الحوار الهاديء

انطوان صنا يستفز الشيوعيين المهاجرين!!

الكاتب: زيد ميشو
انطوان صنا يستفز الشيوعيين المهاجرين!!

زيد غازي ميشو
[email protected]
 
بدايةً …. معك حق سيد انطوان
كيف لا وقد حصلت على القاب خرافية من قبل بعض الكتاب الأعزاء، ففيهم من اوصلك إلى مستوى الباحثين، وآخرين المحللين، ولا غرابة لو جعلوك مدرسة فلسفية سياسية أجتماعية قائمة بحد ذاتها! (هي الدنيا عوجة) وأنت سائر مع التيار المزدحم.

عندما تُغدِقُ الألقاب (كرف لو بالكواني) فبالتاكيد يصعد النجم ويبحث عن أنجاز جديد، وذلك حالة صحية في المجتمع، وبحالة السيد أنطوان وبعد أن تم تصنيفه بباحث ومحلل والكاتب القدير وغيرها، لم يتمالك نفسه فرحاً، فقام بخطوة كبيرة جداً عن مسافة (شبخته) متعالياً على العمالقة أصحاب الفكر والمباديء! والأساءة لهم ولمبادئهم وتضحياتهم، ظناً بأنه سيدخل إلى عالم النقّاد، ومن يدري، قد يخرج علينا من يصنفه بالناقد الكبير واضعين خازوق في دبر الثقافة بعد أن استهلكوه بالعصي وقناني البيبسي تحت شكل القاب!!

لكوني حديث العهد في معرفتي لمن حملوا الفكر الشيوعي من المهاجرين في مدينة مشيغان تحديداً، حيث يهنأ انطوان صنا في العيش الرغيد بتلك الولاية الرأسمالية! شاركت في حضوري بعدة نشاطات اقامتها منظمات مجتمع مدني اسسها من كانوا بالأمس شيوعيون، وما زالت تلك الروح الفكرية المعطاءة متجذرة في كل تفاصيل حياتهم، وقد طرحت سؤالاً في وقت ما، كيف يقومون بتلك النشاطات ومن يمولها، وكان الجواب (جيوبهم)، واحترمتهم فعلاً ولم اكن الأول او الأخير بهذا الأحترام، فمن يسعى من أجل رفد الجالية بالثقافة، ومحاولة جمعهم في لقاءات فكرية وطنية، مثل هؤلاء يستحقون الثناء والأنحناء وليس نقدهم بمقال أنتقامي وبأمر مِن مَن تأزم نفسياً لصعود الوزير فارس ججو الشيوعي المناضل ليتبوأ منصِب وزير العلوم والتكنلوجياً رغماً عن الثعالب الماكرة التي ارادت الأطاحة به وابعاده وقائمة الوركاء عن العمل السياسي والوزاري، حتى أن كبير الثعابين فضّل أعطاء الحقيبة الوزارية إلى اي كان على ان لا تكون للوزير الحالي….وجميع المحاولات الصفراء بائت بالفشل الذريع، و (بال) عليهم التاريخ كما يبول السكارى على قمامة في مقربة الجدران أثناء سيرهم (مطوطحين من الميخانة إلى دواشكهم).

السيد انطوان صنا والذي يشاع بأنه بعثي سابق، كلداني قومي فيما بعد، شيوعي، أميركي، مجلسي اغاجاني، آثوري القومية، بالأضافة إلى القاب جديدة كمحلل سياسي وباحث وكاتب قدير وكاتب كبير والصديق الصدوق لبعض الكتّاب، يقول في مقاله (لماذا قبل بعض الشيوعيين العراقيين التناقض والهزيمة الفكرية ليعيشوا في الغرب ؟!!)

(فأن قرار لجوء بعض منهم الى الغرب الرأسمالي هو نوع من التناقض والازدواجية الفكرية في النظرية والتطبيق حيث اصيب اغلبهم بخواء وقلق فكري وعقائدي ونفسي وشخصي واصبحوا مثل تماثيل صماء فقدت كل مشاعر واحاسيس الثورية والوطنية والاممية والقومية والانسانية من هول الصدمة والازمة حيث تحولت الى مشاعر المرارة وغيظ متراكم ومكبوت وسخط تجاه فكرهم وحزبهم وتجربة دول المنظومة الاشتراكية ونظريتهم الماركسية اللينينية، وتجاهل او انسى اغلب الشيوعيون العراقيون وليس جميعهم الذين لجأوا الى الغرب الرأسمالي فكرهم ونضالهم مضطرين او مقتنعين واضعين رؤوسهم في الرمال بالتقهقر والانهزام الفكري والتنظيمي والعقائدي).

