مقالات دينية

من هو يسوع المسيح ؟

الكاتب: مشرف المنتدى الديني
 
من هو يسوع المسيح ؟
 الجزء الثاني : يسوع المسيح هو “ألأعلان الكامل لله “.
نافع البرواري
مقدمة
ما يقوله الملحدون عن الديانات بانها ظلالات وخرافات وليست حقيقة وعندهم العلم والعقل هو الحقيقة قد يكون سؤال منطقي عندما يدعي كل دين من مجموع مالا يقل عن 24 ديانة رئيسية في العالم كلٌّ يعتقد بان دينه هو الحق بينما الدين الآخر ظلال.
يقول  رافي زكريا :
” لقد سافرتُ عبر أرجاء العالم . بحثتُ عن كل شيء عن الديانات الهندوسية والبوذية …الخ ولم اجد ما يُرضي ذهني وقلبي وأعمق اشتياقات نفسي كما يسوع . فهو ليس مجرَّد الطريق والحق والحياة ، لكنه شخصي بالنسبة لي .إنَّه طريقي ، وحقي ، وحياتي – تماما كما يمكن أن يكون لأيِّ انسان يصل اليه …إنّه ليس بعيدا عن أيّ منا “.(1)
أمّا فيليب يانسي في كتابه المشهور “يسوع الذي لم أكن أعرفه ” يقول:
“عدد الكتب التي كُتبت عن يسوع في العشرين سنة ألأخيرة ، فوجد أنّها تفوق ما كُتب في التسعة عشر قرنا الماضية . وشعرت أنَّ التعليق المذكور في نهاية انجيل يوحنا حقيقي إذ قال :” وأشياء اخر كثيرة
صنعها يسوع ان كتبت واحدة واحدة فلست اظن ان العالم نفسه يسع الكتب المكتبوبة “يوحنا 21: 25 ”
كان يسوع انسانا يهوديا من الجليل له اسم وعائلة ، انسان مثل اي انسان آخر . إلاّ أنَّه –من ناحية أخرى – كان شخصا مختلفا عن أيِّ شخص آخر عاش قبله على وجه ألأرض.(2)
أمّا سي . أس . لوس يقول في كتابه “الله ألأنسان ألألم “:
“هناك رجل (يسوع) ولد بين  اليهود يزعم انه معطي” القانون الاخلاقي “, هذا الزعم صادم للغاية – انها مفارقة بل انه رعب , ان هناك وجهتي نظر فقط يمكن بهما التفكير في هذا الرجل , فهو اما انه كان مجنونا من نوع مكروه بطريقه غير عاديه يهذي , او انه كان و هو بالفعل , بالتحديد ما قاله عن نفسه ..لا يوجد شيئ في المنتصف … فاذا كانت السجلات تجعل الفرضية الاولى غير مقبوله , فلابد لك من ان تخضع للفرضية الثانية …و اذا فعلت ذلك فان كل شيئ اخر يزعمه المسيحيون يصبح ذا مصداقيه …ان هذا الرجل رغم انه قُتل إلا انه حي , و ان موته بطريقه ما غير مفهومه للفكر البشري وقد احدث تغيرا حقيقيا في علاقتنا بذلك الرب “الرهيب” و “البار ” و هذا التغير لصالحنا”.(3)
المسيحية والديانات ألأخرى
في مناظرة بين ريتشارد دوكنز ، عالم الأحياء الملحد المشهور، و جون لينكس عالم الرياضيات المسيحي المؤمن :   
سأل ريتشارد دوكنز العالم جون لينكس :كيف تفسر نقآط آلتشآبه بين آلآديآن ولمآذآ تظن آن آلمسيحية متفوقة على غيرهآ وهي آقدر على آلبقآء ؟فأجاب جون لينكس : ” اعتقد حين ننظر حول آلعآلم نجد آبعآد مختلفة لدى كل دين , و آحد آهمهآ هو آلبعد الآخلآقي و كمآ هو متفق بين آلكثير , ستجد منظومآت آخلآقية مشتركة .. .