الخط العربي أصله سرياني – نشأته – أنواعه

الكاتب: وردااسحاق

الخط العربي أصله سرياني – نشأته – أنواعه

في البداية علينا أن نتعرف على تاريخ اللغة العربية التي هي من اللغات الحديثة كالعبرية ، قياساً باللغات القديمة التي سبقتها كالأكدية والآرامية والأمورية وهذه اللغات قريبة من بعضها لظهورها في نفس المنطقة فكونوا لهم لغة واحدة تحدثوا بها . العربية لغة سامية سبقتها الآرامية فأخذت منها كلمات كثيرة جداً وتأثرت بها حتى في فترة فجر الأسلام ، لهذا نجد كلمات آرامية سريانية في القرآن وحتى كلمة ( القرآن ) ليست عربية بل سريانية ، فيقال في معظم الكنائس السريانية اليوم والتي هي ( كلدانية – آشورية – سورية – مارونية ) كلمات مقاربة جداً من القرآن مثل ( قريانا ) أو ( قريانو) أي قراءة وجمعها ( قرياني ) ، يعنى بها كنسياً قراءات العهد القديم . كذلك بالنسبة الى كلمة ( فرقان ) فهي سريانية تنطق ( برقانَ ) أي حرف الفاء يكتب بالسريانية باء . وتعني كلمة فرقان أو برقانَ ( الخلاص ) وتسخدم كثيراً في الطقوس الدينية المسيحية . أما ( السورة ) فتنطق ( شورة ) معناها ( كلمة الله ) . السين في العربية تكتب شين مثل ( سور ) (شورا ) و ( شمس ) ( شمشا ) . أما البسملة ( بسم الله …) بسم هي باللغة السريانية فنقول ( بشمَ دآلها ) أي ( بسم الله ) أما عربيا فمن المفروض أن تكتب ( بأسم الله ) . ومن الكلمات المقاربة ملكا= ملك ، شلاما=سلام ، قطلّي=ق*ت*ل ، شبثا=سبت ، فقيرا=فقير ، عيْنا= عين ، ملحا= ملح ، شوشا=سوس ، بثولتا=بتول ، رَحمانا=رحوم ، أربَع= أربعة ، كهنا= كاهن ، عتيقا= عتيق ، مسكينا= مسكين ، زرعا=زرع ، وهكذا بالنسبة الى المئات من الكلمات . كل هذا بالنسبة الى اللغة ، وهكذا الحال بالنسبة الى الخط أيضاً فنقول :

من أين وجدت الحروف العربية ؟ نعلم بأن أول من أكتشف الكتابة هم السومريون . جاء بعدهم الآراميون وتاريخهم مرتبط بالفينيقيون الذين وجدوا الخط الحديث ، والفرق بين الكتابة الفينيقية والآرامية كان بسيطاً . تطورت الكتابة عند الآراميون فأصبحت الأولى في المنطقة في حدود الألف الأول ق . م فبدأت الشعوب المحيطة كالكلدانيون والآشوريون بترك كتابتهم المسمارية الصعبة لكي يستخدموا الكتابة الآرامية . أما علاقة الآرامية بالسريانية ، فهو أن اليونان نسبوا أسم بلاد سوريا الى هذا الخط فسمي بالسريانية . وسوريا كانت تستخدم هذه اللغة وأسمها مشتق من سوريايا أو سوريايي بمعنى ( سوريانيين ) أنتقلت لغتهم الى بلاد الرافدين وغطت أرضها لغةَ وكتابة . كيف أنتقلت الكتابة الى العرب ؟ أعتقد العرب خطأً بأن خطهم مشتق من خط ( المسند ) الحميري في اليمن . لكن ألبحث العلمي والأثاري أثبت بأسراف هذه النظرية في الخطأ . يذكر عدد من مؤرخي العرب ومنهم ( البلاذري ) أن مرامر بن مرة وأسلم بن سدرة وهم من بولان ، قوم من طي كانوا يسكنون بقة ( قرية وراء الأنبار ) قاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية ، ثم أنتقلت منهم الى بشر بن عبدالملك الكندي . قيل أن أخو الأكيدر صاحب دومة الجندل كان يأتي الى الحيرة ( أسمها السرياني هو حرتا أي قلعة حصينة ) فيقيم بها ، تعلم الخط من أهلها ثم ذهب الى مكة وعلمها للآخرين . العرب لم يصبوا دراية بالكتابة الا حيث كان لهم بالمدينة أتصال ، وكان أتصال العرب بالمدن نتيجة لأنتجاعهم تلك الأطراف الغنية المحيطة بجزيرة العرب كوادي الرافدين الأوسط فتحضروا بحضارتها وأستخدموا اللغة الآرامية وكتابتها وأشتقوا لأنفسهم خط من خطوطها . وأبتدعوا لأنفسهم خطاً أشتقوه من الخط الآرامي السرياني وهو الخط الذي نسب اليهم فعرف بالخط النبطي ( والنبط قوم عاشوا في منطقة حوران) . أكد لنا الباحثين من خلال الأكتشافات الأثرية أن الخط النبطي أشتق من الآرامي ، والعربي من النبطي المتأخر والآرامي السرياني ومن منطقة حاران أنتقل الى الحيرة والفرات الأوسط ومنها الى المدينة المنورة والمكة والطائف . ما بين القرنين الثالث والسادس تحول الخط العربي من صورته السريانية النبطية الى العربية . أذاً الخط العربي والنبطي مشتقة من الخط السرياني الآرامي . فلو لاحظنا اليوم نسخ من المصاحف القديمة في المتاحف ، والمكتوبة بالخط الكوفي الغير المنقط ، للاحظنا بأنه قريب جداً الى الخط السرياني المكتوب بالحروف الكبيرة المسماة ، الأسترنكيلي .