ما هذا الهراء يارجل؟ من انت لتقول عنهم هذا الكلام؟ تباً لزمن رديء يجعل متقلب لا يعرف له رأس من قدم أن ينعت الشيوعيون بتلك النعوت السخيفة التي لا تمت لهؤلاء العمالقة بصلة!

والأسوء من كلامك هو التأييد الذي حظيت به من قبل البعض وكأنك بتلك التهم البشعة قد وجدت الحقيقة بينما ما ذكرته ظلالة وتشويه غيرة مبرر.

هذه مشيغان الكبرى وتاريخها مع الجالية العراقية، لو سأل أي شخص جدير بالثقة عن الجهة التي تقوم بعمل نشاطات ثقافية وفكرية، لأتي الجواب (من يحمل الفكر اليساري)..

نشاطات غير ممولة، وليس فيهم كاتب ضمن أجندتهم يسترزق بكتابة مقالات وضيعة!
بالعادة يشارك في ما يقدموه للجالية، فنانون واشخاص ذو تخصص طوعاً ومجاناً، يحترمهم القاصي والداني، وآخر لقاء كان لي الشرف بحضوره وهو نشاط لمنتدى الرافدين للثقافة والفنون بعنوان لنعود معاً إلى شارع المتنبي، وتكريم القاص نشأت المندوي وتوقيع كتابه الثالث.

وأنا ارى في الوجود وإذا بها مشعشة بالفكر والثقافة، وغالبية الحضور من خلفية يسارية، ولم ارى من يمثّل التنظيمات (الخزعبلية) المحسوبة على الساحة السياسية ولهم نواب في الكوتا المسيحية، حيث لا فائدة مادية تذكر يقدّمها النخبة التي أقامت ورعت النشاط اعلاه.
وبنظرة سريعة على من شارك بنجاح النشاط يمكننا ان نسجل بعض الأسماء:

نشأت المندوي المحتفا به
عرض لوحات لأعمال الفنانين حيدر الياسري، وغالب المنصوري، وحسين الشكاكي، وبهاء اليعقوبي، وزهير شعّوني
سُلاف سعيد رئيسة جمعية مار ميخا في مشيغان كلمة البداية
 الإعلامية أسيل رسّام، الدكتورة ليلى وجيه عبد الغني، الشاعر صادق العلي، الفنان نشوان بولا  قدّم موسيقى رائعة على آلة العود  من التراث العراقي، علاء يحيى فائق، نبيل رومايا
كل تلك الأسماء الكبيرة حضرت وساهمت في النشاط طوعاً، وهو ليس الأول من نوعه، بل ارشيفهم يخبر بالمئات
فهل هؤلاء من نعتهم  بـ (اصيب اغلبهم بخواء وقلق فكري وعقائدي ونفسي وشخصي واصبحوا مثل تماثيل صماء فقدت كل مشاعر واحاسيس الثورية والوطنية والاممية والقومية والانسانية)
تباً …. ماذا يفعلون أكثر ليكونوا مليانين (ومعبايين) بحسب وجهة نظرك؟

عندما سألت عن عمل بعض الناشطين منهم  تبيّن من بينهم الأستاذ الجامعي والطبيب والمهندس واصحاب الأعمال الحرة وفنانين وكتّاب، لهم احترام كبير وقبول شديد بين أبناء الجالية ، وكل ذلك الأحترام لم يكتسبوه من خلال مصلحةٍ ما او تبادل منفعة، وإنما لعطائهم  ورفعة اخلاقهم وعملهم من اجل رفع مستوى الجالية الفكري والوطني.

 هؤلاء جميعاً لا يعرفوا عن خارطة العراق وجغرافيتها سوى تكاملها بتعدادها السكاني وتضاريسها وجبالها وسهولها، عراق واحد وشامل لكل العراقيين بأطيافهم والوانهم، رافضين أي تقسيم له، مثل هؤلاء يجب ان يركع تحت ارجلهم كل من يسعى إلى سلب قطعة ارض من العراق مهما كان صغيراً، فهل يكون جزائهم مقالاً تهجمياً ويا ليته من شخص عُرِفَ عنه ثبات المبدأ!!

زمن اغبر (ومجقلب) لم ينصف الأبطال والمضحين ورفع من شأن (المصخمين المطركعين مليون طركاعة) أفلا تبصقوا معي على الحاضر التعيس؟
..

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!