آراء متنوعة

على ضوء الإندماج بين الحركة الديموقراطية الآشورية وحزب أبناء النهرين:آذار 2017 – آذار 2024 – بعد سبع سنوات الحلم يتحقق

على ضوء الإندماج بين الحركة الديموقراطية الآشورية وحزب أبناء النهرين:
——————————————-
آذار 2017 – آذار 2024 – بعد سبع سنوات الحلم يتحقق
———————————- أبرم شبيرا في شهر آذار من عام 2017 ونتيجة للظروف المأساوية التي كانت تمر بها أمتنا الآشورية وإستجابة لمطلب الكثير من أبناء شعبنا وتحديداً المهتمين بالشأن القومي في ترتيب لقاء بين قيادتي الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) وكيان أبناء النهرين (كيان)، ثم حزب فيما بعد، وبعد إجراء الإتصالات بين الطرفين أثمرت عن  تشكيل لجنة ثلاثية للتنسيق بينهما مكونة من السيد شيبا مندو رئيس المجلس القومي الآشوري في ولاية ألينوي الأمريكية والحاكم ميخائيل من نوهدرا وأبرم شبيرا من لندن بمسعى حل الخلافات بين زوعا والكيان، كما تم الإتفاق على تعيين كل طرف ثلاثة من الأعضاء القياديين لتكتمل لجنة التباحث بتسعة أعضاء.

ثلاثة من قيادة زوعا وثلاثة من قيادة أبناء النهرين مع ثلاثة من لجنة التنسيق متكاتفين واثيقين من أستمرار نضال الحركة الديموقراطية الآشورية على طريق الوحدة والتضامن.=========================================================
وبعد إتصالات مثمرة عقد الاجتماع الأول في يوم الجمعة بتاريخ 17 شباط 2017 في مقر الحركة الديموقراطية الأشورية في أربيل فكان فعلا إجتماعا ساد فيه جو من التفاهم والصراحة والإصرار على الوصول إلى نتيجة مثمرة. فتم الإتفاق على وضع ثوابت مبدئية لأزالة الخلافات والتي من المقرر مناقشتها وإقرارها في الإجتماع  القادم وكان هناك ثقة بأن قياديي الطرفين هم على مستوى عالي من المسؤولية للوصول إلى نتائج مرضية لأبناء شعبنا لتتعزز ثقة شعبنا في مسيرة حركتنا القومية…. فكانت هناك مفاجأة سارة جداً عندما أثمرت اللقاءات بنجاح التوحيد بين الطرفين فدخدخت عقولنا وأهتز ضميرنا فرحاً، فما كان مني إلا أن أكتب بهذه المناسبة السارة هذا الموضوع وينشر في موقع عنكاوه بتاريخ 20/آذار/2017:
مفاجأة سارة جدا:
نجاح محاولات التوحيد بين الحركة الديموقراطية الآشورية وكيان أبناء النهرين ؟؟!!
================================================أبرم شبيرا

أنها فعلا مفاجأة سارة … بل سارة جداً، لأنه لأول مرة في تاريخنا القومي القديم والوسيط والحديث نستقبل مثل هذه المفاجأت السارة والمفرحة للقلوب والعقول. ولا أعتقد بأن أحد من أبناء امتنا الغيارى لا تبهجه مثل هذه المفاجأت ولكن بالمقابل نقول بأنها مفاجأة مفجعة ومأساوية بالنسبة للإبليس وأخوانه ويهوذا الإسخريوطي وأحفاده. بمجرة نظرة بسيطة إلى الصفحات المطولة لتاريخنا نجد بأن القاسم المشترك بينهم هو الإنشقاق وتمزق جسم امتنا والتمرد عليها والتشرد في زوايا العالم الأربعة. ولكن في هذه الأيام العصيبة وبين هذه الإرهاصات المدمرة لأمتنا ظهر رجال شجعان من الحركة الديموقراطية الآشورية وكيان أبناء النهرين ليقولوا وبصوت صارخ متحدين قرون طويلة من تاريخنا المأساوي: كفى … ثم كفى إنشقاقات في كيان أمتنا العظيمة، فاتحين صدورهم أمام كل التحديات وعواصف الرياح الصفراء واقفين بصلادة وإصرار على الشروع لوقف نزيف الإنشقاقات التي تفعل فعلها المدمر في أمتنا رافعين رايات أبطالنا التاريخيين شعاراً لهم في الوحدة والقوة كسبيل لإستمرار مسيرة حركتنا القومية نحو تحقيق أهدافها المشروعة وليزرعوا فرحة في قلوب أبناء أمتنا تتمازج مع أفراح عيد الأول من نيسان القادم. أفلا تستحق أبناء هذه الأمة العظيمة فرحة واحدة في هذا الزمن القاسي؟؟؟ بلى والله بلى.

