسِمَ أسقفاً في 26 شباط سنة 398م في محضر عدد كبير من الأساقفة وأعوان الدولة والملك . فرح الشعب القسطنطيني جداً براعيهِ الجديد . فخطب لهم أول خطبة أظهر فيها حُبهِ الأبوي لهم . كان يرى في رتبته الجديدة عبودية مح*بو-بة ، وكان كلامه يعرب عن تواضعه وعن محبتهِ لأولاده ، وناشدهم أن ينبهوه عن نقائصهِ .

 بعد ذلك انتخب يوحنا الذهبي الفم بطريرك القسطنطينية فشغل وقتهُ كلهُ في مكافحة دسائس البلاط الملكي ، وحياة الأغنياء المبذرين أموالهم في السكر والعربدة والخلاعة . كما أنب بعض الأكليروس على تهاونهم ونفورهم الديني . كان عليه أغلب الأحيان أن يكرز دون ينفسح له المجال في تهيء العظة . ولم يأتِ عظاته آنذاك متقنة كالتي ألقاها في إنطاكيا .

  سنة 403 خلعته الأمبراطورة ( أفدوكسيا ) عن كرسيه مستعينة بسينودس خلقيدونية بسبب ما فتىء القديس فشهر إغتصاباتها للحقوق وتجاوزاتها المجونية الخلاعية . وكذلك لجرأته على تقبيح تمثال ( إفدوكيا ) المنصوب في الساحة المجاورة لكنيسة القديسة صوفيا ، والتي كان القديس يوعظ فيها . هيجت الملكة عليه فانضمت إلى أعدائه وصارت في مقدمة المتآمرين عليه ، وبعد إنعقاد المجمع ، أُرسِلَ إلى المنفى ، فسافر إلى ( كركوزة ) في أرمينية سنة 404 ، ولقي هناك شر معاملة الحراس ومن الأساقفة الذين كان يمر في أبرشياتهم . وقاسى شدة البرد والعوز ، لكن عزة نفسهِ لم تفاقه قط ، إذ سعى في منفاه إلى إكتساب أولئك البرابرة إلى المسيح ، لكنه كان هو وحراسهِ في خوف دائم ، فإضطروا إلى الإعتصام بإحدى القلاع الحصينة ، حيث أصيب بمرض شديد . ومن هناك أيضاً تم إبعاده إلى منفى جديد في مدينة بيتنت، وبينما هو ذاهب إلى منفاه استودع الله روحه الطاهرة في كومانه من مقاطعة البنطس . قائلاً : ( المجد لله في كل الأمور ! ) وذلك في الرابع عشر من أيلول سنة 407 . ولما بلغ الستين من عمره . هكذا خمدت أنفاس ذلك القديس الذهبي الفم الذي طالما فتنَ عقول سامعيه بفصاحته وأنقذ في القلوب سهام بلاغته تشعل فيها نار المحبة الإلهية .

ختاما نقول : القديس يوحنا و باسيليوس الكبير وصديقه غريغوريوس اللاهوتي تتلمذا عند ليبانيوس ويسمى الثلاثة معلمي المسكونة لأنهم اكبرمن وصلوا تعليم الكنيسة في القرن الرابع فتسلمت منهم الكنيسة التعليم القويم . ولا يزالون الحجة الكبرى ولكن ذهبي الفم أخصب من سابقيه بما تركه من آثار واسعة . هذا ما وصلنا منه . والله أعلم بالمفقود . فسّرَ لنا معظم العهد الجديد وأوضح لنا التاريخ عن شخصهِ يجعل تأليفه أعظم شاناً . في إنطاكيا خلب الألباب الرهبان والشعب . في العاصمة القسطنطينية كان قادراً في مناسبتين على خلع الإمبراطور والإمبراطورة ، إلا أنه عدو العن*ف فإختار الموت منفياً على العن*ف . كان مصلحاً إجتماعياً كبيراً جداً . حارب المساوىء والفساد . ح*ما*سه الديني منقطع النظير . حبه للشعب ، وحب الشعب له هو لهيب نار من الإيمان الحي . هو الشماس الأمثل . والكاهن الأمثل ، والأسقف الأمثل . ما كتبه الكتبة عنه يؤلف مكتبةً . حدّقَ الله به نعمة كبيرة لكي يكون شيخ الخطباء والمفسرين . وفي تاريخ الكنيسة أفراد قلائل كانوا مثله . نذكر منهم رومانوس المرنم الحمصي أكبر شاعر مسيحي . ومكسيموس المعترف ، ويوحنا الدمشقي اللاهوتيان . وأندراوس الدمشقي . في القرن السابع عشر الذهبي للأدب الفرنسي أقتدوا به الأدباء ( بوسييه ويوفون وماسيون الفرنسيون ) .

تعّد له الكنيسة في السابع والعشرين من كانون الثاني ، ذلك اليوم الذي فيهِ نقل رفاته الطاهر إلى القسطنطينية . وحمل بعد ذلك إلى كاتدرائية القديس بطرس في روما . وأعلنه البابا بيوس العاشر سنة 1908 معلماً للكنيسة ، وشفيع الخطباء الروحيين . 

التوقيع ( لأني لا أستحي بالبشارة . فهي قدرة الله لخلاص كل مؤمن ) ” رو 16:1 

 المصادر

1-فادي وذيسبينا  المؤلف / اسبيرو جبور

2- أمهات كهنة  للأب أميل الحاج البولسي

3-مختصر عن حياة القديسين والقديسات  للأب باسل يلدو

Exit mobile version