وأنتَ ( وهنآ يوجه كلآمه إلى ريتشآرد دوكينز )  ذكرت هذآ في كتآبك وهو إتفآق آخلآقي بين آلنآس دينين آو لآ دينين بآلنسبة لي , آلتفسير هو آن كل إنسآن يعتبر كآئناً آخلآقياً مصنوعاً على صورة الله ، لذآ حين آنظر حول آلعآلم, سآتوقع من آلمؤمنين و غير آلمؤمنين آن يكون لديهم حس آخلآقي متشآبه على هذآ آلمستوى ولكنك ستلآحظ آلفرق بينهم في آسآس آلعلآقة مع الله و آلآختلآف آن بعض الآديآن ترى آعتمآد آلعلآقة مع آلخآلق مبنية على الآكتسآب آلبشري بينمآ آلمسيحية تقول عكس هذآ , و هو آن آلعلآقة مع الله تآتي من آلوثوق بآلمسيح , لمآ قدمه خلآل صلبه وبعثه و هذه نعمة وليست إكتسآباً…… و آجآب مكملآ على آلشق آلثآني حول آلمميز على آلمسيحية و قدرتهآ على آلبقآء بعكس آلديآنات الآخرى   آعتقد آن آلسؤال بآلنسبة ليهل آلمسيحية على حق آم لآ ؟و آلمسيح آنه إدعى طريق آلحق و آلحيآة و لآ آعلم هل هذآ حقيقة آم خرآفة محضة ولكني مقتنع بصحته فلمآذا ؟ يجيب فيقول: “لو آخذنآ آلآديآن آلتوحيدية آلثلآث و موقفهآ تجآه آلمسيح .. فتجد آحد الآديآن يؤمن آنه مآت ولم يرفع و الآخر يؤمن آنه لم يمت ..و آلمسيحية تؤمن آنه مآت ثم بعث وآعتقد يمكن فحص هذآ من خلآل آلتآريخ . وآلنقطة آلثآنية و آلآهم يبدو لي آن آلمسيحية لآ تتنآفس مع آلآديآن الآخرى .. لآن رأي مآ يعرضه علي آلمسيح في آلكتآب آلمقدس لآ يعرضه دين آخر ,, فأغلب الآديآن تعرض علي منهجاً آخلآقيآ لآتبعه و قد يكون هذآ ممتآزاً لكن مآ تقدمه آلمسيحية هو تشخيص مبدع يرفضه آلبعض و هو آني آجد نفسي عآجزاً مفككاً عن الآلتزآم بمقآيسي ثم آجد آيضآ آن آلعلآقة مع آلله انقطعت و آن هنآك حآجة للإصلآح وللغفرآن و آجد في موت آلمسيح و بعثه مرجعية منآسبة للغفرآن .. ويمكنني آن آكون متيقناً من علآقتي مع الله و لآ أجد هذآ في أي دين آخر ,, قد آجد آخلآقاً حميدة ومآ شآبههآ و آعتقد بوجوب آحترآم أتبآع الآديآن الآخرى .. ومآ ذكرته هو آلفرق الآسآسي بين آلمسيحية والآديآن الآخرى “.(4) 
لقد أعطى بوذا تلاميذه تصريحا أن ينسوه طالما كانوا يحترمون تعاليمه ويتّتبعوها . وقال أفلاطون شيئا مماثلا لسقراط . أمّا يسوع فقد أشار الى نفسه ، وقال “أنا الطريق “…كيف يحدث أنَّ هذا الجليلي الذي له أُسرى ووطن يتعبّدون له على أنّه “اله حق من اله حق “. ألأمر بسيط : إقرأ الأناجيل وخاصة انجيل يوحنا . لقد قبل يسوع تعبُّد بطرس وتوبته بعد أن خانه. قال للمقعد وللمرأة الزانية وكثيرين ، قال لهم بكل سلطان: مغفورة لك خطاياك “. وقال لأورشليم :”ارسلتُ لكم حكماء وأنبياء ومعلمين “!!! كما لم يكن هو واحدا منهم ، ولكنه هو الله محرك التاريخ وصانعه . إنَّ تصريحات يسوع الجريئة عن نفسه تمثل المشكلة الرئيسية في كل التاريخ . وهي النقطة التي تفصل بين المسيحيين وألأديان ألأخرى . وبالرغم من أنَّ المسلمين واليهود يحترمون المسيح كمعلم ونبي عظيم ، فلا يمكن لمسلم أن يتخيَّل أن محمدا يدّعي انه يهوة . وبالمثل فإنَّ الهندوس يؤمنوا بالتجسُّد ، ولكن ليس في تجسُّد المسيح ، في حين أنَّ البوذيين ليس لهم ايّ مقولة تدَّعي أنَّ الله اصبح انسانا “(5
كيف يختلف يسوع عن غيره من القادة الدينيين أوالفلاسفة أو المصلحين؟
يقول رافي زكريا :
