الحوار الهاديء

أسقف لكندا ….امل يرى النور مجدداً، وغدٌ مشرق

الكاتب: زيد ميشو
زيد ميشو: أسقف لكندا ….امل يرى النور مجدداً، وغدٌ مشرق

[email protected]
 
لست معتاداً على كيل المديح لأحد، في الوقت الذي يحتم على الأعلاميين ومن يمارسوه (وأعترف بأنني ممارس فقط) أن يقولوا كلمة حق تجاه من يستحق، ولنا تجاه كنيستنا كلمة حق، وتجاه ابرشية مار أدي الرسول في كندا كلمة حق ايضاً، كذلك لمن سيجلس على كرسيها سعيداً يوم الأربعاء القادم الرابع من آذار المطران عمانويل شليطا.
 
طلت علينا بالخير سنة 2015 وعلى خلاف العادة، إذ تعودنا أن يكون عام أسوأ من الذي قبله، وقد أعلن منذ بدايته خبر كنّا نتتظره بفارغ الصبر، مبدداً كل التوقعات الخائبة وتحقق ما كنّا نأمله.
ففي مطلع السنة المباركة، قرأنا خبر أرتقاء المونسنيور عمانويل شليطا إلى الدرجة الأسقفية وعلى الكرسي الأبرشي الكاثوليكي للكلدان في دولة كندا العظيمة.
بداية أقول…. مبروك للأسقف الجديد، بالجلوس على الكرسي الأبرشي سعيداً، ومبروك لمن أنتظر بعد عناء أشغال المنصب، الذي كان شاغراً لمدة عام تقريباً، وتحديداً عندما تقاعد المطران حنا زورا، ومبروك أخرى لكل الكنائس الكلدانية في كندا والتي ستبدأ مرحلة جديدة مع اسقفها المنتخب… ومبروك للسينهودس الكلداني بأضافة كرسيين جديدين للأسقفين المنتخبين حديثاً مار عمانوئيل شليطا ومار باسليوس يلدو.
عندما يحصل أنسان عادي لسبب كفاءته، علاوة او منصب أكبر في وظيفته، نقول له مبروك مشاركين أياه فرحته، والتي ستكون من أجله ومن اجل وظيفته وقد تكون لعائلته، أما رجل الله عندما يكسب ثقة الروح القدس ويحصل على مسؤولية أكبر،  فيفترض تجرده من كل رغبة متعالية لقبوله المنصب، كون ليس من أجله ومن أجل عائلته وأن كان ذلك تحصيل حاصل، وليس لطموح بل  بأختيار إلهي، وسيقبل المسؤولية من أجل الشعب إن كان يشعر بأنه جدير بقيادته روحياً، وإلا ما سبب فرحتي بأسقف جديد ذي سمعة طيبة جداً، دون وجود أي رابط دم بيني وبينه؟
ومن مبروك لفظاً إلى مبروك عملاً وهذا ما يتطلع له أبناء الأبرشية بعد أن يروا ويلمسوا الأعمال التي ستؤول لخيرهم وعلى يد وأشراف الأسقف الجديد، وإلى أن نسمع ونرى ونشارك، علينا أن نرفع الصلوات لأجل التغيير، وسنجني حتماً ثمار كلمة مبروك عملياً.
وكما قلت في مطلع المقال بأنني لست من الذين يغدقون المديح، إنما هذه المرة يسعدني أن أكون ناقلاً له. ومن خلال وجودي الدائم في مدينة مشيغان الأمريكية بحكم عملي كسائق، أصبح لدي علاقات لا بأس بها، وغالباً ألتقي بأبناء شعبنا الكلداني في المحلات التي اتعامل معها، ويعجبني ان أفتح حديثا مع من التقيه إن رأيت الأستقبال مريحا.
في هذه الفترة كثر الحديث عن الأسقفين المنتخبين، وكل من التقي به ويعرف المونسنيور (المطران حالياً) عمانويل شليطا، يشعرني بارتياح كبير من خلال الصفات الجميلة التي يعرفها عنه من عرفه، خصوصاً من أبناء رعيته الذين أمتزجت فرحتهم بحزن كبير كونهم سيودعون راعيهم المح*بو-ب.
والجدير بالأشارة بأن المطران باسليوس يلدو خدم في نفس الرعية، وعلى حد قول إحدى الأخوات، خسرنا الأثنين معاً وخسارتنا كبيرة جداً، وحسب ما سمعت من أصدقاء عن لسان المطران يلدو يقول: بأنه استفاد كثيراً من خدمته مع المطران شليطا منها حرصه على ديمومتها. وهذا ما أكده لي البعض ضمن مواصفات إيجابية أخرى، كحرصه على كنيسته، وعدالته، وأدارته الجيدة، وهولا يجامل على حساب الحق، بالأضافة لنشاطاته الروحية والثقافية والتشجيع لهما. ويقال بأنه لا يوفر جهداً وأن كان الثلج يغطي الشوارع ليلاً ويكتشف نقص ما في الكنيسة، مصباح عاطل مثلاً، فلن يتوارى للذهاب بسيارته لشراء مصباح والعودة لتغييره.
سردت هذا المثل ليس من اجل مصباح محروق او باب مخلوع، بل لأعلن أحترامي للمسؤول الذي يفكر في كنيسته ويحرص عليها ويعمل على الحفاظ عليها في أدق التفاصيل، فكم بالأحرى سيحرص على جعل الأبرشية تكبر وتتقدم في الحياة الروحية؟
كنت اتكلم مع أحد الأشخاص في مجلس الكنيسة التي خدم فيها وقلت: سيتقرب له المقربون المختصون بالتقرّب على حساب الآخرين، كهنة كانوا أم علمانيين، وسيُهمل الآخرين كالعادة كونهم لا يمتلكون موهبة التقرّب، والقصد واضح، إنما الجواب اتى مختلف بعض الشي مع حفظ الألقاب وهو: ليس مع عمانويل شليطا….جواب مريح جداً.
نحن ننتظر عملك أسقفنا الطيب، والذي سيبدأ مع الكل دون استثناء، مستثمراً كل المواهب من أجل أن تعمل جميعها لخير كنيستنا…. آملاً أن يتجمَل قلمي بنشر أخبار مفرحة ومستمرة عن نشاطات وفعاليات ابرشيتنا، ابرشية مار أدي الرسول الكلدانية، وكم اتمنى أن أتكلّم عن أنجاز مهم جداً وهو قرار نقل الكهنة بين الرعايا، كي يكتسب المؤمنون خبرات متنوعة لعدة كهنة….ولا حاجة لذكر الأسباب الأخرى .
 
 ..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!