أنواع الخطوط العربية

الخط العربي هو العمل الفني الجميل للكتابة ، والكتابة هي اللسان الثاني المتحدث للبشر . أتخذ الخط العربي شكلاً جميلاً وأنواعاً كثيرة ، وتطور مع الزمن الى جانب الزخرفة أكثر من الفنون الأخرى ، لهذا كان للخطاطين مكانة رفيعة في المجتمع . الخطوط سميت بأسماء بلدان أو مدن لكثرة تداول ذلك الخط فيها ، كخط التعليق سمي بالفارسي ، لأن الفرس أستخدموا هذا الخط وتفننوا به أكثر من غيرهم . المصادر العربية تذكر لنا أسماء عدة مثل : الخط الحيري نسبة الى الحيرة ، والأنباري ، والمدني ، والمكي والخط الكوفي الذي هو أقدم الخطوط ، والخط البصري . لم تطلق كلمة الخط العربي على الخط بل الكوفي لأنه أنطلق من الكوفة والحيرة الى البلدان الأخرى . بعض هذه الخطوط عرفها العرب قبل الأسلام . والفروقات بين هذه الخطوط هي في التجويد فقط لا في الخصائص . في فترة ظهور الأسلام لم يكن في القريش الا بضع عشر نفراً يقرأون ويكتبون . وأن يهود مايسكة قد تعلموا الكتابة وعلموها لآخرين . لم يقدر الخط العربي أن ينال قسطاً من التجويد والأبتكار الا في العراق والشام حيث هناك أولوا الكتابة والخط عنايةً فائقة . . وخاصة عندما أتخذت الكوفة مقراً للخلافة أيام علي ، وطور الخط من من شكله النبطي الحجازي الى الكوفي المصحفي ، ثم حل محله خط جميل أبتدعه الأتابكة في الموصل والذي تطور الى خط النسخ وقد كتب به بعض المصاحف . تطورت هندسة الخط العربي في فترة العصر العباسي في العراق . كما تطور الخط في مصر في الفترة الفاطمية فنافسوا العباسيين في تجويد الخط . وهكذا وصل الخط الى أيران فطوروه ايضاً الى خط التعليق . وفي القرن التاسع سمي ب ( النستعليق ) . أما الأتراك فقد أبدعوا في زمن سلاطين آل عثمان ، ورثوا ذلك عن سلاطين مصر المماليك والفاطميين ، فأبتدعوا في خط الأجازة . وكذلك الخط الهمايوني المشتق من الخط الديواني

أما أنواع الخطوط العربية المستخدمة فهي
… الخط الكوفي : أنواعه كثيرة نذكر منها ، الكوفي ( البسيط – المورق – المزهر – المضفور – الهندسي – المربع -1 خط النسخ : سمي بهذا الأسم لأستخدامه في المعاملات التجارية وأستنساخ الكتب 2- 3- خط النسخ الجرائدي 4- خط الثلث : سمي بالثلث لأن رأس القلم يقص بسمك ثلث قطره . وهو أساس لخطوط كثيرة .

5- خط الرقعة
6- خط الرقعة المصري 7- خط التعليق ( الفارسي ) يتميز بأمتداد الحروف وبالجمال والوضوح . 8- خط النستعليق هو جمع بين النسخ والتعليق يستخدم في أيران وأفغانستان وباكستان . 9- خط الديواني : جائت تسميته نسبة الى صدوره في الديوان الهمايوني السلطاني للحكومة العثمانية , 10- خط الديواني الجلي : سمي بالجلي لوضوحه ، أنه الخط الديوانبي الذي يضاف اليه حركات ونقط تملأ كافة الفراغات لكي يعطي شكلاً فنياً جميلاً 11- الأجازة : هو مزيج من خطين يستخدم لكتابة الأجازة ، كجواز سفر أو شهادات للمتفوقين ..الخ 12- الخط الكاريكاتوري ( الحر ) أو الكيفي ، لا يتقيد هذا الخط بقاعدة هناك أسماء لخطوط أخرى ومنها أندثرت مع الزمن ( الطفراء – الطومار – السنبلي – التاج – سياقت . وغيرها أخيراً نتمنى لهذا الفن التطور والأزدهار
www.mangish.com بقلم الفنان التشكيلي وردا أسحاق عيسى ونزرد – كندا
المقال منشورفي جريدة أكد الكندية العدد 269 بتاريخ 8/8/2012
_________________________

المصادر

كتاب اللغة الآرامية للقرآن / البروفيسور غبريال سوما – أستاذ جامعي في الولايات المتحدة الأمريكية – في مادة الدراسات الشرقية واللغات السامية

كراسات الخط العربي للخطاطين العراقيين – آراء الخطاطين بتاريخ الخط العربي ومنهمالخطاط حسن قاسم حبش في كراسه ( فن الخط العربي والزخرفة الأسلامية ) .

..