“استطاع موسى أن يتأمل في الناموس ، وأستطاع محمّد أن يُشهر السيف وأستطاع بوذا أن يقدّم المشورة الشخصية ، وأستطاع كونفوشيوس أن يعرض ألأقوال الحكيمة ، لكن أنَّ من هؤلاء لم يكن مؤهلا لتقديم كفّارة عن خطايا العالم …المسيح وحده يستحق التكريس والعبادة بلاحدود …..المسيح هو الطريق والحق والحياة لأنَّه  أجاب على أسئلة الأنسان الأساسية 1- ألأصل 2- المعنى 3- ألأخلاق 4- المعايير . فهناك إجابات على خلاف إجابات أيّة ديانة اخرى … لم يتكلم إنسان قط مثل يسوع ، ولم يجب إنسان قط على ألأسئلة كما أجاب هو، لأفتراضنا فقط ، بل شخصيا أيضا ، وجوديا يمكننا التأكُّد من ذلك ، وتجريبيا يمكننا التأكُّد من ذلك ….ليس كُلِّ دين هو على حق ، فقد يكون فيه لمحات من الحق ….ويسوع أوضح ألأمر أنَّ الحقائق ألأبدية عن الله يمكن أن تعرف يسوع مركز ألأنجيل –ففيه جاء كُلّ الحق مُعلنا- …يسوع لم يأتي  الى هذا العالم ليجعل ألأشرار أخيارا بل جاء ليجعل الموتى أحياء “في البدء كان الكلمة ….ورأينا مجده  كما لوحيد من ألآب مملوء نعمة وحق “.(6)
أمّا مايكل نوفاك كتب يقول :” كُلِّ من أرسطو وأفلاطون إعتقدا أنَّ مُعظم البشر بالطبيعة عبيد ومناسبين فقط للعبودية ، ومعظمهم ليست لهم طبيعة تستحق الحريّة . اليونانيّون إستخدموا “الكرامة” لمجرّد القلّة لا لكُلّ البشر . وعلى النقيض أصرَّت المسيحية أنَّ كُلِّ إنسان مح*بو-ب من قبل الخالق ومخلوق على صورة الخالق ، ومحدّد له الصداقة ألأبديّة وألأشتراك معهُ…ألأفكار الحضارية للحرية ، والضمير ، والحق ، التي يمكن اسناده الى المسيحية …..وبدون ألأساسات المسيحية الموضوعية لنا في العصور الوسطى والقرن السادس عشر ، لصارت حياتنا ألأقتصادية والسياسية معا لا أكثر فقرا فحسب ، بل أيضا أكثر وحشية .(7)
أمّا ألأب تيار دي شاردن في كتابه العلم والمسيح كتب يقول :” المسيح ليس مؤسس حركة دينية أو مبشّرا برسالة معيّنة ، بل هو الرسالة نفسها التي جاء من أجل إعلانها . والمسيحي ليس ذلك الأنسان الذي يعتنق عقيدة معيّنة أو يمارس خلقيّة مميزة ، بل هو الذي يتحد بالمسيح كليا ويصبح وإيّاه واحدا . فأن يكون ألأنسان مسيحيا فذلك يعني “أن يكون في المسيح ” كما يقول القديس بولس . وهذا ما لانراه في الديانات الأخرى . فبوذا ومحمد هما مؤسسان لتيّارين دينيين مهمّين  يدعوان الى الخلاص حسب . فأن تكون بوذيا فهذا يعني ان تقبل بفلسفة بوذا وتتبع تعاليمه . وأن تكون محمدّيا فهذا يعني أيضا أن تقبل بالقرآن كتابا مقدسا وان تعمل بتعاليمه …. إنَّ المسيح التاريخي قد أعلن عن عودته في آخرألأزمنة . من هنا فإنَّ المسيحية توجه المسيحيين الى المستقبل وليس الى الماضي . إنّها تُعلِّمهم أن يعيشوا في الرجاء وعيونهم متّجهة الى المسيح المنتصر والعائد في آخر ألأزمنة لأنّه  مُكّمل التاريخ ومحقّقه …إنَّ عودة المسيح المُظفَّرة يجب أن تُهيّء بتحقيق جسده السري لأنَّ المسيح الكلي يضمُّ الرأس والأعضاء كما يقول أغوسطينوس . فالعالم كُلُّه هو كمال المسيح الذي فيه يُفتدى كل ما في السماء والأرض ، ويوضع تحت سلطة قائد واحد هو المسيح (مسيح الكون ) الذي يوحّده الى ألأبد . وهذا ما لا نجده لا في البوذية ولا في ألأسلام ولا في أيّة  ديانة أخرى ..