الحوار الهاديء

ماهي نوعية الرسائل التي بعثها الله للأرض !

مُجمل الأديان ومنذ  نشأتها ( دون إستثناء ) طلبت من الإنسان  أن يتقيد بالأوامر والتعاليم والرسائل التي وصلت من الله الى الارض !

كُل دين ومذهب له اوامره الخاصة التي أمر الانسان بالتقيد بها او العمل عليها ولها . كيف وصلت تلك الأوامر وعلى اي مقياس تم ترجمتها وتحويرها وإنتقاءها لا علم لنا بها ! لماذا اختلفت تلك التعاليم من فترة الى اخرى او مذهب او دين الى آخر ايضاً لا علم لنا بها ! كيف يحصل ذلك الإختلاف ولماذا ! ايضاً لا درايه لنا بها !

إذن كيف للإنسان معرفة التعليمات الصحيحة التي هبطت ويجب التقيد بها ! ماهو ذنب الذين ينتمون الى دين ومذهب مختلف عن الآخر إن إختلفت تلك الاوامر ! والأهم ماهو ذنب الانسان البسيط الذي تم نحره ومنذ التاريخ او حتى قبله بسبب ذلك الإختلاف وتلك المنقولات ! كل إنسان بعد أن إنزلق سهواً  وجد نفسه تحت هذا الفصيل او ذاك فما علاقته بتلك الاختلافات !

من ناحية ثانية كيف أُرفدت  تلك التعليمات وكيف تم إلتقاطتها ! لا احد يعي بكيفية بلوغ تلك المذكرات وبالطريقة التي تم أنسْتَغرَمِتها ! لاشاهد ولا رسالة أو إشعار  ولا وجود او حضور ولا اتصال ولا حتى قرقعه فكيف لنا ان نتأكد من تلك البرقيات ! وكيف سنرد إذا اعتبر أحدهم ( من الكُفارطبعاً) بأن جميع تلك التعليمات ماهي إلا من عمل الانسان نفسه ! وماذا إذا صحّ قوله ذلك !

في كل شعب وكل امة وكل قارة تعليمات ربانية تختلف عن الآخر ، فهل سيكون هذا من اعمال الرب ! هل سيقوم الباري بهذا التنوع من الاختلاف وهذا التعدد من الرسائل المختلفة لتكون السبب في ق*ت*ل ونحر الملايين عبر العصور ! لا والغريب في الموضوع إن حتى تواريخ ومكانزمانية تلك الرسائل تختلف الى يومنا هذا من شعب الى آخر ، ولم يحاولوا حتى التفكير في سبب ذلك الإختلاف . إختلاف في تاريخ النزول او الصعود او الميلاد أو التنقل او مكان الحادثة وغيرها ومع هذا هناك الملايين من الشعوب تتقاتل فيما بينها على الارض من أجل فرض ذلك التاريخ أو أحقيته وإستحقاق تلك الواتسابات عن الآخر ى ، وكذلك هناك الكثير والكثير من المنتفعين من تلك الرسائل يستغلون كل تلك الملايين من البشر البُسطاء المتيهمين والملهوفين على ذلك التاريخ والرسالة المختلفة !!!!! لعد ليش إسمهم بُسطاء !! هَم فكرة ! منذ أول يوم من شَطحك من جدار الرحم يتم تعبيتك بالأفكار  المتناقضة والمتضاربة ليجعلوك أسيراً لها ولِمتناقضاتها ومع الآخرين وضدهم . ما أن تخرج من تناقض حتى أحشروك في الذي تلاه وأنت لم يسمحوا لك غير  أن تُكرر وتُقر بإنها إرادة الرب ومشيئته . حتى المصيبة والفقر والجوع والظلم والار*ها*ب والإختصاب وغيره من البلاوي الارضية ماعليك غير ترديد الحمدلله على كل شيء ( هو أعطى وهو أخذ ) أي لا يسمح لك بالتفكير او الإستفسار والسؤال لغير الله مذلة ! والله فكرة .. علموك بأن الحل الوحيد نيابة عن التفكير والسؤال والتعلم والبحث هو الحمدلله ! إنها رسائل من الآله لمعبودها !

يقول البعض بأنهم لا يعتقدوا غير إن جميع تلك الرسائل والتعليمات ماهي إلا تعليمات ارضية . وتلك الرسائل إنبعثت وكل حسب افكاره ومصالحه ومصالح قومه وأمته في وقتها وظروفها ، وهذا كان سبب كل تلك التناقضات في تلك الرسائل .

والبعض الآخر يؤكد وعلى يقين بأن وبما إننا لم نستلم اي دليل مادي على وصول تلك الرسائل من الاعالي إذاً هي رسائل ارضية وبالتالي التقيد بها يكون حسب القناعة والرغبة وليس إطلاقاً على هيئة أوامر وجب على الانسان السير في خُطاها ! إلا اذا اثبت معتقدي تلك الرسائل العكس المادي والعلمي وق*ت*ل الشك باليقين في هبوط تلك المَسْجات من الفوق ( والله فكرة ) !

إذاً وحتى لا ندخل  اكثر على الذين يفرضون تلك التعاليم الفوقية على الآخرين إثبات صحة وصولها من السماء علمياً وعملياً  قبل فرضها على الآخرين ! يمكن إتكون فكرة !!!

أما إذا لم تكن هناك رسائل وصلت من الفوق للارض فلماذا لا يتحد العالم لكتابة رسالة أرضية حقيقية غير وهمية تستفيد منها كل البشرية وتتقيد وتهدي بها لصالح وخير الجميع !!! فكرة !!!

مبروك توَقف المناوشات بين الص*ها*ينة والغزاويين ! كل واحد أخرج ما في زوبعته ونشر رسالته وقُتِل مَن قُتِل ودُمّرَ مَن تَدَمَر وإرتاح الجميع !! السؤال هو : لماذا وقعت تلك الحرب اصلاً ! لِصالح مَن !! هل حصلت بسبب وصول رسالة جديدة أم إن الرسالة تكون حسب المصلحة الارضية ! والله فكرة !

لا يمكن للشعوب المتخلفة التقدم دون البدأ من نقطة الصفر !

نيسان سمو 21/05/2021

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
2 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
د. عبدالله مرقس رابي
د. عبدالله مرقس رابي
2021-05-24 18:08

اخي نيسان سمو المحترم
تحية
تساؤلات مهمة وموضوعية عن موضوع الاختلاف في رؤية الجماعات والمجتمعات البشرية المختلفة زمانيا ومكانيا عن الله وماهية التعاليم التي فرضها على كل جماعة.
فكرة الخالق موجودة في ذهن الانسان منذ ان وجد ووعي عن وجوده على الارض ، وبحسب التطور الانثروبولوجي لعقلية الانسان زماكانيا ، بدات كل جماعة تفسر رويتها وعلاقتها بالخالق حسب ما تقتضي مصالحها للسيطرة على الاخرين ، ولهذا تلاحظ التناقضات بين الجماعات ، وبل تقاطعات تودي الي الابادة البشرية احيانا، وان لم تكن مبررات جماعة ما ابادية ، انما تتمحور فكرة التعاليم في استحواذ اصحاب السلطة الدينية علي عقول البسطاء لتبرير سلطتهم والعيش باستمتاع لغرائزهم.
تقبل محبتي

زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!