الحوار الهاديء

ظاهرة الرُتَب والضُباط في الجيش العراقي !

اليوم سنبتعد عن زيلينسكي ( نْسيت اقول الممثل ) والعقيد بوتن والخرف بايدن والمعتوه الالماني والزعطوط الفرنسي والهندي الانگليزي ونعودالى ارض الاجداد والتراث والحضارة العالمية ، الارض المقدسة في وادي الرافدين ونتحدث عن ظاهرة لا علاقة لها لا بالطاقة ولا النووي بل بالرُتب العسكرية العجيبة الغريبة في الجيش العراقي ( والله انت بطران شْلَك علاقة بهذا الموضوع ) ! .

لا اعلم على التحديد كيف هي سياقات ترفيع الرُتب في الجيش العراقي ولكن حسب علمي ( كخبير استراتيجي ) كانت كل ثلاثة سنوات يحصل الضابط على نجمه وبعد رتبة الرائد تتحول الى اربعة سنوات . هذا قبل السقوط ! لاء ، مو اسمه السقوط بل الإسقاط ! شوية احسن!

اما بعد الاسقاط فلا يوجد جيش في العالم يمتلك هذا الكم الهائل من الجنرالات الوهمية ( يمكن فقط في السودان لأنهم يستخدمون نفس العقيدة العراقة ) ! يا رجل لا يوجد جنود بل جنرالات منتشرة في كل الغرف ! اعلم بأن تعداد الجيش العراقي نقص الى الربع بعد الاسقاط ولكن عدد الجنرالات وصل الى النصف !

في كل تجمع او حديث او تصريح تجد عشرات الضباط برتبة فريق ركن حاضر وكتفه مايل من ثقل تلك الرتب ! يا رجُل في كل الجيش الامريكي هناك جنرال واحد كقائد للقوات الامريكية وبعض الضباط المنتشرين في العالم لقيادة ذلك الجيش ! فقط !

بينما في دائرة نفوس السميل هناك اربعة عشرة ضابط برتبة فريق وفريق ركن وعميد ركن ولواء زواية وكل عملهم هي الموافقة على الصادرة والورادة وطبعاً ولا واحد من عندهم يقرأ كلمة واحدة قبل ان يوقع !

من اين لك هذا ! سؤال مهم ! يوجد الآن في الجيش العراقي اكثر من عشرة ألاف فريق اول ركن واكثر منهم فريق مدني ( يعني مو ركن ) وضعفهم لواء اركان حرب واكثر من ذلك دون الاركان ، اما العميد الركن وما دون فيتفوقوا على تعداد الجيش العراقي بأكثر من سبعة اضعاف ! وين الجندي ومنو يُحارب لا اعلم ! ولكنني اعلم بهزيمة كل تلك الرتب خلال دقائق معدودة في هزيمة الموصل وامام عدد من الرباعيات الد*اع*شية !

كيف يتم التوافق بين كل هؤلاء الرتب المشتركة والمتشابه لا اعلم ! كيف يكون إصدار الاوامر والتخطيط والإنتقال والتحرك في وحدة فيها سبعة فرقاء ركن لا اعلم ! كيف وصلوا الى هذه الرتب وهذا العدد الهائل لا اعلم ! كم هي رواتب ومخصصات كل هذه الرتب لا اعلم ! ولكنني اعلم بأن مالايقل عن نصف خزينة الجيش وتعداد الجيش في خدمة هؤلاء الضباط ( لعد شنو يأكلون ومَن يخدمهم ! شنو طول السنة رمضان) !

كنا نقول قبل الإسقاط بأن عدد الضباط كُثر في الجيش ولكن بعد الإسقاط تضاعف العدد لأكثر من تسعه اضعاف فمَن يعطي لهم وكيف يكون الإستحقاق ! يا إستحقاق يا بطيخ !

انا واثق بأن الترفيع يتم بالمحاصصة والرشوة والمحسوبية وقبلها طبعاً الطائفية والمذهبية ! والدليل على صحة نظريتي هو : إن عدد الاحزاب والجماعات والسلاح المنفلت يتزايد طردياً مع ازدياد عددالرُتب !والله فكرة حلوة ! فلكل اربعة منفلتين هناك فريق اول ركن يقودهم ! ولكل مفرزة وفوج هناك فريق ركن اركان حرب يقودهم ! ولكل غرفة تمشية الاوراق والمعاملات اليومية في وزارة الدفاع هناك مهيب ركن واربعة عمداء ركن مساعدين له ! في كل شعبة هناك سته وتسعون فريق ولواء ركن ! لكل كافيتاريا في احدى الدوائر الحكومية هناك لواء ركن يشرب القهوة ! وفي كل غرفة عمليات ( شنو ما اعرف ) هناك العشرات من رتبة فريق ركن وانت صاعد ! وإذا ما ضربنا هذه الاحصائيات المختصرة والبسيطة في عدد تقاسيم العراق مضروبة في مساحة العراق يكون لدينا ما مجموعه من الألوية الركنية والفرقاء الركن والعمداء الزواية مايفوق كل ضباط حلف الناتو والمعسكر الشرقي ! في كل إطلالة لفريق ركن كقائد عام لأحدى المناطق يكون خلفه اربعون فريق ولواء وعميد ركن شنو هذولة كُلهم حماية ! يمكن ! أما عدد العقداء والمقدمين والضباط من رتبة رائد وانت نارل فيفوق عدد الجيش الفيتنامي ! وانتم والجميع يعلم كيف يعيش الضابط العراقي وكيف يُخدم وباقي الحساب لكم ! صادقاً ثلاثة ارباع الجيش العراقي يعمل لخدمة هؤلاءالضباط ! يمكن لهذا السبب شرعوا قانون التجنيد الإجباري ، محتاجين مَن يخدم هؤلاء الاركان !

ها !!! نَسينا الداخلية وقسم الجرائم ومكافحة الار*ها*ب ( هذولة خلف الله عليهم هم يتحركون شوية ) والجمارك والحدود والشرطة والمروروووووو فتكون نصف الميزانية العراقية لخدمة هذه الرُتب والنصف الباقي يكون مقسوم بين الفاسدية ودفع رواتب ضباط ومنتسبيه الحشدالشعبي ! ليش شنو هذولة مو جيش !

في أغلب العالم يكون الترفيع لكل سته او سبعة او حتى عشر سنوات والباقي حسب الخدمة التي يؤدونها ! أي الترفيع يكون عن إستحقاق ميداني مو كل اربعة أشهر نجمة هدية من رئيس الاركان الجديد ! كل ثلاثة أشهر يأتي رئيس وزراء جديد وطبعاً يُرتب الى فريق أول رُكن ويصبح القائد العام للقوات المسلحة وهو من فرحته بهذه الرتبة الممنوحة يقوم بترقية كل الأركان الاخرى كهدية من القائد الجديد ! حتى الكثير من الضباط لا يلحقون على تغير ملابسهم وتوسيع المكان للنجمة الجديدة !

ومع كل هذا وذاك فد*اع*ش والقاعدة سيطروا على العراق ولو لم يكن هناك تدخل خارجي لتحول العراق إلى ولاية قندهار  ، هذا بالإضافة الى عدد الجماعات العراقية المنفلتة والتي يفوق سلاحها سلاح الجيش نفسه لا يضاهيها كل مافيات أمريكا الجنوبية والشمالية معاً !

طيب لعد شنو لزمة هاي الرُتب وشنو شغلهُم ما أعرف ! إسألوا القائد العام الجديد !

نيسان سمو 07/11/2022

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!