هذه الوقفة التاريخية البطولية لم تكن وليدة صدفة بل هي نتاج لمواقف وأفكار أبطال زوعا والكيان، مواقف تاريخية لم نشاهد مثيلاً لها في الحياة السياسية، لا في أمتنا ولا في الأمم الأخرى. فعندما غادر بعض من أبناء زوعا وشكلوا كيان خاصة بهم لم تكن هذه المغادرة لا فكرية ولا منهجية ولا سياسية بل مجرد تحول من موقع تنظيمي إلى موقع تنظيمي آخر، إنتقال من غرفة إلى غرفة ضمن حدود نفس البيت الأبوي الذي شيد قبل ما يزيد عن أربعة عقود، البيت الذي شيد بسواعد أبناء أمتنا الغيارى وجبلت جدرانه بدماء شهداءنا الأبرار. أي لم تكن مغادرة فكرية ومنهجية وسياسية بل مجرد شكل من أشكال الإختلاف الإداري والتنظيمي. وهذا ما أكده كيان أبناء النهرين في أحدى بياناته عندما يقول: (لقد اخترنا وبقناعة تامة وبثقة.. ان نتواصل فيما اعلناه منذ انطلاقتنا، ولكننا نؤكد مرة اخرى بأن فكر ونهج زوعا سيبقى الحاضنة الفكرية لنا.. وملجأنا ومرجعيتنا مهما كانت الظروف، وليس بمقدور كائنا من كان ان يسلخ عنا هذه القناعة، وسنبذل وكما عاهدنا شهدائنا الخالدين ووعدنا رفاقنا وجماهير شعبنا كل جهدنا من أجل الامة والدفاع عن كامل حقوقها المشروع)      
وبالمقابل لم يكن قادة الحركة الديموقراطية الآشورية أقل كرماً ووعياً في إدراك مأساوية الظروف التي تحيط بأبناء أمتنا في هذه الأيام العصيبة فأصدر مكتبها السياسي بياناً جاء فيه: (…انطلاقا من حساسية المرحلة والظرف الدقيق والمنعطف الخطير الذي يمر به شعبنا، ومن اجل المزيد من التلاحم وتقوية الصف الداخلي لحركتنا المقبلة على مؤتمرها قريبا، فان اللجنة المركزية في اجتماعها الاخير اكدت على اتاحة الفرصة امام أعضاء الحركة السابقين ممن اضطرتهم الظروف الذاتية والموضوعية للابتعاد والعزوف عن العمل التنظيمي او الذين اتخذت بحقهم إجراءات تنظيمية، للعودة والتواصل في صفوف التنظيم لتعضيد المسيرة النضالية من اجل اهدافنا المشتركة). نعم… أقولها وبكل ثقة ودقة بأنني لم أقرأ ولم أسمع طيلة حياتي مثل هذا الكرم الحزبي والتسامح السياسي لا في أحزابنا القومية ولا في الأحزاب العراقية ولا حتى في أحزاب الكثير من دول العالم. فالإستثنائية الفريدة لهذا البيان تمثلت في سعة إنفتاح الأبواب أمام المغادرين للعودة إلى البيت الأبوي من دون قيد وشرط. أي بهذا المعنى، فحتى الذين كانوا ليل نهار يشتمون ويلعون زوعا وقيادتها فأن لهم الحق أن يعودوا ويحضروا المؤتمر القادم… فبهذا فعلاً أثبتوا بأنهم أبناء هذه الأمة العظيمة. وهنا ويجب أن لا ننسى بأننا على أعتاب الإحتفالات الأول من نيسان عيد البهجة والسرور ليضيف مزيدا من البهجة والسرور على نجاح محاولات تحقيق الإندماج بين الطرفين.