إن شريعة الخليقة المسيحية تُختصر بمحبة الله ومحبة القريب . فالمسيحي لايكتفي بأن لايضر قريبه وحسب هذا  ما نسمّيه بالمحبة السلبية، بل عليه أن يصنع الخير والسلام ويضع السعادة في قلب ألأنسانية جمعاء ، وهذا ما نسميه بالمحبة الأيجابية . ولقد تأثرت الهندوسية والبوذية والأسلام بهذه المحبّة ألأيجابية (اي بما جاءت به المسيحية ) الفاعلة ..فالمسيحية هي تكتمل وتكلِّل ، طبيعيَّا ، مسيرة الخلق كُلّها …هذا الأنسجام بين المسيحية والتطور الذي يُشكِّل القاعدة ألأساسية لأكتشاف الحقيقة …فأمام عظمة الواقع الذي يتكشّف لجيلنا ، يرى البعض (من غير المؤمنين ) يبتعدون عن المسيح لأنّهم كوَّنوا صورة عنه هي أصغر جدا من صورة العالم . وأمّا ألآخرون (كثير من المؤمنين ) وهم أعمق ثقافة ، فإنهم يشعرون بصراع مرير يتآكلهم حتى الموت . فمن سيكون ألأكبر أمامهم ، والذي تحقُّ له العبادة ؟ المسيح أم الكون ؟ .إنَّ الكون ينمو باطراد لذلك يجب حتما ، أن يكون المسيح رسميا ، وبكل وضوح ، فوق كُلِّ قياس . ولكي يبدأ غير المؤمنين ويبقى المؤمنون في ايمانهم يجب علينا ان نرفع ، أمام جميع البشر ، صورة المسيح الكوني”.
ويضيف ، في مكان آخر فيقول :إنَّ مسيح الوحي ليس سوى ألأوميغا . وبصفته ألأوميغا يبدو سهل المنال وواجب الوجود في كُلِّ شيء . وبما أنّه اخيرا ألأوميغا فعليه أن يسيطر على الكون ويروحنه بواسطة مجاهدات تجسّده “.ص 87
فالمسيح قبل كلِّ شيء قد تحسَّسة بنفسه القلب البشري الفرد ، هذا القلب الذي هو مصدر هنائنا وعذابنا . ولكن في صميمه ، لانجد انسانا فردا ، بل ألأنسان ،- وليس فقط ألأنسان ألكامل ، بل ألأنسان المثالي ،- ألأنسان الشامل الذي كان يجمع في إعماق ضميره الناس جميعا .وعلى هذا ألأساس كان عليه أن يمر بتجربة كونية (التجسد) …إنَّ المسيح في تجربة الموت الفردي على نفسه ، وبموته ، بقدسيَّة موت العالم ، قد غيّر وجهات نظرنا ومخاوفنا . فهو قد قهر الموت وأعطاه ، طبيعا ، قيمة تبدُّل . ومع المسيح ، دخل العالم في صميم الله .
وهكذا قام المسيح من بين ألأموات..إنَّها حدث كوني هائل ،إنّها علامة تملُّك المسيح الفعلي لوظائفه كمركز كوني .يشعُّ على الكون كُلّهُ كوعي ونشاط … وهكذا ترامى نحو السماوات العلى بعد أن لامس أعمق أعماق الأرض ..لقد نزل وصعد ليملأ كل شيء(افسس 4،10).  (8)
أنَّ أيّاً من الأشخاص، سواء انبياء العهد القديم او بوذا او زرادشت او محمد او كونفيشوس ،  لـم يدّع بأنه اللـه، لكن يسوع قال ذلك عن نفسه. وهذا ما يميّزه عن غيره من القادة الدينيين.لـم يمض وقت طويل حتى بدأ الذين عرفوا يسوع يدركون أنه كان يقول أشياء مذهلة عن نفسه. واصبح من الواضح ان اقواله عن نفسه تجعله اكثر من مجرد نبي ومعلـم. لـم يكن هنالك شك في أنه يدّعي الألوهية. كما قدّم نفسه على أنه الطريق الوحيد لإقامة علاقة مع اللـه والمصدر الوحيد للغفران، والطريق الوحيد للخلاص.
