مقالات دينية

ما اشبه اليوم بالبارحة عندما نحتفل بعيد الشعانين!

الكاتب: مشرف المنتدى الديني

 

ما اشبه اليوم بالبارحة عندما نحتفل بعيد الشعانين!
بقلم نافع البرواري 
“لا تخافي يا بنتَ صهيون : ها هو ملِكُكِ قادمٌ أليكِ ، راكبا على جحشِ أبن أتان“زكريا 9:9 
عندما  دخل الرب يسوع المسيح أورشليم منتصرا في أحد الشعانين تحت مظلة أقواس النصر من سعف النخيل والجموع تهتف له من حوله وتحيّيه ملكا لها ، بينما كان هو راكبا على جحش أبن اتّان ، لقد اصطفَّ الجموع على جانبي الطريق الرئيسي وكان الكثيرين من الناس يبسطون ثيابهم على الطريق ، وكان الآخرون يقطعون أغصان الشجر ويفرشون بها الطريق بطوله وكانت الجموع التي تتقدم يسوع والتي تتبعه تهتف:  
“المجدُ لابن داود ، تبارك الآتي باسم الربِّ !المجدُ في العلى”( الكلمة المجد هي في الأصل: أوصنا وهي كلمة عبرية معناها : خلّصنا ثم استعملت للتحية والهتاف).
كان الناس يصرخون فرحين لانّهم يعلمون أنّ يسوع المسيح يتمّم نبوءة زكرياالقائل:”قولوا لأبنة صهيون : ها هو مَلِكُكِ قادم اليكِ وديعا راكبا على أتانٍ وجحشِ أبن أتان”(زكريا 9:9 ).
كان الناس متوهّمين وكذلك التلاميذ أيضا ، فقد كانوا واثقين من أنّ يسوع المسيح هو المسيح بالحقيقة ، ولكن فكرتهم عن يسوع المسيح كانت خاطئة . فقد كانوا واثقين من أنّه سيكون قائدا قوميّا يعيد الى أُمّتهم سابق مجدها ، ومن ثمَّ فقد أغلقوا اذانهم عن أقوال أنبيائهم وأعموا عيونهم عن رسالة الرب يسوع الحقيقية.
وعندما صار واضحا جليّا أن يسوع لن يحقّق امالهم القومية تحّول كثيرون ضدّه  .
اليوم الكثيرون منّا نحن الذين ندعي كوننا مسيحيين ننظر بنفس نظرة اليهود قبل الفي سنة فنحن ننظر الى الأمجاد الفانية والى القومية (الكلدانية أو الآشورية) ونريد احيائها بينما نترك رب المجد يسوع المسيح لأنّه لم يحقق أُمنياتنا وطموحاتنا وشهواتنا الى السلطة والأمجاد الفانية ، يسوع المسيح جاء ليقول لنا ان المجد الحقيقي هو في تتويجه ملكا على قلوبنا وأن نتبعه لأنّه هو الملك الحقيقي الباقي الى الأبد بينما الملوك والأمبراطوريات السابقة واللاحقة زالت وسوف تزول ، ان الشعب اليهودي الذي كان يمجّد الله ، لأنّهم أعطاهم ملكا ، تكوّنت لديه فكرة خاطئة عن الرب يسوع المسيح، فقد كانوا واثقين من أنّهُ قائد قومي سيعيدُ الى أُمتهم مجدها الأسبق ، ومن ثمَّ صمّوا اذانهم عن سماع كلام حتى أنبيائهم ، فاغمظوا عيونهم وصمّوا اذانهم عن سماع كلام أنبيائهم ، اليست حالة شعبنا المسيحي اليوم في العراق هي نفس حالة اليهود قبل الفي سنة؟
لماذا لا نقرأ احداث الكتاب المقدس لنتعلّم دروسا وعبر عن هذا الكتاب العظيم ؟
هل سيعيد الكثيرين من المسيحيين نفس أخطاء اليهود بسعيهم المستميت في البحث عن القومية الوهمية عبر الرجوع الى الوثنية ماقبل القي سنة؟
هل نقبل أن يبكي المسيح على نينوى كما بكى على أورشليم بعد أحد الشعانين عندما صعد على جبل الزيتون وهو حزين على شعبه ؟
“ولمّا أقترب من أورشليم نظر الى المدينة وبكى ، وقال“ليتُكِ عرفتِ طريق السلام !”لوقا 19:41,42 .
هل نحن لا زلنا لم نكتشف رسالة يسوع المسيح وهي أن نبشّر العالم كلّه ببشرى الخلاص ، وأين أصحاب بدع القومية من هذه الأرسالية؟ هل اولياتنا أصبحت السعي الى المراكز والسلطات والأمجاد والقوميات فأصبحنا كالسلفيين نريد أن نُرجع عجلة التاريخ الى الوراء 
ونتوهّم ونعيش في ماضي سحيق لنجتر منه فلا نتطلّع الى غدٍ مُشرقٍ يصنعه الخيّرون من أبنائنا بينما الماضي لم نصنعه نحنُ؟
هل نقبل الحضارة التي صنعها ابائنا في الأيمان ولا زالت حيّة ، وان فترت في مرحلة من مراحل التاريخ وما علينا الآ أحيائها ، أم نتشبّث بحضارات وثنية وآلهة وثنية وملوك وثنيين كانوا يضطهدون أنبيائنا و ابائنا في الأيمان ؟
هذه الأسئلة وغيرها يجب أن نتوقف عندها ونتأمل بها لنختار ما هو سلام لنا كما يقول الرب يسوع المسيح ، فاما أن نختار طريق الموت أو نختار طريق الحياة كما قال الرب لموسى .
وأكيد العاقل منا سيختار من يقول لنا

“أنا الطريق والحق والحياة”.

يمكنك مشاهدة المقال على منتدى مانكيش من هنا

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
التقيمات المضمنة
عرض جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى
Don`t copy text!