مقالات

مواقعُ التواصلِ مُوجَهةٌ

الأصلُ في مواقعِ التواصلِ تبادلُ الأفكارِ والمعلوماتِ، لكن بمرورِ الوقتِ تحولَت إلى مشروعاتٍ اِستثماريةِ هدُفُها الربحُ وذلك من خلالِ الإعلاناتِ والاِشتراكاتِ المدفوعةِ التي تتيحُ مزاياً عدةً. الرغبةُ في الربحِ أُتيحَت أيضًا لمُرتادي تلك المواقعِ مثل Facebook، و Twitter ثم X، و YouTube، و TikTok، و Instagram وهو ما أظهرَ مصطلحاتٍ مثل المؤثرين Influencers. في إطارِ السعي وراءَ الدولاراتِ تسابقَ المؤثرون في المنشوراتِ التي تجتذبُ المتابعين، لكن على حسابِ الحقيقةِ ودقةِ المعلوماتِ وأخلاقياتِها.

واقعُ مواقعِ التواصلِ الآن أنها عوالمٌ متعددةُ الاِهتماماتِ والدوافعِ، لكل عالمٍ دوافعُه ومُحركيه، ليست مجردُ ردودُِ فعلٍ تلقائيةٍ عفويةٍ، لكنها ترديدُ بلا تفكيرٍ لشعاراتٍ كجماهيرِ الألتراس. حُمى ركوبِ الإتجاهِ الغالبِ Trend أصابَت الكثيرين من هواةِ الظهورِ برفعِهم شعاراتٍ وأقوالٍ تظهرُهم أبطالًا أصحابَ رأي، ولو على غير واقعٍ. حتى المقالاتِ والفيديوهات على مواقعِ التواصلِ يُعادُ تدويرُها ويَلجأُ إليها كثيرون بلا تدقيقٍ في برامِجهِم ومقالاتِهم وهو ما يُساهمُ في نشرِ وعيٍ زائفٍ.

مُحرِكو مواقعِ التواصلِ كُثرُ، أجهزةُ مخابراتٍ ومنظماتٍ وتجمعاتٍ تُلقي شعاراتٍ كطُعمٍ جذابٍ ليلتفُ حولَه المئات بحسنِ نيةٍ أو بدونِه. وما التهجمُ على النجمِ محمد صلاح إلا نموذجٌ للتهجمِ المُبرمجِ على من لا يسيرُ في إتجاهٍ يخدمُ أهدافٍ بعينِها بغضِ النظرِ عن الاِعتباراتِ الشخصيةِ، أيضًا ما تتعرضُ له الإدارةَ المصريةَ في أزمةِ ح*ما*س واس*رائ*يل وكأنها مسؤولةٌ عن تدهورِ الأوضاعِ.

إتجاهاتٌ غالبةٌ Trends على مواقعِ التواصلِ تفتقدُ البراءةَ والعفويةَ لكنها موُجَهةٌ لأغراضِ محددةٍ بهدفِ الإساءةِ وتأليبِ الرأي الشعبي أو تجميعِه لترويجٍ مطلوبٍ. يُساعدُ شُحُ المعلوماتِ ومصداقيتُها مُحرِكو مواقعِ التواصلِ على الاِنتشارِ بتوفيرِ البديلِ الذي يُحققُ مُبتَغاهم. حروبُ مواقعِ التواصلِ، إتجاهاتٌ غالبةٌ في مواجهةِ إتجاهاتٍ أخرى، تظهرُ كيف أصبَحت مواقعُ التواصلِ ساحاتٍ لصراعاتٍ قد لا يفهمُها من يشاركون فيها بتعليقاتِهم.

الغايةُ تُبررُ مواقعِ التواصلِ، واقعُ الحالِ، على حسابِ الحقيقةِ في أحيانٍ كثيرةٍ.
هل مواقعُ التواصلِ مقياسٌ للرأي الغالبِ؟ ليس بالضرورةِ، لكن لا يمكنُ إغفالُها.

اللهم لوجهك نكتب علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب فقط، ولا تعكس آراء الموقع. الموقع غير مسؤول على المعلومات الواردة في هذا المقال.

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!