السلطان ..بائع البطيخ!!

الكاتب: ماجد عزيزة
 
السلطان ..بائع البطيخ!!

ماجد عزيزة /

حين وصل ( اردوغان) لكرسي رئاسة الوزراء التركية ، هلل العديد من الحالمين بعودة الخ*لافة الإسلامية إلى المنطقة وحكم عباد الله من البحر حتى البحر بسيف غاب عن الحياة العامة للمنطقة أكثر من 200 سنة ، وفي بداية حكمه أظهر أردوغان أناقة في التصريحات وكانت تصريحاته واحاديثه تنصب في مجملها حول ديمقراطية الحكم والدفاع عن أصالة البلاد والعيش بأمان واستقرار مع الجيران ، ومع المنطقة ككل ..لكنه كان يخفي بين طيات أفكاره روحا أخرى هي العودة إلى الهيمنة على شعوب المنطقة وبلدانها . فاستل سيف آل عثمان وأخرجه من غمده بعد أن حاول طمأنة الأتراك بأن سلطة الجيش قد انتهت وانه يمسك بزمام الأمور بقبضة حديدية .
ولأن السلطان العثماني الجديد تعلم في صغره في مدارس دينية متزمتة ( مدرسة امام خطيب) ، فإن أفكاره امتلأت بكراهية الآخروعدم قبوله بل وتكفيره ، وهذا ما يؤكده تاريخه حتى قبل 15 عاما حين اتهم عام 1998 بالتحريض على الكراهية الدينية وسجن على اثرها ومنع من العمل في الوظائف الحكومية والترشيح للانتخابات ، لكنه في غفلة من زمن تعج فيه المتناقضات أصبح ( مؤسس تركيا الجديدة ) كما يحلو لبعض انصاره أن يطلقوا عليه !
نشأ أردوغان في أسرة فقيرة فقد قال في مناظرة تلفزيونية مع دنيز بايكال رئيس الحزب الجمهوري التركي ما نصه: “لم يكن أمامي غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية؛ كي أستطيع معاونة والدي وتوفير قسم من مصروفات تعليمي؛ فقد كان والدي فقيرًا”..لكنه تسلق درجات الحكم ، بعد أن اسس حزب العدالة والتمنية ( الاسلامي النزعة) والذي فاز في انتخابات عام 2002 وليتولى عبد الله جول رئاسة الوزارة ، ليسقط الاحكام القضائية عن اردوغان ، ليذهب جول لرئاسة الجمهورية وليسلم رئاسة الوزارة لأردوغان .
ولأن اردوغان قد خرج من رحم المؤسسة الدينية في تركيا *، كما أنه بدأ العمل السياسي من خلال التيار الإسلامي الذي قاده نجم الدين أربكان، فانه كشف عن افكاره المتعصبة دينيا من خلال تدخله الطائفي السافر في شؤون دول اخرى مثل سوريا، ومصر، والعراق بنفسٍ عثماني، يسعى من خلاله لرد ماء وجهه في اخفاقه بنيل عضوية الاتحاد الأوربي بعد ان تسول تلك العضوية كأي متسول يقف في باب الجامع!
وصُفع اردوغان على وجهه في العديد من المواقف ، كانت اولى الصفعات من الشعب التركي الذي خرج رافضا تسلط السلطان الجديد ، واحتشد الشباب في تظاهرات سلمية تحولت إلى صدامات دموية هي الأعن*ف خلال السنين المتأخرة ، ثم صفع بعزل صاحبه الرئيس المصري محمد مرسي ، ثم جائته الصفعة الكبيرة من الاتحاد الأوربي بالاعتراف بمذابح الأرمن ، وافتتاح بلجيكا عاصمة الاتحاد الأوربي للنصب الارمني الكبير في العاصمة .. وأخيرا وليس آخرا اعتراف العديد من دول العالم بارتكاب تركيا لمذبحة الأرمن ومنها اعتراف مصر الأخير ..
ومثلما فعل الرئيس المعزول محمد مرسي من اسقاط الاخوان في سنة واحدة بسبب سياساته الرعناء ، فان اردوغان سيكون سببا في اسقاط تركيا في نفس الأتون لأنه يغازل الإسلامويين المتعصبين في اعمالهم ، ويعيش حلما لا يمكن ان يصل اليه هو ان يكون سلطان العثمانيين الجديد ، وهو حلم بعيد المنال لأن الأتراك وشعوب المنطقة لم تعد تلك الشعوب الجاهلة ..
والآن ، وبعد سقوط حكومات ( اسلامية متعصبة) عديدة في المنطقة ، وبعد ان عرف العالم أنه لا يمكن لأي متعصب يضع في تفكيره الغاء الآخرين وتكفيرهم ، ان يحكم بلد ما ..نعتقد أن ( عسكر تركيا) المهمشين سيكونون القشة التي تقصم ظهر اردوغان ولكن إلى حين ! 
يطلق الأتراك المسلمين على الأتراك المسيحيين اسم ( كاور) ومعناه ( الكافر)!
 
 
 ..