إذن اين المشكلة طالما الفكر والنهج والسياسة والجذور والمرجعية والشهداء والقناعات كلها واحدة بين الطرفين فبهذه السهولة وبعمق التفكير ووضع المصلحة العامة القومية فوق جميع الإعتبارات تحققت الوحدة بين الطرفين ورجعت المياه الصافية إلى مجاريها والكل مبتهجين فرحين وهم ذاهبون إلى المؤتمر القادم لزوعا متهيئين بالتمام والكمال لإحتفالات عيد الأول من النيسان، عيد التلاحم والوحدة والمصالحة والتسامح… بارك الله فيكم جميعاً على هذه البشرى السارة التي قدمتموها هدية رائعة لأبناء أمتنا المناضلة محفوفة بحزمات من الفرح والسرور والبهجة… أنها فعلاً مفاجأة تاريخية يصعب تصديقها… … أنها عاصفة هوجاء في ساحتنا السياسية القومية يصعب تحملها من شدة بريقها المضئ لمسيرة حركتنا القومية… أنها بركان الفرح والبهجة لكل المخلصين من أبناء أمتنا… لا بل  أنها زلزال قوي هز صفحات تاريخنا القومي الطويل ونفض منها تراب الإنشقاقات والحقد والكراهية … فعلاً أنها زلزال هزت الأرض وبمن عليها … يا إلهي.. زلزال حقيقي حتى أنه هز كل كياني وأفكاري وأيضا هز جسدي هزات قوية متواصلة ومن الكتف إلى الكتف الآخر مقرونة بصدى صوت مرتبك ومتقطع… وإذ بحفيدي الصغير جوزيف يهز جسمي ويصرخ: جدو.. جدو… أنهض أستقيظ من النوم لقد تأخرت عن العمل.. فلم أهتم بتحذيراته المتكررة وأنا مستمتع بحلمي الجميل والمفرح فأستنجد بأخته الأكبر منه لتساعده في التشديد من قوة هز جسمي وإجباري على النهوض من فراش النوم فأستسلمت لهم ونهضت وكأنني راجع من حفلة عرس كبيرة ملئية بالإفراح والإتراح ثم فكرت مع نفسي وقلت يجب أن لا أكون أنانياً فواجبي “القومي” وتحقيقاً للمصحلة العامة والمنفعة الشاملة يجب عليً أن أعرض هذا الحلم الجميل على القراء حتى هم أيضا يستمتعون به وأن كانوا يستحقوق أكثر من هذا الحلم… يستحقوق أن يتحقق مثل هذا الحلم الجميل في واقع جميل … ولكن، كما قلنا سابقا، من يستطيع تحقيق الأحلام الجميلة لأمة ما غير أبطالها … ونحن نعرف في كل أمم العالم لهم أبطال قوميين أفهل لنا أبطال يستطعيون تحقيق مثل هذه الأحلام القومية الجميلة؟؟

هكذا، عندما يعجز الإنسان عن تحقيق طموحاته ورغباته، ينقاد بوعي أو بدونه إلى الخيال لكي يحقق ما لم يستطيع تحقيقه في الواقع، فيكون مستيقظاً ولكن عقله يتخيل ويستحضر حالات من الواقع، وهو ما يعرف بالأحلام اليقضة. هذه الحالة الخيالية قد تنتقل من منطقة الوعي إلى منطقة اللا وعي حينئذ يكون للإنسان أحلام ليلية يتصور من خلالها ومن دن وعي بأن طموحاته ورغباته قد تحققت. ولكن، الأن نحن في شهر آذار من عام 2024 فالحلم بدأ يتحقق بعد سبع سنوات عجاف وتتناثر ورود فرحة التوحيد بين زوعا والكيان ولنا كل الأمل أن تستمر هذه الفرحة من خلال المسيرة النضالية المكللة بتحقيق حقوقنا القومية التي أرتكنت على الرفوف العالية منذ زمن طويل لتخلق فرحة ولو بسيطة في قلوب أبناء شعبنا العطاشى للحرية والعدالة. فنقول ألف مبروك لأبناء شعبنا الخيارى قبل أن نقولها لرواد التوحيد بين زوعا والكيان، وليكن معلوماً للجميع وحذرين بأن الأيام القادمة ستكون أصعب من الأيام الماضية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!