ان اعمال يسوع وأقواله عندما كان على الارض تساعدنا على التعرف إليه جيدا.‏ كما اننا من خلال يسوع يمكننا التعرف الى الله  بشكل افضل.‏ لماذا؟‏ لأنَّ ألأبن (يسوع)  هو صورة ابيه . قال يسوع لأحد تلاميذه:‏ “مَن رآني فقد رأى الآب ايضا”.
يقول الرسول يوحنا الحبيب عن المسيح  “كان الكلمة الله”(يوحنا 1  :1 ). و “الكلمة صار جسدا”(يوحنا 1 :14). وتبين لنا الآيات أن الله تجسد. عندما قال التلميذ توما للمسيح “ربي والهي” في (يوحنا 28:20)، لم يقم يسوع بانتهاره أو تصحيح ما قاله. ونجد أيضا أن الرسول بولس يصفه في (تيطس 13:2) “الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح”. ويكرر الرسول بطرس الشيء ذاته بقوله “…. الله ومخلصنا يسوع المسيح” (بطرس الثانية 1:1).(9)
يقول احد الاباء القديسيين
” لو جردنا المسيح عن العهد الجديد فلا عهد جديد ،اي لن يكون للأنجيل معنى . ولو جردنا ألأنجيل عن المسيح فلا يوجد مسيح  . بينما الديانات أذا جردنا مؤسس الديانة عن تعاليم تلك الديانة ، فالديانة باقية
يقول المسيح عن نفسه فتشوا الكتب يوحنا 5:39″ . (10)
تميل كتب اللاهت لتعريف الله بتعريفات خاطئة مثل : “الذي لايموت ، الذي لانراه ، غير المحدود ”
يقول فيليب يانسي
الله ليس صامتا فالكلمة (يسوع) تحدَّث ليس من عاصفة  ولكن من حنجرة انسانية لفلسطيني يهودي . وفي شخص المسيح وضع الله على طاولة التشريح ممدودا للصلب لكي يُعيد ألأمل لكل من يشك عبر الأجيال بمن فيهم أنا “.
“ان التناقض الواضح بين  العمق والدهاء في تعاليم المسيح ألأخلاقية والأفراط في جنون العظمة التي لابد وانها هي التي كانت وراء كل تعاليمه اللأهوتية ما لم يكن هو الله حقا . انّ الأنسان الذي يقول “انا الطريق والحق والحياة” لن يكون معلما عظيما للأخلاق فحسب . فهو إمّا أن يكون مجنونا أو شيطانا . وعليك أن تختار ، امّا أن هذا الرجل هو أبن الله ، والاّ فانه يكون رجلا مجنونا أو أسوأ  من ذلك”.(11)
يقول سي .اس لويس:  و في كتابه “المسيحية المجرّدة”
 : “البعض يقبل المسيح معلماً وداعية أخلاقياً ويرفضه إلهاً. هذا جهل وعدم فهم للمسيح. أي إنسان مهما كانت قدرته لا يستطيع أن يقول ما قاله المسيح عن نفسه. نحن أمام خيارين لا ثالث لهما إما أن يكون هو ابن الله حقاً أو يكون رجلاً مختل العقل أو أسوء من ذلك. إما أن ترفضه وتدير وجهك عنه أو ترتمي تحت قدميه قائلاً: ربي وإلهي. لا يمكن أن تتظاهر باحترامه وتكريمه وقبوله على أنه معلم أخلاقي. هذه مغالطة كبيرة “.(12)
فكما كتب الكاتب سي أس لويس، أن الايمان بأن يسوع المسيح كمجرد معلم صالح هو ليس اختيار وارد. اذ أعلن يسوع المسيح بنفسه وبكل وضوح وجهارة بأنه الله. ان لم يكن هو الله، اذن فهو كاذب وان كان كاذبا فهو لا يصلح أن يكون نبيا أو معلم أوحتى رجل صالح.
