وأعرب الدكتور ماركو بالدان الذي يعمل ضمن فريق اللجنة الدولية فى لبنان – في تقرير للجنة في جنيف اليوم الثلاثاء – عن خشيته من أن تترك الكارثة لدى اللبنانيين جروحا غائرة خفية مالم يتلقوا دعما لمواجهة تبعاتها النفسية خاصة وأن البعض رأوا أفراد عائلاتهم يحتضرون ويتساقطون أمام أعينهم في حين لا يزال آخرون يبحثون عن أحبائهم المفقودين بينما رأى آخرون منازلهم تنهار من حولهم وممتلكاتهم التي جمعوها طوال حياتهم تدمَر في لمح البصر، فضلا عن الكبار والأطفال الذين تعرضوا لإصابات غيرت مسار حياتهم ويكافحون للتكيف مع واقعهم الجديد.

وأشارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى أن الانفجار وقع في وقت كان لبنان فيه في وضعٍ صعب بعد أشهر من مكافحة جائحة فيروس كور*و*نا وفي خضم أزمة اقتصادية متصاعدة بالبلاد.. لافتة إلى أن فقدان الوظائف والأعمال والمدخرات خلف آثارا قاسية على الصحة النفسية في الأشهر العشرة الماضية.

وقالت ايزابيل ريفيرا مارموليخو مندوبة الصحة النفسية للصليب الأحمر في لبنان، إن الانفجار جاء بمثابة ضربة ساحقة بعد إجراءات مواجهة فيروس كور*و*نا .. مؤكدة أن الوضع بات صعبا بصفة خاصة على بعض الفئات الأكثر ضعفا في لبنان ومن بينها: مليون ونصف المليون لاجئ سوري، والأجانب العاملون في مجال الخدمات المنزلية فى البلاد، فضلا عن العائلات ذات الدخل المنخفض.

وأضافت أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى عدم حصول الناس على المساعدة التي يحتاجونها في الوقت الحالي منها : عدم القدرة على الحصول على الخدمات أو تحمل تكلفتها، والصعوبات اللغوية، والوصم الاجتماعي المرافق للاعتراف باحتياجهم إلى التحدث إلى شخص ما .. مشيرة إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر في لبنان انشأت خطا ساخنا لتقديم الخدمة في بيروت وطرابلس مجانا وحتى لايضطر اللبنانيون لمواجهة معاناتهم وحدهم.