القديس البهلوان

القديس البهلوان

إعداد / مشرف المنتدى

 هذه القصة حقيقية لأحد القديسين ألذي فتح عيناه ليرى نور هذا العالم فوجد والده يعمل بهلواناً حتى أنهم كانوا يستدعونه في بعض الحفلات التي يحضرها الإمبراطور ليضحّك الشعب والحاشية بحركاته العجيبة . ورث القديس حنا عن والده هذه المهنة حتى صار مشهوراً مثل أبيه . ولكن في كل مرة كان يرى المسيحيين يتقدمون للإستشهاد ، فأراد أن يعرف السبب ، وكان يشعر برغبة شديدة ليتعلم مبادىء الدين المسيحي الذي لا يعلم عنه سوى القليل ، فبدأ يذهب إلى الكنيسة ، وأحب المسيح ، وسمع قصص الآباء الرهبان ، فذهب إلى رئيس الدير ليطلب منه أن يقبله راهباً عنده لأنه قد أحب المسيح حباً شديداً . فسأله رئيس الدير عن الصلاة والصوم والقداس الإلهي والتسابيح ، فأجابه : يا أبي إني لا أعرف شيئاً في حياتي سوى الألعاب البهلوانية ، ولكني مستعد أن أعمل أي شىء تطلبهُ مني ، علمني وأنا سأكون تلميذاً مطيعاً . أحسَ رئيس الدير بمحبته وطاعته فقبله راهباً تحت الإختبار .

    وفي يوم طرق بعض الرهبان باب رئيس الدير وهم غاضبون ، فقالوا لرئيسهم : ما هذا يا أبانا هل نحن في سيرك ؟ إننا تركنا العالم لنتفرغ للصلاة فهل يأتي هذا الراهب البهلوان ليفسد علينا وحدتنا ؟

   فقال لهم رئيس الدير : ماذا حدث يا أخوتي ؟

فقالوا له : تعالى وإنظر يا أبانا إن الراهب البهلوان يلعب بألعابه البهلوانية في الدير . فتعجب الأب في داخلهِ وصرفهم ، ووعدهم أن يتصرف في الأمر .

صلى رئيس الدير كما تَعَوَدَ وطلب من الله أن يرشده في التصرف ، هل يطردهُ ؟ أم كيف يتصرف معه ؟

وفي خطوات هادئة ذهب نحو قلاية الراهب البهلوان وإذا به يجد الراهب يقفز ، ويتجقلب ، وينط ، ويعمل ما كان يعملهُ فعلاً في السيرك . غضب أبونا وإقترب أكثر فوجده أمام أيقونة العذراء يحدثها قائلاً : ( يا أمي العذراء كل سنة وأنتي طيبة ، أنا لا أعرف كيف أقدم لك شيئاً يُعَبّر عن حبي لك في ليلة عيدك فأنا لم أتعلم سوى شيئاً واحداً من والدي فسأقدمه لك ، ولكني أعدكِ أن أحاول أن أتعلم التمجيد مثل سائر أبائي الرهبان ، فهل تقبلي مني هذه اللعبة البهلوانية ؟ )

 ولشدة دهشة رئيس الدير سمح له الله ليرى صورة العذراء تتجلى وتبتسم إبتسامة رقيقة وتنظر إلى الراهب في حب شديد .

 بكى رئيس الدير وذهب متعجباً في نفسه فإن الله يقبل من كل إنسان ما يعبر بهِ عن حبهِ إذا كان صادقاً .

ليتمجد أسم الله .

Exit mobile version