وهو نفس السؤال الذي طرحه يسوع المسيح على تلاميذه عندما سالهم   ماذا يقول الناس عني؟ “وانتم من تظنون أنّي أنا “.(13)
جاري كولنز- أُستاذ علم النفس لمدة 20 عاما ، ومؤلف 45 كتابا متعلقا بعلم النفس – قال إنَّ يسوع لم يُبيّن مشاعر غير مناسبة ، بل كان  متصلا بالواقع ، وكان لامعا ذات أفكار مدهشة في الطبيعة وألأنسانية ، وقد تمتّع بعلاقات مستمرة  عميقة . واستنتج كولنز : “لا أرى علامات أنّ يسوع كان يعاني من أي مرض عقلي معروف “. وبالأضافة الى ذلك ، فقد دعم يسوع تأكيده بأنّه الله من خلال ألأعمال ألأعجازية (الخارقة للطبيعة) للشفاء ، وألأظهارات المدهشة لسلطانه على الطبيعة ، والتعليم الذي لايُنافس ، والفهم الألهي للبشر ، وقيامته التي كانت الدليل الجوهري لألوهيَّته “.
العهد الجديد يؤكِّد بشكل خاص أنَّ يسوع قد امتلك أساسا كُلِّ مؤهلات ألألوهية ، بما فيها كُلّية المعرفة ، وكلية الوجود ، وكُلّية القدرة ، والخلود، والثبات
بالرجوع الى أكثر التقاليد المبكرة ، ألآمنة بلا شك من التطور الأسطوري ، كان “بن ويزنجتون الثالث ” مؤلف كتا ب
The Christology of Jesus
 قادرا أن يوضّح أن يسوع كان لديه وعي بالذات سام وفائق . وبناء على الدليل قال ويزنجتون : “هل آمن يسوع أنّه كان ابن الله ، مسيح الله ؟ وألأجابة نعم . هل رأى نفسه بإعتباره المسيا ألأخير ؟ نعم ، هذه هي الطريقة التي رأى بها نفسه .هل آمن أن أي إنسان أقل شأنا من الله يمكنه خلاص العالم ؟ لا ، لستُ أؤمن بذلك”.(14)
يتسائل فيليب يانسي  قائلا :”كيف أنّ هذا النجار البسيط الذي عاش ثلاثين سنة في قرية بسيطة نائية ولم تتجاوز رسالته ثلاث سنوات … كيف انّ هذا ألأنسان الحافي القدمين الذي لم يملك قصورا ولا جيوشا ولا قدرة ولا سلطة الا تلك القدرة الفوقية التي كانت تملئه وتملاْ كل من يسمعه ويتبعه ………وتلك السلطة الروحية التي جعلته يطئ تحت قدميه قوى الشر والجحيم ويجذب الى ذاته الشعوب والجماهير …من ضعفاء وأقوياء وكبار وصغار …وبسطاء وعلماء؟.
المتشككون يقولون انه كان رجل عظيم ومصلح اجتماعي اتى بمبادئ انسانية راقية ورجل غير التاريخ والمجتمعات بكاملها ولازالت تعاليمه مصدرا من مصادر التشريعات والقوانين الدولية وحقوق الأنسان ولكن ان يكون هو الله فهذا ليس حقيقته .
          أناس في عهد المسيح  عند سؤالهم فبعضهم قال أنه يوحنا المعمدان أو اليا أو واحد من الأنبياء القدامى عاد ثانية إلى الحياة. لوقا 9: 19
المسيح يسأل ” ماذا عنك أنت من تظن أني أنا ؟ ” لوقا 9 : 20
السؤال  للذين لايعترفون بيسوع المسيح كونه هو الله وخالق  هذا الكون :قولوا لنا أيِّ إله لاتؤمنون به ، من المحتمل أننا ايضا لانؤمن به ؟”.(15)
لمعرفة هوية المسيح هل هو الله المُتجسِّد ، كما يعتقد المسيحييون ، علينا ان نرجع الى المصادر .
النبواة عن المسيح حياته  واقواله وأعماله  وكيف اثرت في العالم كله ،
والذي أصبح   محور الجنس البشري ، لا بل هو مركز الكون .والذي غيّر مفهوم  العالم  عن الله .

وهذا ما سوف نبحثه في المقالات التالية تابعونا .

..

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!