القديسة سلطانة مهدوخت الشهيدة ( 319 )

القديسة سلطانة مهدوخت الشهيدة ( 319 )

إعداد / وردا إسحاق قلّو

في السنة التاسعة لحكم شابور ملك الفرس (318) م كانت بشرى المسيح قد انتشرت في أرجاء الأمبراطورية الفارسية كلها ، وكان ذلك العهد أمير اسمه ( فولار ) خاضعاً لسلطة الملك شابور وقد تلقى أمراً بإضطهاد جميع المسيحيين المتواجدين في منطقته ، ويجري استنطاقهم إمام الملك ويحكم عليهم بالموت .

   وكان لهذا الأمير ولدان هما ادورفروا وميهرنسا وأبنة اسمها سلطان ماهدوخت . تربي الأولاد على المذهب المجوسي الذي كان دين الرؤساء والملوك . وبينما هم عائدون من كرخ سلوخ (كركوك الحالية) إلى قريتهم  بلغوا قرية صغيرة تدعى أحوان واقعة على الطريق وإذا بالأخ الصغير يسقط من حصانه وتنكسر فخذه حتى كادت تنفصل عن جسمه ….! أنتاب الهلع الأخ الأكبرمع أخته سلطان ماهدوخت ودخلا القرية وهم باكين . ولما سمع الأسقف مار عبدا ذهب لزيارتهم . غاب الطفل عن وعية وعاين رؤيا سماوية شاهد المسيح ملك الملوك وبينما كان الفتى غارقا في تلك الرؤيا وصل القديس عنده حيث جثا على ركبته وصلى إلى سيده ثم قام ووضع الساق في موضعها ورسم عليها الصليب وصرخ بصوت عالٍ وبإيمان باسم يسوع المسيح ابن الله الحي قم أيها الصبي . فقام الصبي في الحال وشرعَ الحاضرون يؤدون المجد للمسيح الرب .

      وحينما أستعاد الصبي وعيه وتذكر ما شاهد الرؤيا عرف إن كاهن المسيح الذي رآه في الرؤيا. ولما رأت السلطانة مهدوخت ما نطق به أخوها صرخت هي أيضا وقالت (( تبارك المسيح الذي أعاد الرجاء إلى اليائسين _تبارك المسيح الذي في انكسار فخذ أخي حطم قيود الشيطان وصادنا لعمل مشيئته )) ثم قالت لمار عبدا : أنت يا عبد المسيح الذي أرسلت لخلاصنا ؟ لم تهمل أمرنا ؟ فنالوا العماد المقدس وأشتركوا في الوليمة الروحية بتناول جسد المسيح ودمه . ولما تم كل شيء وإذا بروح الرب قد أختطف المعمدين الجدد ونقلهم إلى واد ٍ يقع فوق القرية فيه حوض من الماء وكهف صغير فوجدوا أنفسهم في ذلك الكهف أما أقربائهم الذين كانوا معهم ذهبوا وأخبروا والدهم بما جرى فكتب إلى شابور ليطلعه على فقدان أولاده وجاء جواب الملك يأمره بالبحث عنهم وبإخباره حال العثور عليهم . أما سلطانة مهادوخت وأخوتها فقد ظلوا عائشين في ذلك الكوخ الصغير الضيق . بعد ثلاث سنوات من العبادة والعيش في الكهف تم العثور عليهم أمام الكهف جمهور غفير من الناس كانوا يريدون الدنو من القديسين والتبرك بهم ونيل الشفاء لأمراضهم .

    ودنا الأخ الأكبر وأحنى رأسه أمام السياف فضرب عنقه وركض  أخوه الأصغر ثم أحنى رأسه أمام السياف فقطع رأسه وفي الحال أصاب السياف بمرض شديد وأرتجفت يده وسقط منها السيف ولم يشأ أن يق*ت*ل أختهم فقالت له سلطانة ماهدوخت أنجز عملك كله ولا تؤخرني عن إلحاق بأخوي فقال السياف ليتني ما ق*ت*لت هذين أيضا …. فقالت له أذهب وأغتسل في المياه التي بها غسلت سيفك فتنل الشفاء . حيث كان يغسل سيفه في الغدير بعد ما كان يضرب عنق أخوتها كل مرة .

فذهب وأغتسل وعاد معافي ثم انجز  قسمه فضرب عنقها وقطع رأسها . أراد الوثنيون إحراق أجسادهم حسب أمر الملك شابور إلا أنها اختفت عن الأنظار .

  أقاموا في ذلك الموضع كنيسة وبعد إنتشار المسيحية في أرجاء المنطقة على أسم هؤلاء الشهداء تخليداً لذكراهم العطرة وكانت تجري فيها عجائب بشفاعة هؤلاء القديسين ، وكان إستشهادهم في الثاني عشر من شهر كانون الثاني من سنة ( 319 م ) .

قصة بناء الكنيسة وكما سردوها الأجداد لهذه القديسة الشهيدة ،

        كان يعيش هناك راعي غنم فقير جداً . حلم بحلم بأن القديسة قد أتت وقالت له ، أريد منك أن تبني كنيسة بحليب الغنم والجص . فنفذ طلبها حسب ما قيل . حيث كان يخرج من بيته ليبني أساس الكنيسة ، لكن عندما كان يعود في اليوم الثاني فلم يجد حتى آثاراً لتلك الحجارة التي كان يبنيها حيث كانت تختفي في اليوم التالي ، وأستمر حتى ظهور القديسة له مرةً ثانية وقالت له :    

إنا سوف أساعدك ببناء الكنيسة وهكذا مرة أخرى قام ببناء الكنيسة وبصورة فائقة وعجيبة بمساعدة القديسة مها دوخت . يقال كل جص وحجر كان ينقل من جبال كارا بمعنى كم كان عدد الأشخاص الذين قاموا ببناءها ؟ لا أحد يعرف لذلك نلاحظ لا أساس لتلك الكنيسة….

 يقام تذكار لهذة القديسة العظيمة شفيعة القرية يوم 15 من شهر أيار بربيع مزدهر بتلك البقعة المحاطة بالجبال كنيستها القائمة في أحضان واد اخضر ظليل تحيط بها الاشجار المتنوعة  وسماع خرير المياه العذبة التي تخرج من تلك العيون تحكي قصة الأرض الطيبة بنعمة الرب بكل جمالها وحياة الطبيعية الساحرة لمنظرها الخلابة

       والقصة التي ولا زالت من  القصص العجيبة التي  يتذكرونها الجميع وحسب ما قيل حيث في إحدى الليالي دخل إليها ثلاث أشخاص وأرادوا إن يسرقوا الكنيسة وعند خروجهم من الكنيسة عن طريق فتحات في   الجدار أو شبابيك صغيرة حيث التصميم القديم لكنائسنا منذ بداية العبادة المسيحية والطريقة المبتكرة انا ذاك  عندها لم يستطيعوا الخروج من الكنيسة تم العثور على جثثهم مقطوعي الرأس داخل الكنيسة ودمائهم اصبحت ومازالت  تحت تلك الفتحات لحد هذا اليوم فمهما حاولوا صبغ او مسح تلك الدماء لكن اثارها باقية ليومنا هذا تلك هي المسيحية التي بقوة تواضعها وقوة عجائبها يؤمن بها كل من طلب او تمنى امنيه من القلب تفتح له ابواب الأمان بقوة من الرب ويسوع المسيح عليه السلام ….اتمنى قد وفقت بكتابة بعض الأسطر عن القصة المعطرة بدم الشهداء المسيح ودين المسيحية

    من أهم المعالم الأثرية في قرية ارادن هي كنيسة القديسة الشهيدة سلطانة مهدوخت العجائبية والتي شيدت في القرن الرابع الميلادي وتقع على سفح أكبر تل بارز في سهل صبنا وهو تل روما ܪܘܡܐ والمتميز بكثرة الاعجوبات التي قامت بها هذه القديسة واهل القرية ينقلون قصص الاعاجيب من الاباء إلى الأبناء والاحفاد وهكذا. وسكان المنطقة والقرى المجاورة يؤمنون بهذه القديسة ويقيمون لها تذكار ( شيرا ) ܫܝܪܐ في الخامس عشر من أيار من كل عام حيث يقيم القداس الكبير وبعد الانتهاء من القداس تقدم الاضاحي والقرابين من الأغنام والمواشي وتتوزع على الفقراء والمحتاجين ويعتبرها سكان ارادن الشفيعة القوية لقريتهم . كذلك توجد كنيسة القديسة نشموني وهي كنيسة موغلة في القدم أيضا وهناك القلاي أو المغارة الصغيرة والتي وحسب الرواية فان القديسة سلطانة مهدوخت قد التجات إليها عندما امنت برب المجد هربا من بطش أبيها الملك لها هي واخويها الاثنان

           

 اردن ( ارعا دعدين ) بالسريانية، او جنة عدن نسبة إلى جنة عدن التي كان يعيش فيها ادم وحواء

هي قرية من قرى شمال العراق يبلغ ارتفاعها عن سطح البحرقرابة1723متر تبلغ مساحتها 18 كم² كلمة ارادن مشتقة من جنة عدن دلالة على جمالها وزهوها بخضارها ومياهها وهوائها وخصوبة تربتها . تشتهر ارادن ببساتينها وحقولها ومروجها الدائمة الخضرة ومياهها العذبة التي تنبع من عدة ينابيع وعيون مائية متميزة بنقائها وصفائها وخلوها من الشوائب . وتشكل هذه النسب من المياه بالإضافة إلى الزراعة العصب أو الشريان الرئيسي لحياة أبناء هذه  القرية .

لتشفعنا القديسة مهدوخت بصلواتها لدى الرب يسوع 

Exit mobile version